جمع المعلومات التي تخص التنبؤ الجوي وارسالها:
التنبؤ الجوي يعتمد على جمع المعلومات من مناطق العالم المختلفة، حيث تتجمع المعلومات عن حالة الجو في ثلاثة مراكز في العالم هي واشنطن، موسكو للنصف الشمال، ملبورن، أستراليا للنصف الجنوبي، وقد قامت المنظمة العالمية للأنباء الجوية (WMO) بتوحيد أوقات جمع المعلومات، واستخدمت توقيت جرينتش (GMT) كتوقيت مركزي لأخذ القياسات، حيث يرمز إلى الوقت بالحرف Z، فالقياسات تؤخذ أربعة مرات باليوم الواحد 1800Z ،1200Z ،0600Z ،000Z فمثلاً في العراق الذي يسبق توقيته الشتوي توقيت جرينتش بثلاثة ساعات فإن القياسات تؤخذ الساعة 3 صباحاً والساعة التاسعة صباحاً والساعة الثالثة ظهراً والساعة التاسعة مساءاً كما وجد جهزة القياس وأعطت مواصفات يجب التقيد بها عند التعامل مع أجهزة القياس.
فجميع المحطات الأرضية التي تأخذ قياسات لعناصر الطقس تتبع نظام واحد، فالمحطات يجب أن تكون بعيدة عن الأبنية بمسافة محددة كما أن كل جهاز من أجهزة القياس له شروطه التي يجب أن تتوفر، فمثلاً تكون فوق أرض مكسوة بالعشب، في صندوق خشبي مطلي باللون الأبيض وأن يكون الصندوق على ارتفاع 1.5 متر، بالإضافة إلى المعلومات التي تجمع من الأرض عن حالة الطقس، حيث تقوم محطات رئيسية بجمع المعلومات عن طبقات الجو العليا، فيستخدم جهاز الراديو سوند (Radiosondes) الذي هو عبارة عن جهاز صغير مزود بأجهزة قياس الضغط والحرارة والرطوبة، وإذا كان راونسوند (Rawinsondes) فإنه يقيس سرعة واتجاه الرياح.
يطلق هذا الجهاز من المحطات الأرضية والبحرية مرتان في اليوم واحدة الساعة 0000 بتوقيت جريينتش والأخرى الساعة 1200 بتوقيت جريينتش، يحمل الجهاز وحدة إرسال راديوية تمكنه من إرسال المعلومات إلى الأرض، كما يستطيع الجهاز الوصول إلى ارتفاع بين 27 كم إلى 42 كم، وإذا احتجنا إلى ارتفاعات أكبر فيرسل الجهاز بالصاروخ، تستلم المعلومات بواسطة أجهزة تستلم إشارات الرادار، ثم تحولها إلى معلومات مقروءة، أضيفت في السنين الأخيرة صور الأقمار الصناعية إلى المعلومات المستخدمة في التنبؤ الجوي.
فالمعلومات المجمعة بواسطة الأقمار الصناعية تستطيع أن تسد نقص المعلومات الأرضية بالنسبة للمناطق النائية التي ليس فيها محطات وكذلك مساحات واسعة من المحيطات التي تغطي ثلاثة أرباع الأرض، من محاسن صور الأقمار الصناعية بالإضافة إلى قياس عناصر الطقس كالحرارة والرطوبة عمودياً فإنها تغطي منطقة واسعة جداً، كما أنها تتابع الحالة خاصة تطور تشكيلات الغيوم، فصور الأقمار الصناعية تستخدم لتحديد مناطق الكتل الهوائية والجبهات الهوائية والتيار النفاث والأعاصير.
حيث يمكن تحديد هذه الظواهر من شكل الغيوم، كما يستفاد من صور الأقمار الصناعية بتحديد المناطق التي يغطيها الثلج وثلج البحار، وتستعمل الأقمار الصناعية الآن على نطاق واسع في تتبع الأعاصير المدارية ليتسنى لمراكز التنبؤ من إعطاء إنذار للسكان في حالة اقتراب الإعصار من منطقة معينة، كما يمكن معرفة سرعة الرياح في الإعصار من تحليل صور الأقمار الصناعية، هناك عدد كبير من الأقمار الصناعية تعمل لخدمة التنبؤ الجوي في الوقت الحاضر، وهذه الأقمار قسم منها ثابتاً بالقطبين.
وقد شجعت المنظمة العالمية على إنشاء منظمات أضواء وطنية تتجمع عندها المعلومات من داخل البلد المعني، وتقوم بدورها بإبراقها إلى المراكز الإقليمية، حيث يقسم العالم إلى 26 مركزاً إقليمياً، تعمل المراكز الإقليمية كحلقة وصل بين المراكز الوطنية والمراكز العالمية الثلاث، حيث يقوم كل مركز إقليمي بإبراق المعلومات إلى المقرات الثلاثة التابعة للمنظمة العالمية، فالمراكز الوطنية تجمع القراءات من محطاتها الأرضية والعليا وترسلها إلى المراكز الإقليمية التي بدورها تجمعها وتعمل على عمل خارطة إقليمية.
حيث تستعمل القراءات الإقليمية من الإقليم المجاور لها والمؤثر عليها طقسياً، وتستعملها لإيجاد تنبؤ جوي لها، وبنفس الوقت تبرقها إلى مراكز التجميع العالمية، فمركز موسكو يجمع معلومات القارات الثلاث أوربا وآسيا وأفريقيا شمال خط الاستواء، في حين مركز واشنطن يجمع المعلومات عن العالم الغربي أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية شمال خط الاستواء وجزر المحيط الهادي، أما مركز ملبورن في أستراليا فإنه يجمع معلومات النصف الجنوبي للكرة الأرضية، ويشمل أفريقيا جنوب خط الاستواء، أمريكا الجنوبية جنوب خط الاستواء، استراليا، نيوزيلندا وجزر المحيط الهادي جنوب خط الاستواء.
هناك الآن 8000 محطة أرضية منتشرة في العالم، 3000 طائرة و4000 سفينة تجارية ترسل بالمعلومات اليومية كما هناك صور الأقمار الصناعية الدوارة والثابتة والتي ترسل كل 30 دقيقة صورة عن الأرض وغلافها الجوي وهناك أكثر من 100.000 قراءة تسجل لعناصر الطقس في اليوم الواحد، و 11.000 قراءة في طبقات الجو العليا، في كل وقت محدد يسجل المراقب الجوي درجات الحرارة، ارتفاع الغيوم (واطئة، متوسطة، عالية)، الرطوبة (نقطة ندى)، سرعة الرياح، اتجاه الرياح، الضغط الجوي، مدى الرؤيا، والتساقط إن كان موجوداً.