كاتدرائية نوتردام في فرنسا

اقرأ في هذا المقال


هي من أشهر المعالم الموجودة في أوروبا وهي كاتدرائية كاثوليكية قرطوسيَّة وتعرف بالعربي كاتدرائية سيدتنا العذراء، كما أنها شاهدة على أبرز الأحداث التاريخية والسياسية التي غيرت تاريخ فرنسا، حيث يحمل هذا الصرح قيمة حضارية وتاريخية عظيمة منذ مئات السنين.

أين تقع كاتدرائية نوتردام؟

تقع كاتدرائية نوتردام شرق جزيرة المدينة على نهر السين في باريس في مدينة فرنسا أي في وسط باريس التاريخي، تعد الكاتدرائية واحدة من أشهر الرموز القوطية هي القلب الذي ينبض لمدينة باريس، وجزء من تاريخ الفرنسيين، واستحوذت على مخيلة الملايين من الناس في أرجاء العالم، إذ يزورها 13 مليون شخص تقريبا في السنة. والكاتدرائية التي تعدّ من أبرز رموز المذهب الكاثوليكي، تحتوي أيضاً على عدد كبير من التحف الدينية المقدسة، ومنها إكليل الشوك الذي يقال إن عيسى المسيح اعتمره يوم صلبه.

تاريخ كاتدرائية نوتردام العريق:

تم بناء الكاتدرائية في القرن 12 الميلادي حيث تم بناءها في المكان الذي يوجد فيه كنيسة القديس استيفان في باريس، حيث أنها كانت مبنية على بقايا معبد جوبيتير، النسخة الأولى من نوتردام كانت كنيسة بديعة بناها الملك شيلدبرت الأول عام 528، وأصبحت كاتدرائية مدينة باريس في القرن العاشر بشكلها القوطي ويمثل المبنى تحفة الفن والعمارة القوطية التي سادت منذ القرن الثاني عشر حتى بداية القرن السادس عشر، وقد استغرق بناؤها أكثر من 100 عام على مراحل. وتزين الكنيسة العديد من التماثيل التي وضعت من الناحية الخارجية، لتدعم العواميد والجدران، ويعدّ تمثال الجرغول من أشهر تلك التماثيل المصممة لمياه الأمطار. كما تعتبر من أشهر أماكن السياحة في فرنسا، ويزورها ما بين 12 و14 مليون سائح كل سنة.

تعرضت كاتدرائية نوتردام للكثير من الهجمات وأعمال الشغب في سنة 1548 بسبب اعتبارها وثنية ممّا أصابها الكثير من الأضرار والتدمير حيث دمرت أجزاء منها، وفي عام 1786 تم تدمير تمثال ضخم يقف ضد دعامة قرب المدخل الغربي والذي يرجع تاريخه إلى عام 1413، كما دمرت مقابر ونوافذ من الزجاج الملون الموجودة في الشمال والجنوب.

في سنة 1793م سُرقت الكثير من كنوز الكاتدرائية أثناء الثورة الفرنسية، كما أنها تضررت بسبب الحرب العالمية الثانية حيث تم تدمير الكثير من النوافذ الزجاجية الملونة برصاصات طائشة وتم العمل على إصلاحها بعد الحرب. كاتدرائية نوتردام أصبحت ذات شهرة كبيرة وذلك يعود إلى رواية فيكتور التي تم نشرها سنة 1831. منذ سنة 1991 وضعت منظمة الأمم المتحدة اليونسكو هذا الصرح التاريخي البالغ عمرها 850 عام على قائمة التراث العالمي.

التصاميم المبنية على النظام القوطي والزخارف التي تزين جدرانها والزجاج ذات الألوان الجميلة الذي يميز النوافذ والفسيفساء وسقف الكنيسة المقوس، أيضاً السرداب الذي تم بناءه سنة 1965 الذي يضم عدد كبير من بقايا البناء الخاص بالكنيسة التي خُلفت على مدار التاريخ مُلحقة بشرح لكل منها على حدة وإلى أي عام يعود، ويمكن للسائح أن يتمتع بنظرة بانورامية على المدينة لدى الصعود إلى أعلى الكنيسة عن طريق درجات السلم الضيق التي يبلغ عددها 387 درجة ليشاهد أجراسها الـ10.

