عناصر العمارة في طليطلية

اقرأ في هذا المقال


ما نراه في طليطلية اليوم من خلال عمارتها السابقة واللاحقة نجد أن مادة البناء هي الآجر والدبش المحاط بمداميك ويقول تورس بلباس (مهندس معماري وعالم آثار إسباني) إن ذلك يشمل المسجد الجامع غير أن العناصر الزخرفية الحجرية القوطية، والتي جرى دراستها كانت تتطلب وجود كتل حجرية على الطريقة الرومانية القدية طبقاً لما نراه في بعض جدران المرقب، وكذلك ما نعثر عليه من بقايا جسر المياه وبعض الكتل الحجرية إلى جوار الباب المردوم.

خصائص عناصر العمارة الطليطلة

إن الباب المردوم يضم عقوداً نصف أسطوانية مسننة على الطريقة الرومانية وربما القوطية، هذه الكتل الرومانية أو القوطية نجدها قائمة كمواد بناء في كثير من قطاعات الأسوار التي أعاد العرب بناءها في المدينة وكذلك في مئذنة السلبادور، وربما كان مصدر الكثير من هذه الكتل الحجرية دور العبادة القوطية التي أخذت تستأصل توافقاً مع الترميمات التي قام بها عبد الرحمن الثالث بعد غزو المدينة خلال عامي 932 و943 ميلادي.

وسيراً على البناء باستخدام الكتل الحجرية أو كتل حجرية عربية جديدة خلال القرن العاشر الميلادي يبرز أمامنا البرج القائم في الطرف الخارجي لجسر القنطرة، وكذلك عقد صرف المياه الفائضة، هناك عقد باب بيساجرا القديم وباب المردوم.

وصف العناصر المعمارية في طليطلية

من المجازفة تصور ما كان عليه المسجد الجامع في طليطلية أو انه مشيد من الآجر في عصر محمد الأول في الوقت الذي نعرف فيه من خلال الحوليات العربية أن هذا الأمير أقام مساجد في مدن أخرى من الحجارة مثل حالة استجة وإبيرة

وعندما مقبل بأسبقية الحجارة كمادة بناء في دور العبادة القوطية والإسلامية خلال المرحلة الأولى والمستعربة منها نشعر بالمفاجأة لوجود الآجر وبعض المداميك منه المصاحبة للدبش في مسجد الباب المردوم، حيث فرض الآجر نفسه بشكل كامل في المدينة ابتداء من عام 1085 ميلادي، رغم أن قاعدة أغلب أبراج الكنيسة القديمة كانت تدعمها الكتل الحجرية الضخمة التي اعيد استخدامها، هذه هي معضلة العمارة الطليطلة أي التقابل بين الحجر والآجر، الحجر المقطوع جيداً أمام الآجر، إذ يلاحظ أن هذه المادة الاخيرة أخذت تغزو المدينة خلال العقود الأخيرة من القرن العاشر.


شارك المقالة: