ما هي أهم الحقائق عن نهر ريو غراندي؟
هو أحد الأنهار الرئيسية (جنباً إلى جنب مع نهر كولورادو) الذي يوجد في جنوب غرب الولايات المتحدة وشمال المكسيك، حيث يبدأ نهر ريو غراندي في جنوب وسط كولورادو في الولايات المتحدة ويتدفق إلى خليج المكسيك، وبعد المرور عبر طول نيو مكسيكو على طول الطريق فإنها تشكل جزءاً من حدود المكسيك والولايات المتحدة.
التنقل من خلال النهر:
كانت الملاحة نشطة خلال معظم القرن التاسع عشر مع أكثر من 200 باخرة مختلفة تعمل بين مصب النهر بالقرب من براونزفيل ومدينة ريو غراندي وتكساس، حيث صادرت حكومة الولايات المتحدة العديد من القوارب البخارية من نهري أوهايو والميسيسيبي وانتقلت إلى ريو غراندي خلال الحرب المكسيكية الأمريكية في عام 1846، وقد وفروا وسائل النقل للجيش الأمريكي تحت قيادة الجنرال زاكاري تايلور ولغزو مونتيري ونويفو ليون عبر بلدية كامارغو وتاماوليباس، كما أوصى مهندسو الجيش أنه مع التحسينات الصغيرة يمكن بسهولة جعل النهر صالحاً للملاحة إلى أقصى الشمال حتى إل باسو، فلم يتم تنفيذ هذه التوصيات أبداً.
كما يعود تاريخ جسر براونزفيل وماتاموروس الدولي وهو جسر متأرجح كبير إلى عام 1910 ميلادي ولا يزال قيد الاستخدام اليوم من قبل السيارات التي تربط بين براونزفيل وماتاموروس وتاماوليباس، فلم يتم استخدام آلية التأرجح منذ أوائل القرن العشرين على الرغم من اختفاء آخر الزوارق البخارية الكبيرة، وفي وقت من الأوقات كان الجسر يحتوي أيضاً على حركة سكك حديدية، حيث أن قطارات السكك الحديدية لم تعد تستخدم هذا الجسر، وتم بناء جسر جديد للسكك الحديدية (المعبر الغربي للسكك الحديدية الدولي)، يربط بين الولايات المتحدة والمكسيك على بعد حوالي 15 ميلاً إلى الغرب من جسر براونزفيل وماتاموروس الدولي، وتم افتتاحه في أغسطس 2015، حيث نقلت جميع عمليات السكك الحديدية من وسط مدينة براونزفيل وماتاموروس، ومعبر الغرب للسكك الحديدية الدولي هو أول معبر دولي جديد للسكك الحديدية بين الولايات المتحدة والمكسيك منذ 105 سنوات، ويتم تشغيل جسر براونزفيل وماتاموروس الدولي الآن من قبل شركة براونزفيل وماتاموروس بريدج وهي مشروع مشترك بين الحكومة المكسيكية و (Union Pacific Railroad).
عند مصب نهر ريو غراندي على الجانب المكسيكي كان الميناء التجاري الكبير لبغداد وتاماوليباس، خلال الحرب الأهلية الأمريكية كان هذا هو الميناء الشرعي الوحيد للكونفدرالية، ورست السفن الحربية الأوروبية في عرض البحر للحفاظ على حياد الميناء، وتمكنت من القيام بذلك بنجاح خلال ذلك الصراع على الرغم من التحديق العرضي مع السفن المحاصرة من البحرية الأمريكية، وكان ميناءً نهرياً ضحلاً مع العديد من السفن الصغيرة التي تنقل البضائع من وإلى سفن الشحن العميقة الراسية قبالة الشاطئ، ولم تتمكن هذه السفن العميقة من عبور الشريط الرملي الضحل عند مصب النهر، حيث كانت تجارة الميناء عبارة عن إمدادات عسكرية أوروبية مقابل بالات من القطن.
