تعتبر الصناعة التحويلية واحدة من أكبر قطاعات الاقتصاد حول العالم، حيث يعمل بها أكثر من 12 مليون عامل واليوم تتسبب التكنولوجيا في تحرك اقتصاد البلاد نحو تقديم الخدمات بدلاً من إنتاج السلع، ومع ذلك أصبح من المعروف لدى الاقتصاديين أنّ الصناعات التحويلية الصحيحة هي إحدى المؤشرات القوية لاقتصاد صحي ومنتج أكثر.
ما هي الصناعة التحويلية؟
الصناعات التحويلية هي التي تشارك في تحويل أو تغيير السلع أو المواد الخام إلى منتجات مصنعة حديثاً، من الممكن أن تكون هذه العملية فيزيائية أو ميكانيكية وغالباً ما يكون للأشخاص الذين يصنعون هذه المواد مصانع أو مطاحن تنتج سلع للاستهلاك، غالباً ما تستعمل المعدات والكسارات في عملية التصنيع، في العديد من الحالات يمكن تصنيع البضائع باليد، مثل السلع المخبوزة والمجوهرات المصنوعة يدوياً والحرف اليدوية الأخرى والفنون.
يوجد العديد من الصناعات التحويلية الكبيرة في الولايات المتحدة، مثل الغذاء والأنسجة والتبغ والمشروبات والورق والجلد والنفط والفحم والمعادن، كذلك المطاط والبلاستيك والأثاث وغيرها، يعمل أكثر من 12 مليون شخص في مختلف الصناعات التحويلية، علاوة على ذلك يتم توظيف عدة ملايين أخرى بشكل غير مباشر في الصناعات التحويلية.
ماذا تفعل الصناعات التحويلية؟
ينتج المصنعون سلع مادية، تختلف طريقة إنشاء هذه السلع باختلاف الشركة والصناعة المحددة ومع ذلك فإنّ معظم الشركات المصنعة تستخدم الآلات والمعدات الصناعية لإنتاج سلع للاستهلاك العام، في عملية تصنيع يخلق قيمة وهذا يعني أن الشركات تتقاضى علاوة على ما خلق.
على سبيل المثال المطاط ليس له أي قيمة بمفرده ولكن عندما يتشكّل في إطار سيارة يكون له قيمة، فعملية التصنيع التي تسمح بتحويل المطاط إلى جزء ضروري للسيارة تضيف قيمته، قبل الثورة الصناعية كانت غالبية البضائع مصنوعة باليد منذ الثورة الصناعية نمت أهمية التصنيع بشكل متزايد مع إنتاج السلع بكميات كبيرة، يعني الإنتاج الضخم أنه يمكن إنتاج السلع بسرعة أكبر وبدقة أكبر.
يؤدي هذا إلى انخفاض الأسعار وجعل العديد من السلع الاستهلاكية أرخص وتكلفتها في متناول عامة الناس، عندما تم إدخال خط التجميع في التصنيع ارتفع الإنتاج بشكل كبير، مع دخول القرن العشرين جاء هنري فورد وصنع حزام ناقل يقوم بنقل المنتجات في المصنع ومحطاته، وكان لكل محطة عامل مسؤول عن تحقيق مرحلة معينة في عملية الإنتاج، هذا الحزام ساهم بمضاعفة الإنتاج 3 مرات وغيّر التصنيع جذرياً.
يتيح تقدم تكنولوجيا الكمبيوتر اليوم للمصنعين القيام بالمزيد في وقت أقل، الآن يمكن تصنيع آلاف العناصر في غضون دقائق، يمكن استخدام تكنولوجيا الكمبيوتر لتجميع الإنتاج واختباره وتتبعه، في كل عام تستمر التكنولوجيا في زيادة كفاءة التصنيع وسرعة وفعالية من حيث التكلفة، ومع ذلك فإنّ الأتمتة تقضي أيضاً على العديد من وظائف التصنيع مما يترك الموظفين المهرة بدون عمل.
أمثلة على الصناعات التحويلية:
- تصنيع المشروبات ومنتجات التبغ: من المثير للاهتمام أنّ التبغ والمشروبات في نفس قطاع التصنيع، تشمل منتجات المشروبات تلك غير الكحولية وكذلك تلك التي تحتوي على الكحول من خلال عملية التخمير أو التقطير، يعتبر الثلج كذلك من المشروبات المصنعة، منتجات التبغ هي منتجات تبغ سائبة وكذلك تلك الموجودة في شكل سجائر أو سيجار.
