التعرية بواسطة الرياح:
تعتبر الرياح غير ذات أهمية كعامل تعرية إذا ما قورنت بالمياه والجليد، ففي الصحاري فإن قليلاً من تضاريسها تعتبر الرياح مسؤولة مسؤولية مباشرة عن تشكيلها. ولا تقتصر الرياح في عملها بالتعرية على المناطق الجافة والشبه جافة، بل أنها فقط أكثر فعالية في هذه المناطق. ففي المناطق الرطبة يعمل البلل على لصق الأجزاء ببعضها البعض، كما تشد النباتات التُربة إلى الأرض؛ ممَّا يجعل عمل الرياح غير ذي أهمية. وأهم متطلبات عمل الرياح حتى تكون ذات فاعلية هي الجفاف وندرة الأعشاب.
فمثلاً في الولايات المتحدة عقب موجة الجفاف خلال الثلاثينات اشتد عمل الرياح بسهولها الوسطى، حتى سُمّيت المنطقة بكرة الغبار. والانكماش طريقة أخرى للتعرية بواسطة الرياح وهو رفع ونقل المواد غير المتماسكة. وقد لا تلاحظ اَثار التعرية بالانكماش، حيث أن النقصان يكون من كل السطح في اَن واحد ولكن نتائجها قد تكون ذات أهمية، حيث أنها مثلاً خلال العواصف الرملية عملت الرياح على نقل ما يقارب المتر من الرسوبيات خلال سنوات معدودة.
وكثيراً ما تتكوَّن منخفضات ضحلة نتيجة للتعرية بالانكماش تُسمَّى بقع النفخ. ومثال ذلك آلاف البقع المنتشرة من تكساس إلى مونتانا، التي يتراوح حجم الواحدة منها من متر واحد في عمقها وثلاثة أمتار في قطرها إلى خمسين متراً عمقاً واتساعاً ولعدة كيلو مترات. والعامل الذي يحد من عمق هذه الأحواض هو مستوى المنسوب المائي، حيث أن الرطوبة والنباتات تقف مانعا أمام تعميقها. وفي بعض المناطق الصحراوية تنتشر أحجام كبيرة من الحصى التي لا تستطيع الرياح نقلها في شكل طبقة على السطح تُسمَّى رصيف الصحراء.
ويتكوَّن عندما تقوم الرياح في المنطقة برفع ونقل الأحجام الصغيرة وترك الحصى فقط مكوَّناً رصيفاً أرضياً. وعند تكوين رصيف الصحراء وهي عملية قد تأخذ مئات السنين تكون حاجزاً أمام التعرية بالانكماش. وتعمل الرياح على التعرية بواسطة القشط شأنها في ذلك شأن الرياح والجليد، ففي المناطق الجافة إلى جانب المناطق الساحلية تعمل الرياح المحملة بالرمال إلى حفر وتلميع الصُخور المتكشفة على السطح.
وكثيراً ما ينسب إلى الكشط أعمال فوق مقدرته، فالأشكال المعقدة للأعمال الصخرية التي تقف مُتزنه فوق قواعد صغيرة هي بالتأكيد ليست من نتائج الكشط، حيث أن الرمال قلما تنتقل على ارتفاع يزيد على المتر، فإنه من الواضح أن تكون مقدرتها على التعرية محدودة عمودياً.