تاريخ النهر:
لم يتم دمج الأحواض الرسوبية التي تشكل وادي ريو غراندي الحديث في نظام نهر محوري واحد يصب في خليج المكسيك حتى وقت جيولوجي حديث نسبياً، وبدلاً من ذلك كانت الأحواض التي تشكلت عند فتح صدع ريو غراندي في البداية عبارة عن أحواض داخلية أو مراحيض بدون تصريف خارجي وبلايّا مركزي، وكان هناك نهر محوري موجود في حوض إسبانولا منذ 13 مليون سنة ووصل إلى حوض سانتو دومينغو قبل 6.9 مليون سنة، وومع ذلك في هذا الوقت كان النهر يصب في بلايا في جنوب حوض البوكيرك، حيث ترسبت تكوين بوبوتسا، ويتوافق الامتداد العلوي لهذا النهر مع نهر ريو تشاما الحديث ولكن قبل 5 ملايين سنة انضم أسلاف ريو غراندي الذي كان يجفف جبال سان خوان إلى أسلاف ريو تشاما.
تم دمج أحواض الأجداد ريو غراندي تدريجياً في الجنوب ووصلت إلى حوض بالوماس بمقدار 4.5 مليون سنة وحوض ميسيلا بمقدار 3.1 مليون سنة وتكساس بمقدار 2.06 مليون سنة وانضمت أخيراً إلى نهر بيكوس في 800000 سنة لتصريفها في خليج المكسيك، وأدى النشاط البركاني في هضبة تاوس إلى تقليل الصرف من حوض سان لويس حتى حدث غير مباشر قبل 440 ألف عام أدى إلى تجفيف بحيرة ألاموسا وإعادة دمج حوض سان لويس بالكامل في مستجمعات المياه في ريو غراندي.
في عام 1519 قامت بعثة بحرية إسبانية على طول الساحل الشمالي الشرقي للمكسيك برسم أفواه عدة أنهار بما في ذلك نهر ريو برافو (ريو غراندي)، ففي عام 1536 ظهر ريو برافو لأول مرة على خريطة إسبانيا الجديدة التي رسمها رسام خرائط ملكي إسباني، وفي خريف عام 1540 وصلت حملة عسكرية من نائب الملك لإسبانيا الجديدة بقيادة فرانسيسكو فاسكيز دي كورونادو وحاكم نويفا غاليسيا إلى تيوا بويبلوس على طول ريو برافو في نيو مكسيكو في المستقبل، وفي 12 يوليو 1598 أنشأ (Don Juan de Oñate y Salazar) مستعمرة إسبانيا الجديدة سانتا في دي نويفو ميخيكو في قرية سان خوان دي لوس كاباليروس الجديدة المجاورة لأوكاي أوينجه بويبلو عند التقاء نهر ريو برافو وريو شاما.
خلال أواخر ثلاثينيات القرن التاسع عشر وأوائل أربعينيات القرن التاسع عشر حدد النهر الحدود المتنازع عليها بين المكسيك وجمهورية تكساس الوليدة، وحددت المكسيك الحدود عند نهر نيوسيس، حيث قدم الخلاف جزءاً من الأساس المنطقي للغزو الأمريكي للمكسيك عام 1846 بعد قبول ولاية تكساس كدولة جديدة، ومنذ عام 1848 حددت ريو غراندي الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة من المدينتين التوأم إل باسو وتكساس وسيوداد خواريز وتشيهواهوا إلى خليج المكسيك، فعلى هذا النحو كان عبور النهر هو طريق الهروب الذي يستخدمه بعض العبيد في تكساس لطلب الحرية، وكان لدى المكسيك سياسات استعمار ليبرالية وألغت العبودية في عام 1828.
في عام 1899 بعد تغيير تدريجي في موقع النهر تم حفر قناة للتحكم في الفيضانات أدت إلى تحريك النهر، ممَّا أدى إلى إنشاء ما يُسمَّى بجزيرة كوردوفا والتي أصبحت مركز نزاع شاميزال، حيث استغرق حل النزاع سنوات عديدة وكاد أن يؤدي إلى محاولة اغتيال مشتركة عام 1909 للرئيسين الأمريكي والمكسيكي، وفي عام 1997 صنفت الولايات المتحدة نهر ريو غراندي كأحد أنهار التراث الأمريكي، وتم تصنيف جزأين من ريو غراندي على نظام الأنهار الوطنية البرية والمناظر الطبيعية أحدهما في شمال نيو مكسيكو والآخر في تكساس في حديقة بيج بيند الوطنية.
