نبذة عن تطور المدن في العالم:
تطورت المدن الأولى في العالم خلال العصر الحجري الحديث في بلاد ما بين النهرين القديمة. على الرغم من أن العديد من هذه المدن القديمة لم تعد موجودة، إلا أنه لا يزال هناك عدد قليل منها وتطورت إلى مدن حديثة. في وقت من الأوقات كانت هذه المدن القديمة عاصمة الحضارات الكبرى ولا يزال عدد قليل منها حتى اليوم، كما تتمتع كل هذه المدن بتاريخ غني والعديد من الآثار لا تزال قائمة ويزورها آلاف السياح سنويًا.
أقدم المدن في العالم:
مدينة الأقصر في مصر:
تقع الأقصر في موقع مدينة طيبة القديمة، التي كانت عاصمة مصر خلال عصر الدولة الحديثة. تأسست المدينة حوالي عام 3200 قبل الميلاد وبدأت كمركز تجاري صغير وأصبحت في النهاية مركزًا وواحدة من أغنى مدن الإمبراطورية المصرية خلال ذروتها.
لا تزال العديد من الهياكل والأطلال القديمة موجودة في المدينة اليوم بما في ذلك معابد الكرنك والأقصر والعديد من الآثار والتماثيل ومقابر طيبة التي تضم وادي الملوك ووادي الملكات، وفي عام 1979 للميلاد حيث أصبحت أطلال طيبة القديمة أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو ويأتي آلاف السياح إلى المدينة كل عام لزيارة الآثار القديمة.
مدنية أثينا في اليونان:
أثينا هي واحدة من أقدم وأهم مدن الحضارة الغربية. كانت المدينة مأهولة بالسكان منذ العصر الحجري الحديث، حوالي نهاية الألفية الرابعة قبل الميلاد. بحلول الألفية الأولى قبل الميلاد أصبحت أثينا المدينة الرائدة في اليونان القديمة.
وفقًا للأساطير اليونانية، سميت أثينا على اسم الإلهة الراعية أثينا بعد أن فازت بالشرف ضد بوسيدون لإهدائها شجرة زيتون للمدينة، والتي ترمز إلى السلام والازدهار. بلغت أثينا ذروتها في القرن الخامس عندما طورت العديد من الإنجازات الثقافية التي من شأنها أن تضع أسس الحضارة الغربية – هذه الفترة الزمنية أصبحت تعرف باسم العصر الذهبي للديمقراطية الأثينية.
مدينة السوس في إيران:
كانت مدينة سوسة القديمة (شوش الحديثة) موطنًا لحضارة عيلام. هناك أدلة على أن الناس سكنوا المنطقة منذ 7000 قبل الميلاد، ولكن تم إنشاء أقرب مستوطنة حوالي 4200 قبل الميلاد. تشير الدلائل إلى أن المدينة تأسست في الوقت الذي تم فيه هجر القرى المجاورة بما في ذلك تشونجا ميش، التي كانت المركز الثقافي للمنطقة قبل سوسة.
ينقسم تاريخ المدينة إلى ثلاث فترات: سوسة الأولى عندما عاش السكان الأوائل في المنطقة، سوسة الثانية التي تأثرت بثقافة (Uruk) شعب بلاد ما بين النهرين قبل السومريين، وسوسة الثالثة عندما أصبحت المدينة مركز حضارة عيلام.
مدينة جبيل في لبنان:
وفقًا للبحث الأثري فقد تم احتلال جبيل منذ العصر الحجري الحديث بين 8800-7000 قبل الميلاد وتطورت أقدم مستوطنتها في الألفية الرابعة قبل الميلاد، إلى جانب ذلك ووفقًا للأسطورة فقد تم بناء جبيل من قبل كرونوس كأول مدينة في فينيقيا. خلال الفترة المصرية القديمة، حيث أصبحت جبيل مركزًا تجاريًا رئيسيًا، حيث كانت المدينة المصدر الرئيسي للأرز والأخشاب الثمينة لمصر. تم تطوير الأبجدية الفينيقية في المدينة وجميع النقوش الفينيقية المبكرة المعروفة تقريبًا تأتي من المنطقة. تم التنقيب في جبيل لأول مرة من قبل بيير مونتيه في عام 1921 وتم تصنيفها كموقع للتراث العالمي لليونسكو في عام 1984.
مدينة أرغوس في اليونان:
ظلت أرغوس مأهولة بالسكان بشكل مستمر على مدار السبعة آلاف عام الماضية واستخدمت كمعقل رئيسي خلال العصر الميسيني. كانت المدينة هي القوة المهيمنة على البيلوبونيز حتى صعود قوة سبارتان. تقاتلت الدولتان المدينة للسيطرة على البيلوبونيز، لكنهما وقفتا مع بعضهما البعض لمحاربة الأعداء المشتركين. تحت الحكم الروماني، أصبحت أرغوس مهمة مرة أخرى وازدهرت خلال العصر البيزنطي.
في وقت من الأوقات نظرت الحكومة اليونانية في نقل العاصمة إلى أرغوس، لكنها اختارت أثينا في النهاية في عام 1834. ظهرت مدينة أرغوس في العديد من الأساطير اليونانية ويُعتقد أنها مسقط رأس بيرسيوس ابن الإله زيوس.
مدينة حلب في سوريا:
أصبحت مدينة حلب في التاريخ الحديث مركزًا للحرب الأهلية السورية، حيث شهدت المدينة دمارًا هائلاً وكانت الأكثر تضررًا من الحرب، وعلى الرغم من ظروفها الحالية، تعد حلب مدينة قديمة ذات تراث ثري فقد أصبحت أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو في عام 1986. على الرغم من أن عمر المدينة الدقيق غير معروف، فمن المحتمل أن المنطقة مأهولة بالسكان منذ 5000 قبل الميلاد؛ وذلك بسبب احتلال المدينة المستمر، حيث كان من الصعب على علماء الآثار التنقيب في المنطقة. كما أن أول ذكر مسجل لحلب يأتي من أقراص إيبلا التي يعود تاريخها إلى 3000 قبل الميلاد.
مدينة بلوفديف في بلغاريا:
بلوفديف التي غالبًا ما يُشار إليها باعتبارها واحدة من أقدم المدن في أوروبا، استقرت لأول مرة خلال العصر الحجري الحديث حوالي 6000 قبل الميلاد. على مدار تاريخ المدينة الطويل، تم غزوها من قبل العديد من الشعوب المختلفة بما في ذلك التراقيون والمقدونيون والرومان والبيزنطيون والبلغار والأتراك العثمانيون كل هذه الفتوحات أدت إلى تنوع الثقافة والتراث التاريخي للمدينة.
كانت المدينة دائمًا مركزًا مهمًا لسكانها المختلفين: كانت بوليس يوناني وتراقي، فخر فيليب الثاني المقدوني (والد الإسكندر الأكبر)، مركزًا ثقافيًا للإمبراطورية البيزنطية، عاصمة تراقيا تحت حكم الرومان، ومعقل بلغاري.
مدينة أريحا في الضفة الغربية:
تتكون الضفة الغربية في الغالب من تلال من الحجر الجيري موجهة نحو الشمال والجنوب (تسمى تقليديًا تلال سامريان شمال القدس وتلال يهودا جنوب القدس) بمتوسط ارتفاع يبلغ 2300 إلى 3000 قدم (700 إلى 900 متر)، حيث تنحدر التلال شرقًا إلى الوادي المتصدع العظيم المنخفض لنهر الأردن والبحر الميت، إلى جانب ذلك فقد لا تقع الضفة الغربية بالكامل ضمن نظام تصريف نهر الأردن، حيث أن المناطق المرتفعة في الغرب تؤدي إلى منابع مجاري المياه المتدفقة غربًا إلى البحر الأبيض المتوسط.
على الرغم من أن التاريخ الدقيق لتأسيس أريحا غير معروف، إلا أنه يُعتقد أنها واحدة من أقدم المدن المأهولة باستمرار في العالم، حيث تشير الأدلة من خلال الحفريات الأثرية المكثفة إلى أن أقدم مستوطنة في المنطقة تعود إلى وقت ما بين 9500-9000 قبل الميلاد، أو حتى قبل ذلك، إضافةً إلى ذلك فقد يعد سور أريحا من أعظم الاكتشافات الأثرية في المدينة ويعتبر أقدم سور مدينة في العالم، حيث تم بناؤه حوالي 8000 قبل الميلاد، كما أنه وطوال تاريخها فقد احتلت أريحا واستقرت من قبل عدة مجموعات مختلفة من الناس حتى أنه تم الحديث عنها في الكتاب المقدس.