- تصنيع الملابس: يمكن تقسيم مصنعو الملابس إلى قسمين رئيسيين؛ الأول هو القص والخياطة أي أنّ الثوب يتم تصنيعه من خلال شراء القماش وتقطيعه وحياكته، القسم الثاني من صناعة الملابس يتضمن حياكة القماش ثم القص والخياطة، يحظى قطاع الملابس بشعبية كبيرة ويضم العديد من أنواع العمال المختلفة، بما في ذلك الخياطين وحتى عمال الحياكة.
- تصنيع الجلود والمنتجات المماثلة: يهتم هذا القطاع بصناعة الجلود وكذلك بدائل الجلود مثل المطاط أو البلاستيك، السبب في أن بدائل الجلود تندرج تحت هذا القطاع من التصنيع هو أنها تُصنع غالباً في نفس المصانع بنفس الآلات مثل المنتجات الجلدية، ليس من المنطقي بالنسبة للمصنعين فصلهما لذلك يتم تضمينهما معاً.
- تصنيع المنتجات الخشبية: يقوم تصنيع الخشب مثل الخشب الرقائقي والقشرة والأرضيات والمزيد بالتغطية، كذلك تعتبر المنازل المصنعة والمباني الخشبية الجاهزة تصنيع من المنتجات الخشبية، من اللازم تقطيع الخشب وتشكيله، يقوم بعض المصنّعين استخدام جذوع الأشجار لصنع منتجاتهم الخشبية، أما آخرون فيشترون الخشب المقطوع ويعالجون الخشب من هناك.
- صناعة الورق: يقوم مصنعو الورق بتصنيع اللب أو الورق أو تحويل المنتجات الورقية. يتم تجميع هذه العمليات الثلاث لأن العديد من الشركات المصنعة تقوم بجميع العمليات الثلاث. سيكون من المرهق فصل هذه الأنشطة عن بعضها البعض، لذلك من المنطقي تجميعها.
- صناعة البترول والفحم: تهتم هذه الصناعة بتحويل النفط الخام والفحم إلى منتجات استهلاكية قابلة للاستخدام. يتطلب البترول تكريره قبل أن يتمكن المستهلكون من استخدامه. تفصل عملية التكرير بين المكونات المختلفة للبترول لمنتجات مختلفة.
- التصنيع الكيميائي: يتضمن تصنيع الكيماويات العديد من الصناعات المتعددة، عملية التصنيع هذه هي أن تتحول المواد العضوية وغير العضوية إلى منتج جديد، بعض الأمثلة على ذلك هي المبيدات والأدوية والصابون والسماد ومواد التنظيف.
- صناعة البلاستيك والمطاط: في هذا القطاع الصناعي يصنع المطاط والبلاستيك، حيث يُجمع الاثنين معاً لأنهكا يستخدمان كبديل لبعضهما البعض، ومع ذلك فإنّ كل منها هو قطاع فرعي خاص به مما يعني أنّ المصانع يمكن أن تصنع عادةً واحد فقط من الاثنين وليس كليهما.
- تصنيع الآلات: يقوم هذا القطاع من التصنيع بإنتاج آلات تستعمل القوة الميكانيكية، تُنشأ الآلات من خلال عمليات مثل الختم والانحناء واللحام والتشكيل وتجميع الأجزاء، تعتبر عملية تصنيع الآلات معقدة فهي تحتاج لأجزاء كثيرة، على سبيل المثال يمكن أن تتضمن قطعة من الآلات الصناعية على جهاز كمبيوتر بالإضافة إلى بعض من المكونات الأخرى.
- تصنيع الكمبيوتر والإلكترونيات: يتطور هذا القطاع بشكل سريع ويستمر في النمو، الطلب العالي على الإلكترونات يجعل هذه الصناعة تمتلك قدرات تنافس عالية؛ بسبب استعمال الدوائر المتكاملة والتكنولوجيا المصغرة، يعتبر هذا قطاع صناعي متخصص وتتضمن هذه المجموعة أجهزة الكمبيوتر ومعدات الاتصالات والمعدات السمعية والبصرية.
لماذا الصناعات التحويلية مهمة؟
الصناعات التحويلية مهمة لعدة أسباب؛ تاريخياً كانت الولايات المتحدة واحدة من أكبر مُصنِّع للبضائع في العالم ويساعد تصنيع وتصدير البضائع في الحفاظ على تدفق الأموال إلى الاقتصاد الأمريكي، تزدهر الاقتصادات عندما يكون لديها صناعات تصنيعية قوية، علاوة على ذلك عندما يزدهر التصنيع يرتفع الابتكار.
ينتج المصنعون ما يقرب من 75% من جميع عمليات البحث والتطوير الممولة من القطاع الخاص في البلاد، التصنيع هو دافع ضخم للابتكار والتفكير المستقبلي.