كاتدرائية نوتردام من أهم الأماكن في فرنسا بل في العالم كله، كما أنها شاهده على الكثير من الأحداث والمراسم والحفلات والجنازات الملكية والوطنية والإمبراطورية. حيث أنها تعتبر من أشهرالأماكن في فرنسا ويزورها حوالي 14 مليون سائح كل سنة.

ما الذي جعل كاتدرائية نوتردام فريدة من نوعها؟

1- النوافذ الوردية على شكل وردة:

تحتوي كاتدرائية نوتردام على 3 نوافذ زجاجية ضخمة ملونة المنقوشة وتعرف بالنوافذ الوردية تم بناءها في القرن 13 وهي من أهم المعالم فيها.

2- البرجان:

تحتوي الكاتدرائية على برجان على النظام القوطي اللذان يمثلان الجهة الغربية منها حيث يبلغ كل برج ارتفاع 68 متر ويمكنك الصعود إلى قمة البرجين بواسطة درج مكون من الحجر عدد درجاته 368 درجة، وعند وصولك إلى القمة يمكنك الاستمتاع بمنظر بانورامي خلاب لباريس.

3- الغرغول:

عند الوصول إلى قمة البرج سوف تتفاجئ برؤية أهم معلم في الكاتدرائية وهو تمثال الغرغول وهو عبارة عن كائن خرافي لأكثر من حيوان ومن أشهرها تمثال ستريكس وهو الذي يحمل رأسه بين يديه وهو واقف على قمة المبنى ينظر إلى المدينة.

4- الأجراس:

كاتدرائية نوتردام تحتوي على 10 أجراس حيث يحمل الأكبر منها اسم ايمانويل الذي يزن 23 طن ويوجد في البرج الذي يقع في الجهة الجنوبية، حيث تم وضع اسم القديسين على كل جرس مقارنة بالأجراس القديمة التي تم استخدامها في الثورة الفرنسية في القذائف المدفعية.

5- البرج القوطي:

تم بناء هذا البرج في القرن 12 وفي أثناء الثورة الفرنسية تم تفكيك البرج ولكن تم ترميمه في القرن 19، كما أدى الحريق إلى انهياره حيث أنها خسارة لا تعوض لإرث فرنسا القوطي.

6- المقتنيات الأثرية:

يوجد الكثير من المقتنيات الأثرية التي تعود إلى زمن المسيح مثل جزء من الصليب الذي كان يحمله المسيح في ذلك الوقت والأكليل الشوكي المقدس الذي يقال أنه وضعه المسيح على رأسه قبل صلبه، بالإضافة إلى المقتنيات التي لا تقدر بثمن المخزنة في ردهات الكاتدرائية مثل التاج والسترة التي كان يلبسهما الملك لويس التاسع واللوحات ذات الوزن الثقيل الموجودة على الجدران.

7- الأرغن:

تحتوي الكاتدرائية على 3 أجهزة موسيقية ومن أشهرها وأجملها الأرغن العملاق الذي يتكون من 8 آلاف أنبوب وتم تركيبه سنة 1401 وتم ترميمه في القرن 19 وبالرغم من مضي السنين لم يتضرر وما زالت بغض أنابيبه الأصلية سليمة. الأرغن هو الأشهر في العالم وكان يوهان فيكسو يعزف عليه عند اندلاع الحريق.

حريق كاتدرائية نوتردام:

اندلع حريق خطير في أشهر المعالم الدينية والسياحية في فرنسا في أعلى مبنى كاتدرائية نوتردام في باريس في 15 أبريل 2019 حيث سيطرت النيران على الجزء العلوي ووصف الحريق بأنه حريق رهيب الذي أدى إلى سقوط السقف والبرج بالكامل واحتاج لأكثر من 400 رجل إطفاء وعملوا طول الليل بعد نحو 14 ساعة من اندلاعة. غير أن باريس أعلنت للعالم عقب الحريق أنها ستعيد بناء هذه الأعجوبة المعمارية.


شارك المقالة: