متحف السليمانية العراقي

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن مدينة السليمانية:

مدينة تقع في شرق إقليم كردستان العراق، ليست بعيدة عن الحدود الإيرانية العراقية منذ تأسيسها، كانت السليمانية دائمًا مركزًا لكبار الشعراء والكتاب والمؤرخين والسياسيين والعلماء والمغنين، مثل نالي ومحوي وبيراميرد. كما تأسست مدينة السليمانية الحديثة عام 1784 على يد الأمير الكردي إبراهيم باشا بابان، الذي أطلق عليها اسم والده سليمان باشا. كانت السليمانية عاصمة إمارة بابان التاريخية من 1784 إلى 1850.

ما لا تعرفه عن متحف السليمانية:

متحف السليمانية هو ثاني أكبر متحف في العراق (بعد المتحف العراقي في بغداد)، وقد تأسس عام 1961 م. يقع في قلب مدينة السليمانية ويطل على شارع سالم، أحد الشوارع الرئيسية في المدينة.

بمجرد دخولك مبنى المتحف فإن القاعات الرئيسية ستكون أمامك مباشرة. أول شيء ستواجهه هو نسخة طبق الأصل من النقش الصخري من الدخول إلى كهف (Kiz Kappan)، والذي يحيط به نسختان من نقوش صخرية جبلية لربانا ومير قولي؛ تمثل هذه النسخ المقلدة الثلاث معالم تاريخية داخل محافظة السليمانية.

سوف تدخل قاعة صغيرة أعادت اليونسكو بناءها مؤخرًا، حيث تحتوي هذه القاعة على قطع أثرية تعود إلى ما قبل التاريخ وحتى العصر الإسلامي العباسي، كما يتم عرض العديد من القطع الأثرية الرئيسية والأكثر أهمية في المتحف.

ينقسم المتحف إلى قاعتين طويلتين متصلتين بقاعة محاضرات قصيرة ومفتوحة، كما يتم عرض القطع الأثرية وفقًا للتسلسل الزمني الخاص بها في تاريخ بلاد ما بين النهرين (بغض النظر عن موقعها داخل الهلال الخصيب) في حالات عرض منفصلة. تنتمي بعض القطع الأثرية إلى دول المدن المحلية القديمة داخل كردستان العراق الحديثة.

العديد من القطع الأثرية التي تم تمييزها بـ “IM”؛ وهذا يعني أن هذه تخص المتحف العراقي، وعلى الرغم من الظروف المضطربة التي يمر بها العراق حاليًا، إلا أن متحف السليمانية يبرز من بين المتاحف الأخرى في العراق من حيث أنه المتحف الوحيد الذي يسهل الوصول إليه للسياح الأجانب والمحليين طوال الوقت ودون قيود.

كما أن للمتحف بيئة ودية للغاية وموظفين متعاونين للغاية، وكل قطعة أثرية لها علامة ووصف باللغات العربية والكردية والإنجليزية. كما أنه لا يوجد مقهى أو مطعم داخل المتحف.

تحت رعاية الدكتورة السياسية هيرو إبراهيم أحمد وبدعم من مكتب اليونسكو في العراق افتتح متحف السليمانية يوم الخميس الموافق 19 مارس 2013 معرض بعنوان: “مقتنيات من مجموعات متحف السليمانية. يُنظَّم هذا المعرض التمهيدي بالتعاون مع محافظة السليمانية ودائرة آثار السليمانية، ويعرض على مساحة 170 مترًا مربعًا من صالة العرض المتحفية التي تم تجديدها، كما يستكشف المعرض إنجازات البشرية من خلال قطع تعرض الكتابات القديمة من مجموعات متحف السليمانية، وهي ثاني أكبر مجموعات متحف السليمانية في العراق.

ومن خلال القطع المعروضة يسلط هذا المعرض الضوء على الثراء الفريد للتراث الثقافي للمنطقة، بما في ذلك الروائع المسمارية التي يعود تاريخها إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد. كما يخلق العرض الحديث لهذا المعرض علاقة جديدة بين الجمهور ومجموعة المتاحف. لقد صُمم ليكون مصدر إلهام لتحديث ليس فقط متحف السليمانية، ولكن أيضًا متاحف أخرى في العراق “.

بعد عامين من العمل على تطوير الإدارة والنهج التربوي لمتحف السليمانية، فقد كانت منظمة اليونسكو أكثر من راضية عن النتائج التي تم تحقيقها، حيث أشارت المصادر إلى التزام اليونسكو بجعل متحف السليمانية معلمًا إقليميًا حقيقيًا في مجال المتاحف، إلى جانب المساهمات في حماية التراث الثقافي العراقي، ولا سيما في إقليم كردستان.

إضافةً إلى ذلك فقد كان المعرض الذي أقيم في المتحف بسيط، لكن القطع الأثرية تجذبك وتجبرك على قراءة الوصف، كما تعرف المشاركون على المخطط الرئيسي الجديد لمتحف السليمانية، والذي تم إعداده في إطار مشروع “تحديث متحف السليمانية”، وهي مبادرة رائدة نفذتها اليونسكو بدعم مالي من محافظة السليمانية والاتحاد الأوروبي من خلال مجموعة الأمم المتحدة الإنمائية وصندوق الائتمان العراقي؛ وذلك بهدف نقل متحف السليمانية إلى القرن الحادي والعشرين، كما يقدم هذا المشروع أفضل الممارسات المتحفية من تحسين التنظيم والإدارة وتوفير البرامج التعليمية، إلى جانب رعاية المجموعات وتجديد المباني وتوسيعها وإعادة تصميم المعرض الدائم للمتحف.

حقق المتحف نتائج مهمة في إعادة الهيكلة وإنشاء وظائف إدارية وعلمية جديدة، إلى جانب دوره في صياغة سياسات وإجراءات جديدة وتوفير التدريب المناسب للموظفين. كما أنشأت إدارة المتحف قسمًا تعليميًا مخصصًا لتعريف الأطفال والكبار بمجموعات المتحف، بالإضافة إلى تقديم فكرة المتحف كمركز للتعلم ومنتدى لتبادل الأفكار.


شارك المقالة: