النقوش الكتابية في عمارة دور العبادة المدجنة

اقرأ في هذا المقال


يتجلى تأثير ما هو إسلامي في العمارة المدجنة الطليطلية، وينسحب هذا على دور العبادة في الهضبة العليا في النقوش الكتابية العربية المدهونة أو المنحوتة في الجص وخشب الأسقف والأبواب ونادراً ما نراها في الحج، ومن أمثلة ذلك سانتا ماريا (وادي الحجاة)، حيث اتخذ الملوك والأساقفة والنبلاء هذه النقوش الكتابية التي تدعو إلى الرحمة والمغفرة، والتي كانت توجد في المساجد والقصور العربية والعمارة الدينية، ومن الحالات المشابهة بهذا ما نجده في الفن النورماندي قي صقلية، حيث إنها نقوش تنتقل من مسرح لآخر دون أن تكون هناك سابقة تتمثل في نقوش كتابية قوطية.

خصائص الزخارف الكتابية في دور العبادة في طليطلية

هذه الزخارف الرائعة على الحوائط هي واحدة من الخصوصيات العربية، يظهر لفظ الجلالة في دور العبادة المسيحية واليهودية وكذلك الأقمشة المخصصة للموتى (الأكفان) وملابس الأساقفة، ويلاحظ أيضاً وجود نوع من التبادل في نماذج زخرفية جصية بين لفظ الجلالة ولفظة (Deus) بالقوطية في الإطار الأيقوني نفسه (زخارف جصية في حصن مدينة بومار)، ومن البديهي أنه من المستحيل أن نجد عكس ذلك في المساجد والقصور العربية في أزمنة أخرى.

كما نجد نقوشاً كتابية عربية كوفية وذات خطوط مائلة، حيث لفظ الجلالة هي التي تحتل الصدارة، وهذا الانصياع أو الاهتمام بثقافة المهزوم، والتي ينبغي أن تنظر إليها في إطار تحديد ما هو الفن المدجن، أي الفن والأثنية أو الدين الإسلامي الذي ظل في الأراضي المسيحية، وهي ظاهرة تمثل التعايش والتسامح والتي نراها تطل علينا في الخطاب المعماري والزخرفي.

وصف النقوش الكتابية في دور العبادة في طليطلية

هناك تنويهات ذات طابع تقني أو يدوي هي أن هذه التعبيرات كانت لصيقة بالأيدي العاملة الإسلامية الخاضعة للمسيحيين، وهي أيدي ظلت تمارس الفن الذي كان عليه سابقوهم، ومن هذا نفهم أن من نفذوا الزخارف الجصية والخشبية من المؤكد أنهم من الموريون، حيث هناك تبادل بين أيد عاملة وأخرى مسيحية ومسلمة لنقول إنه كان من المعتاد ابتداء من القرن الرابع عشر على الأقل أن تكون الزخارف الجصية والأخشاب من الحقول التي تقتصر على المسلمين، كما اتسمت هذه الزخارف الموجودة في الداخل بالاتساق.


شارك المقالة: