الاتصالات في مراكز القيادة والسيطرة

اقرأ في هذا المقال


إنّ ظهور التكنولوجيا المتقدمة في كافة المجالات العسكرية ونُظم التسليح المتطورة، أعطى أهمية
كبرى لدور القيادة والسيطرة في المعركة الحديثة وتطورها بصفة مستمرة.

نظم مراكز القيادة والسيطرة:

تُعد مراكز القيادة وهي العضو الرئيس لنُظم القيادة والسيطرة، من أهم علامات تطويرها هو القُدرة على السيطرة على القيادات المختلفة التابعة لها واتخاذ القرار في الوقت المناسب، ولن يأتي ذلك طبعاً إلّا بتوفر كافة البيانات والمعلومات اللازمة لدراسة الموقف واتخاذ القرارات المناسبة وفي الوقت المطلوب، وذلك من خلال الحواسيب الآلية المختلفة لمعالجة البيانات والمعلومات وبالاعتماد على وسائل العرض المختلفة الحديثة والشاشات الكبيرة، التي توضّح الموقف العملياتي لكافة المستويات، ونظم القيادة والسيطرة تعتمد بالإضافة إلى مراكز القيادة على الآتي:

  1. المُستشعرات.
  2. وسائل نقل المعلومات.
    والمستشعرات تطورت بشكل كبير حالياً في ضوء التقدم الهائل في الميكروالكترونيات وأصبح متكاملة مع نظم الاستشعار في الجو أو البر أو الفضاء، وأصبحت تُغطي حيزاً كبيراً من الضوء المرئي والميكرويف والموجات اللاسلكية.

تطوير نظم القيادة والسيطرة:

قام فكر تطوير نظم القيادة والسيطرة على تحقيق الآتي:

  1. تحقيق شبكات اتصالات ذات استمرارية وقدرة على نقل وتبادل المعلومات والاتصالات بين عناصر النظام.
  2. استمرارية العمل داخل مراكز القيادة ممّا يساهم في زيادة حمايتها ودخول مراكز تبادلية سواء أرضاً أو من الجو، مع تحقيق الاتصالات بالأقمار الصناعية بضمان الاتصال السريع على كافة المستويات.
  3. التناسق بين المعلومات داخل نُظم القيادة والسيطرة سواء من الاستطلاع الراداري أو الاستطلاع الإلكتروني أو الاستطلاع الإلكتروبصري، ممّا يؤدي إلى العمل على تقليل زمن تحليل المعلومات لصالح العمليات ممّا يوفر الوقت المناسب في مراحل العمليات المختلفة.
  4. تأمين هذه الوسائل من اتصالات ونقل معلومات ضد التصّنت وتشفيره لإمكانية العمل خلال مسافات مختلفة.

إنّ التوسع الحالي في استخدام الألياف الضوئية (Optics Fiber) والاعتماد على الترددات (Hopping Frequency) يعمل على تحقيق تأمين الاتصالات على المستويات المختلفة.

مهام مراكز القيادة والسيطرة:

تُعد مراكز القيادة والسيطرة هي الأماكن المخصصة والمحددة لإدارة مهامات النظام والمجهزة بأدوات مادية وفنية، بما يُتيح لها القيام على تنفيذ هذه المهام بشكل مستمر ودائم رغم أي ظروف وأعمال للعدو، ومن الطبيعي أن تشمل ما يلي:

  • إمكانية القدرة على معالجة البيانات التي تصلها من نُظم الاستشعار المنتشرة ومن خلال شبكات الاتصالات المختلفة.
  • احتوائها على وسائل العرض ومساعدات لاتخاذ القرار.

وذلك بالإضافة إلى النظم الإلكترونية الحديثة المصممة للعمل في ظروف الإشعاع والنبضات الكهرومغناطيسية بما يضمن استمرار العمل لمراكز القيادة والسيطرة في جميع الأماكن، وحتى لبعض نُظم الاستشعار مع ضمان استمرارية الاتصالات بين المراكز.

أمّا الحواسيب الآلية فقد زادت إمكانياتُها بدرجة كبيرة وزاد استخدامها، وكان عليها بالضرورة أمام هذا الكم الهائل من البيانات المطلوب استقبالها ومعالجتها ومن ثم إرسالها أن تتعدى مرحلة المعدات التي تساعد على اتخاذ القرارات، والتي تنحصر في مهامها على حفظ واسترجاع البيانات وكذلك إجراء العمليات الحسابية والتحكم في وسائل العرض، بل وحتى محاولات تطبيق فعلي لفكر وأساليب “الذكاء الصناعي“، و كذلك الأساليب الفنية اللازمة لتأمين نُظم الحواسيب من أعمال التداخل أو التخريب الإكتروني.

تطور فكر القادة مع تطور التهديدات:

لقد تطور فكر القيادة والسيطرة مع تطور التهديد وخاصة مع دخول عناصر الصواريخ البلاستيكية وأسلحة الفضاء وإمكانية استخدام الأسلحة النووية بل وأسلحة الطاقة الموجهة مستقبالاً حيث أخذ تهديد شكلاً جديداً، فتأكدت الحاجة إلى مواصفات خاصة لنظم القيادة الحديثة والتي من أهمها الاعتمادية (Reliability) واستمرارية العمل مع أعمال العدو والقدرة على البقاء (Survivability).

تطورت المكونات المستخدمة في نُظم القيادة والسيطرة الآلية الحديثة على استخدام ما يُسمّى بالمُستشعرات ذات مواصفات خاصة إمّا جواً باستخدام أنواع خاصة من الطائرات أو براً مركبة على أبراج الاتصالات الموزعة، وكذلك نظم الاتصالات التي تضمن استمرارية العمل في مواجهة الأعمال المعادية من قبل الأطراف الأخرى حتى القصف النووي ومراكز القيادة والسيطرة المتحركة أو المحمولة جواً.

قامت مبادئ هامة مثل سرعة الإنذار وتقييم الموقف بالتأكيد على إمكان الرد بالسرعة المناسبة لضمان الردع في الظروف الطارئة، وكان لزاماً على تحقيق ذلك الاعتماد على مزيد من نُظم الحواسيب الحديثة وخاصة الذكاء الصناعي (Artificial Intelligence)، والذي ما زال موضع الآمال العريضة للوصول إلى درجة كبيرة من الآلية الفاعلة لنُظم القيادة والسيطرة.

أصبح مع دخول فكر الذكاء الصناعي في أنظمة القيادة والسيطرة، أن تقوم على تولي نُظم القيادة والسيطرة الآلية ذاتياً العديد من المهامات والأعباء الذهنية المرتبطة بمقارنة المعلومات بين المراكز والعمل على تقييم أولوية الإنذار وتقدير الموقف في الظروف الطارئة، ومتابعة أعمال العدو بل وحتى اتخاذ القرار المناسب.


شارك المقالة: