ماذا تعرف عن أندورا؟

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن أندورا:

هي مدينة أوروبية ويُنسب استقلال أندورا تقليدياً إلى شارلمان الذي استعاد المنطقة من المسلمين عام 803، وإلى ابنه لويس الأول الذي منح السكان ميثاق الحريات، كما منح حفيد شارلمان تشارلز الثاني أندورا إلى كونتات أورجيل، التي انتقلت منها إلى أساقفة أورجيل، ونشأ الولاء المزدوج لأندورا لأمراء أحدهما في إسبانيا والآخر في فرنسا، أما في أواخر القرن الثالث عشر في نزاع ملكية بين أساقفة أورجيل الإسبان وورثة كونتية أورجيل الفرنسيين.

حكم أندورا فيما بعد بشكل مشترك من قبل ممثلين عن أسقف أورجيل الأسباني ورئيس الدولة الفرنسي، كل منهم حصل على دفعة سنوية من الجزية الرمزية، كما ظل حكم النظام الإقطاعي هذا على حاله حتى عام 1993، عندما تم تبني دستور قلل بشكل كبير من سلطة الأمراء المشتركة وأنشأ فروعاً تنفيذية وتشريعية وقضائية منفصلة للحكومة، وانضمت أندورا بعد ذلك إلى الأمم المتحدة في عام 1993 ومجلس أوروبا في عام 1994.

ملخص تاريخ أندورا:

في عام 803 حصلت أندورا على الاستقلال من قبل الإمبراطور شارلمان، الذي أطلق عليها اسم دولة مارس، أو دولة عازلة أُنشئت لمنع المغاربة المسلمين في إسبانيا من التقدم إلى فرنسا المسيحية.

أما في 1278 خضعت أندورا للسيادة المشتركة بين فرنسا وإسبانيا من خلال أساقفة أورغيل الكاتالونية وكونتات فوا في فرنسا، وخلال العصور الوسطى والعصر الحديث حتى الحرب العالمية الثانية ظلت أندورا خارج التيار الرئيسي للتاريخ الأوروبي مع علاقات محدودة مع دول أخرى غير فرنسا وإسبانيا، كما يقتصر الاقتصاد على الزراعة الزراعية الصغيرة والغابات، وفي عام  1607 تم تعيين رئيس الدولة الفرنسية وأسقف أورجيل كأمراء مشاركين لأندورا.

في الخمسينيات عام 1950 بدأت السياحة الدولية في النمو مع ظهور جمعيات الرفاهية في أوروبا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية، وتزايد الدخل ووقت الفراغ للأوروبيين وزيادة جاذبية كل من فرنسا وإسبانيا المجاورتين باعتبارهما من أفضل الوجهات السياحية في العالم، كما إن عائدات السياحة والاستثمار الأجنبي والتطور السريع للبنية التحتية السياحية، تغير بشكل عميق أسلوب الحياة على مدار جيل واحد وتجذب لأول مرة في تاريخ البلاد العديد من المهاجرين الذين تغريهم فرص الأعمال والوظائف التي توفرها الازدهار الاقتصادي.

إمارة أندورا هي آخر الدول التي بقيت على قيد الحياة في العالم الحديث، تم إنشاؤها في الأصل كحاجز دفاعي بين المور في إسبانيا وفرنسا المسيحية، وقد تم منح دول مارس المواثيق مقابل حملاتهم الناجحة ضد الغزاة المغاربيين، وفي القرن العاشر أهدى تشارلز الأصلع، حفيد الإمبراطور العظيم أندورا لأسقف سو دي أورغيل رئيس أبرشية أورجيل الكاثوليكية الإسبانية.

بحلول أواخر القرن الحادي عشر كنتيجة للنزاعات المحلية كان أسقف أورجيل تحت حماية اللورد الإسباني القوي لكابويت وبذلك بدأت عملية الحكام المزدوجين على البلاد، من خلال الزواج أصبح أحد النبلاء الفرنسيين وريثاً لملكية لورد كابويه بما في ذلك أندورا، مما أثار استياء أسقف أورجيل إلى حد كبير، كما استمرت الجدل حتى عام 1278 وأعطى الاتفاق النهائي للأسقف والكونت الفرنسي حقوقاً مشتركة على الإمارة.

أبرز المعالم الأثرية في أندورا:

لاكاسا دي لافال:

لاكاسا دي لا فال هي واحدة من أفضل مناطق الجذب في أندورا التي يعود تاريخ بناءها إلى عام 1580، وهي الآن مقر الحكومة، وهي مشهورة بشعارها المزخرف وشعارات تاريخية أخرى لحكام البلاد السابقين، كما تشمل أبرز المعالم ومن أهمها غرفة الاستقبال مع لوحاتها الجدارية من القرن السادس عشر، وغرفة المجلس التي ستجد الخزانة التاريخية للمفاتيح السبعة التي يوجد بها مفتاح لكل من الكوميونات السبع في البلاد، حيث تحتوي على أرشيفات الدولة، بما في ذلك الوثائق التي يعود تاريخها إلى زمن شارلمان.

كنيسة سانت جوان دي كاسيل:

هي من أبرز المعالم الأثرية في المدينة التي يعود تاريخ بناءها إلى القرن الحادي عشر، كما أنها واحدة من أرقى الكنائس الرومانية في البلاد، التي تتميز بالبناء الحجري القديم والرائع، ويحتوي على العديد من الميزات المثيرة للاهتمام، ومن أبرزها تصميمه الداخلي الرائع المزين بلوحات جدارية ممتازة، بالإضافة إلى ريتابلو، وسانت جون ونهاية العالم الذي يعود تاريخه إلى عام 1525، كما أن المعالم البارزة الأخرى لهذه الكنيسة الكاثوليكية المحفوظة جيداً هي شبكة الجوقة مع صورة الجص الروماني للمسيح على الصليب واللوحة الفريدة متعددة الألوان التي تحيط بها.

قرية لا كورتينادا:

هي من القرى التاريخية القديمة ويعود ذلك إلى أنها مقر لكنيسة يعود تاريخ بناءها إلى القرن الثاني عشر، وهي كنيسة سانت مارتي الرائعة، حيث يتميز مكان العبادة الذي يعود تاريخه إلى العصور الوسطى، والذي تم الحفاظ عليه جيداً بلوحاته الجدارية الرومانية ومنزله الساحر وحمامة قديمة جميلة، كما تشمل الإضافات اللاحقة من القرنين السابع عشر والثامن عشر الدرابزين المصنوع محلياً من الحديد المطاوع، ومذبح خشبي مطلي بألوان زاهية والعديد من القطع الجميلة من الأثاث المتقن.

كنيسة سانتا كولوما:

هي من أقدم وأفخم وأجمل أماكن العبادة الرومانية في البلاد التي يعود تاريخ بناءها إلى القرن التاسع، وتتميز الكنيسة ببرجها الطويل والمستدير الذي يتكون من ثلاثة مراحل وهو مختلف تماماً عن التصميم المربع الأكثر نموذجية لأبراج الكنائس الأخرى في البلاد، بالإضافة إلى تميزها بالهيكل الحجري القديم ويحتوي على تمثال مبجل من القرن الثاني عشر لعذراء كولوما، وعدد من اللوحات الجدارية على مدخله المقوس، وخط رائع من العصور الوسطى.

مجمع تاريخ ليه بون:

هو مجمع تاريخي قديم يضم العديد من المعالم الأثرية، ومن أبرزها كنيسة تعود إلى العصور الوسطى في أندورا وتحتوي هذه الكنيسة على لوحات جدارية من القرن السادس عشر تمثل المسيح في الجلالة، بالإضافة إلى مذبح دائري صغير عند المدخل، وتشمل كنيسة سان روما وبرج دفاعي سابق من أربعة طوابق يعود تاريخهما إلى القرن الرابع عشر، بالإضافة إلى حمامين حديثين وخزان مياه منحوت في الصخر.

من بين هذا المجمع المثير للاهتمام الذي تم إحضاره في العصور الوسطى والموقع بشكل استراتيجي على نتوء صخري لإطلالة على مدخل الوادي، كما تبرز كنيسة سانت روما التي تعود للقرن الثاني عشر باستنساخ اللوحات الرومانية للسيد من سانتا كولوما، فهي تمثل رؤية نهاية العالم للقديس يوحنا مع العديد من الآثار، وتحتوي هذه الكنيسة الصغيرة أيضاً على صحن مستطيل الشكل مغطى بقبو أسطواني ورواق حديث، كما تعتبر الزخرفة ذات الأسنان الدائرية فوق الباب وأقواس الحنية اللومباردية العناصر المعمارية الزخرفية الوحيدة للمبنى.

موقع لا مارجينيدا الأثري:

هناك ستة حفريات كشفت عن أحد أهم مواقع العصور الوسطى في أندورا لدرجة أنه كان من الضروري إعادة النظر في بعض الجوانب الأساسية لأندورا التاريخ، في الوقت نفسه يعد الموقع واحدة من أبرز المواقع الأثرية على الجانب الجنوبي من جبال البرانس، ومن أبرز ما يميز السكان في المستوطنات المختلفة حتى خمس فترات من العصر البرونزي حتى نهاية القرن التاسع عشر هي مستوطنة تعود إلى القرنين الثاني عشر والرابع عشر، وتضم ما لا يقل عن خمسة منازل مجمعة مع غرف مختلفة وتنتشر حول أماكن النقل العام أو الشوارع.

تمثل هذه المستوطنة والعديد من الاكتشافات المستردة أول مثال محفوظ لمساحة المعيشة وتوضح كيف كانت الحياة اليومية في أندورا في العصور الوسطى، كما يمتد هذا المجمع الأثري على مساحة 4000 متر مربع، ويقع على أراضي تابعة لعائلة كاردلس ميستر، حيث بفضل تمويل من مولين باتريمونيس ومنح من حكومة أندورا لاستعادة التراث الثقافي للبلاد والحفاظ عليه، وتجري الحفريات منذ عام 2007.

تمثال سيدة ميريتكسيل:

تشتهر قديسة أندورا سيدة ميريتكسيل بأنها المرشد الروحي للبلاد، إنها أيضاً موضوع مهرجان كبير يقام كل يوم 8 سبتمبر منذ عام 1873، وهو نفس يوم العطلة الوطنية في أندورا، كما يرتبط هذا القديس الروماني الكاثوليكي بكنيسة ميريتكسيل ويمثله تمثال للسيدة العذراء مريم مع الطفل المسيح في حضنها، حيث تم تدمير التمثال الأصلي الذي صنع في القرن الثاني عشر في حريق، ويقال إن النسخة المتماثلة المنحوتة من الخشب، والتي يبلغ ارتفاعها 33 بوصة فقط قريبة من النسخة الأصلية ويمكن مشاهدتها إلى جانب الآثار الأخرى في حرم الكنيسة.


شارك المقالة: