زينيث دي ستراسبورغ هي قاعة للحفلات الموسيقية مصمّمة على طراز (Postmodern Expressionist)، وتقع في مدينة (Eckbolsheim) الفرنسية الشرقية، (Bas-Rhin). بحيث تستضيف الأحداث الرياضية والموسيقى والمسرح وتتسع لـ 12079. كما صمّمها المهندس المعماري الإيطالي ماسيميليانو ودوريانا فوكساس، واكتمل في عام 2008، ويهدف المبنى إلى أن يكون منحوتة ضوئية فردية وموحدة ومستقلة. وإنّها مغطىاه بقماش برتقالي شفاف يضفي عليها مظهرًا صلبًا أثناء النهار، ولكن عندما تضيء ليلًا، يصبح شفافًا، ويكشف عن هيكلها الداخلي.
التعريف بزينيث دي ستراسبورغ
من المذهل اكتشاف الهندسة المعمارية المستقبلية بلا خجل لمشهد قاعات الحفلات الموسيقية في زينيث التي تظهر على مشارف البلدات والمدن الفرنسية التي تشتهر غالبًا بالأبراج المرتفعة في كاتدرائياتها القوطية. كما تجاور غير متوقع مع التحف المعمارية من ماضيها. وقد يكون هذا الانفصال الواضح بين قاعة الحفلات الموسيقية المعاصرة وكنيسة العصور الوسطى غير مقصود، ولكن يبدو أنه يؤكد رغبة فرنسا في الاعتراف بإرثها التاريخي وإقامة مسافة حاسمة عنه.
أكّد برنارد تشومي بشكل مقنع على الانقسام بين الثقافتين من خلال قاعة الحفلات الموسيقية الخاصة به في روان، التي قدمت كاتدرائيتها التي تعود إلى القرن الثالث عشر موضوعًا ساحرًا للرسام الانطباعي كلود مونيه. بينما قام (Tschumi) بتحسين تصميم قاعة الحفلات الموسيقية الخاصة به بمواد مختلفة من أجل (Zenith) في (Limoges)، ويبرز (Massimiliano و Doriana Fuksas) ويحتفلان بالانشقاق بين الفترتين الزمنيتين والأنواع المعمارية من خلال قاعة (Zenith) الموسيقية الخاصة بهما خارج ستراسبورغ.
يقدم تصميمها المبهج الملون ارتباطًا صفيقًا بالكاتدرائية القوطية التي تعود إلى أواخر القرن الثالث عشر، وتشتهر بهيكل عمودي دقيق ألهم إنكوميا من كل من (Goethe و Laugier). ومع الاستخدام المقصود لحفلات موسيقى البوب الموسيقية، والأحداث الرياضية والعروض المتنوعة، فإنّ هندسة زينيث مصمّمة لتشتيت انتباه مجتمع المشاهد، لاستخدام مصطلح جاي ديبورد الشهير، والذي من الواضح أنه بعيد كل البعد عن الثقافة الدينية في فرنسا منذ زمن بعيد.
ومع ذلك، يمكن للمرء أن يجادل في أن بعض قاعات الموسيقى هذه تتميز على الأقل بالمغامرة الهيكلية مثل أسلافها القوطيين، حتى لو كان الأمر متروكًا لتخمين أي شخص بالضبط المدة التي ستستغرقها. حيث وُلِدت زينيث دي ستراسبورغ من قِبل وزارة الثقافة الفرنسية بالتعاون مع المدينة أو الحكومات الإقليمية، وظهرت قاعات الحفلات الموسيقية في (Zenith) لأول مرة في عام 1984، بواحدة من (Chaix & Morel) في (Parc de la Villette) في باريس.
بناء زينيث دي ستراسبورغ
في هذه اللحظة، ظهرت زنثيث، وتكمل أسرة فوكساس حاليًا أخرى في أميان، وهي أيضًا مدينة كاتدرائيّة جديرة بالملاحظة. ومع (Zenith) بالقرب من ستراسبورغ، احتاج المهندسون المعماريون إلى استيعاب 10000 زائر على موقع بمساحة 64 فدانًا يتم تطويره كمنتزه للمعارض. بينما من خلال القيام بذلك، سعت (Fuksases) إلى ديناميكية في الشكل الذي يعتمد على حلقات فولاذية بيضاوية ذات طبقات ودوران وهيكل خرساني مصبوب في المكان وملفوف بغشاء نابض بالحياة من الألياف الزجاجية والسيليكون.
صمّمت شركة (Fuksases) الحلقات الفولاذية كسلسلة من الأشكال البيضاوية المتغيرة والمتداخلة، ممّا يخلق شكلاً ديناميكيًا في الخارج ومساحات جريئة في الداخل. بينما الغلاف البرتقالي الشفاف، الذي يتوهج مثل جاك فانوس كبير في الليل، يمتد على خمس حلقات فولاذية تحيط بالقلب الخرساني الإهليلجي الذي يحيط بالصالة. بحيث قال ماسيميليانو فوكساس، الذي صمّمه لمعرض ميلانو التجاري، أنه بمظلة زجاجية متموجة فوق حديد التسليح، واستكشف هذه الفكرة، وإن كان ذلك بأعضاء تأطير أخف وزنًا وأكثر توهينًا.
على الجانب الشمالي من المبنى، تشكّل الأشكال البيضاوية المتداخلة منطقة الردهة، وهنا توجد أعمدة فولاذية كبيرة معلقة، مصفوفة حول القاعة الخرسانية المسلحة، بالإضافة إلى دعامات وسيطة، تدعم الحلقات الأنبوبية البيضاوية. وعلى الجانب الجنوبي من الهيكل، حيث تضيق المساحة، تربط الدعامات وحدها الحلقات بالنواة الخرسانية. كما تتكون الواجهة المعدنية الإهليلجية من طبقات وتدوير لخلق شكل ديناميكي ومرح، يبرزه غشاء نسيج مصنوع من ألياف زجاجية منسوجة ومطلية.
يمكن إلقاء إسقاطات ضوئية على الغشاء ممّا يؤدي إلى إنشاء لوحة إعلانية عملاقة. كما يتكون الغشاء المقاوم للحريق من الألياف الزجاجية مع طلاء سيليكون على كلا الجانبين من 40 قطعة من القماش، مع كل خط من اللوح ملحوم كهربائيًا، ثم يتم تثبيته بين قوسين ومثبت بمسامير بالحلقة. بينما تعمل الكابلات الوسيطة أيضًا على تثبيت الغشاء في مكانه وإنشاء تجاعيد حادة في المظهر الجانبي.
يتكون هيكل السقف من 22 دعامة فولاذية، والتي تشع من المحور المركزي إلى الجدران الخرسانية للقاعة والتي يتم تعليق المنصات منها. بحيث يشتمل هذا الترتيب على شعاع متقاطع مستمر يمتد عبر المحور من جدار خرساني إلى آخر.