في منتصف عام 2001 تشكل شريط رملي بعرض 328 قدماً (100 متراً) عند مصب النهر، ممَّا يمثل المرة الأولى في التاريخ المسجل التي فشل فيها ريو غراندي في تفريغها في خليج المكسيك، حيث تم تجريف العمود الرملي لكن تم إصلاحه على الفور تقريباً، وأدت أمطار الربيع في العام التالي إلى دفع الشريط الرملي الذي تم إصلاحه إلى البحر، لكنه عاد في منتصف عام 2002، وبحلول أواخر عام 2003 وصل النهر مرة أخرى إلى الخليج.
بعد موافقة المشرعين الفيدراليين على مشروع ريو غراندي في عام 1905، تم تقسيم مياه نهر ريو غراندي بين ولايتي نيو مكسيكو وتكساس على أساس مساحة الأراضي الصالحة للري لكل منهما، كما منح المشروع 60.000 فدان (74 مليون متر مكعب) من المياه سنوياً للمكسيك استجابة لمتطلبات البلاد، وكان الهدف من ذلك وضع حد لسنوات عديدة من الخلاف بشأن حقوق تدفق الأنهار وبناء سد وخزان في مواقع مختلفة على النهر بين المصالح الزراعية لوادي ميسيلا ومصالح إل باسو وخواريز، وتم وضع أحكام في الاتفاقية لبناء سد الفيل بوت على الأراضي العامة، حيث كان هذا القانون هو أول حدث يوجهه الكونغرس لتخصيص نهر بين الولايات (على الرغم من أن نيو مكسيكو لم تحقق الدولة حتى عام 1912).
بعد انضمام نيو مكسيكو إلى الاتحاد وزيادة الاستيطان في منطقة ريو غراندي إلى أقصى الشمال في كولورادو وبالقرب من البوكيرك، تم تطوير ميثاق ريو غراندي لعام 1938 في المقام الأول؛ وذلك بسبب الإلغاء الضروري لحظر ريو غراندي من بين قضايا أخرى، وعلى الرغم من أن كل من كولورادو ونيو مكسيكو كانا حريصين في البداية على بدء المفاوضات إلا أنهما انهارا حول ما إذا كان ينبغي السماح لتكساس بالانضمام إلى المفاوضات في عام 1928 على الرغم من وجود ممثلين لها، وفي محاولة لتجنب التقاضي بشأن هذه المسألة في المحكمة العليا تم توقيع اتفاقية مؤقتة في عام 1929 تنص على استئناف المفاوضات بمجرد بناء خزان على خط ولاية نيو مكسيكو – كولورادو، حيث تأخر إنشاء هذا بسبب انهيار السوق في عام 1929، ومع استمرار ركود المفاوضات رفعت تكساس دعوى قضائية ضد نيومكسيكو بشأن هذه القضية في عام 1935، ممَّا دفع الرئيس الذي أنشأ تحقيق ريو غراندي المشترك الذي ساعدت نتائجه في الوصول إلى الاتفاق النهائي.
نصت اتفاقية ريو غراندي لعام 1938 على إنشاء لجنة مدمجة وإنشاء محطات قياس على طول النهر؛ لضمان كميات التدفق من كولورادو إلى نيومكسيكو على خط الولاية ومن نيو مكسيكو إلى خزان الفيل بوت، حيث ستنخفض المياه بمجرد وجود بموجب لائحة مشروع ريو غراندي الذي يضمن توفيرها لتكساس والمكسيك، وتم إنشاء نظام للخصم والائتمان لحساب الاختلافات في المياه المقدمة، ولا يزال الميثاق ساري المفعول حتى اليوم على الرغم من أنه تم تعديله مرتين، وفي عام 1944 وقعت الولايات المتحدة والمكسيك معاهدة بشأن النهر، وبسبب ظروف الجفاف التي سادت خلال معظم القرن الحادي والعشرين دعا السكان المحليون في نيو مكسيكو والمكسيك وتكساس إلى إعادة النظر في هذه المعاهدة، وإن ولاية تكساس التي تتمتع بأقل قدر من السيطرة على الممر المائي شهدت بشكل روتيني نقصًا في توفير المياه منذ عام 1992.