ما لا تعرفه عن قصر محمد علي:
تم بناء هذا القصر الرائع الذي يضم متحف محمد علي باشا من قبل الملك المصري محمد علي في عام 1808. يقع في حي شبرا بالقاهرة. على الرغم من أن القاهرة كانت بها العديد من المواقع التي تدمرت فيها المباني المختلفة، ولم يقم أصحاب هذه المباني بإعادة بنائها أبدًا، إلا أن الحاكم المصري محمد علي شبرا اختار بعض منها كموقع لقصره، حيث إنه انتبه إلى الأراضي الخالية التي تمتد موازية لنهر النيل شمال المدينة وبعيدًا عن وسط القاهرة.
سبب رفض محمد علي فكرة أخذ قطعة أرض داخل القاهرة لبناء قصره هو أنه لا يريد أن يكون للشعب المصري صورة سلبية عنه إذا استولى على الأراضي التي تخص مواطنين آخرين بالقرب من قلب وسط البلد. ويعتقد أن سببًا آخر هو أن محمد علي أراد بناء قصره في حي هادئ بعيدًا عن المؤامرات الشريرة التي كان المماليك يخططون لها ضده؛ لأنه أراد أن يشعر بالأمان في منزله. كل هذه الأسباب شجعت محمد علي على بناء قصره الرائع في شبرا. بدأت أعمال البناء في عام 1808 واكتملت في عام 1809.
بناء وتصميم قصر محمد علي:
تم تصميم الهندسة المعمارية لقصر محمد علي بشبرا وفق أسلوب جديد لم يكن معروفاً في مصر في ذلك الوقت. قطعة الأرض الواسعة التي استُخدمت لبناء القصر سمحت أيضًا بوجود حدائق جميلة، وهو النمط الذي تم استيراده من تركيا، وخاصة من القصور التي أقيمت على شواطئ مضيق البوسفور وبحر مرمرة في زمن العثمانيين.
إن أول مبنى تم تشييده في مجمع قصر محمد علي بشبرا عبارة عن فيلا صغيرة تم تشييدها كسكن، حيث كان بها عدد من المباني الخشبية التي كانت بمثابة مكاتب للموظفين وأماكن لإقامة الحراس. كما هناك أيضًا هيكل ميناء مجاور للسفن على نهر النيل للرسو فيه. لسوء الحظ تمت إزالة الهيكل بأكمله في الواقع في فترة حكم الملك فاروق (آخر ملوك مصر) في الثلاثينيات لإفساح المجال لطريق القاهرة الإسكندرية الزراعي الجديد بالنمو والتطور.
مباني قصر محمد علي:
برج الساقية:
برج الساقية هو أقدم مبنى على قيد الحياة في مجمع قصر محمد علي في شبرا. تم تشييده عام 1811، ويقع البرج على بعد 130 متر شرق فيلا فاونتن في وسط حدائق الفواكه والخضروات. حيث تم فصل الحدائق عن الفيلا بسور لا تزال بعض أجزائه قائمة حتى اليوم.
كما أن هذا البرج عبارة عن هيكل ضخم تم بناؤه من الحجارة القوية. حيث يبلغ طول واجهته الشرقية 40 مترًا وطول واجهته الجنوبية 21 مترًا. كما يوجد في منتصف البرج أربع آبار للمياه، حيث تم تركيب النواعير لرفع المياه وتدويرها. إلى جانب ذلك فقد كانت النواعير تعمل باستخدام الآلات وليس باستخدام الحيوانات بالطريقة المعتادة التي كانت متبعة في مصر في ذلك الوقت.
فيلا النافورة:
تمت إضافة فيلا النافورة إلى مجمع القصر في عام 1821. وقد صممها وبناها مهندسون معماريون فرنسيون وهو أقدم قسم من القصر لا يزال حتى اليوم. في عام 1836 شُيِّدت أيضًا فيلا جبلية في القصر. هذا الهيكل الذي بقي حتى اليوم شُيِّد على قمة تل عددي اصطناعي له قاعدة مربعة طول كل ضلع منها ثمانية أمتار.
كما تتكون الفيلا من هيكل على شكل وعاء به عدد من الأبواب ودرجات رخامية أمام كل باب. تؤدي هذه الخطوات إلى نافورة مختلفة بأعمدة رخامية قوية.
كما توجد قاعة فيلا النافورة المسماة بالقاعة العربية، والتي تحتوي على جدران مزينة بلوحات خضراء من الزهور والورود. كما يحتوي سقف هذه القاعة على ستائر خشبية أرابيسك مميزة تتكون من أشكال هندسية صغيرة ومعقدة. ومن بين زخارف القاعة أقسام معينة كتبت فيها أسماء عائلة محمد علي وأعيد تزيين هذا الجزء من القاعة في عهد السلطان سعيد باشا وعباس باشا خلفاء محمد علي.
يوجد في هذه النافورة أربع قاعات إضافية مدهشة للغاية في ديكوراتها وتصميمها المعماري. أرقى هذه القاعات هو الصالون أو صالة الجوز، حيث يحمل هذا الاسم لأن جدرانه وأرضيته كانت مبطنة بخشب الجوز التركي. يتميز جدار هذه القاعة بمرآة كبيرة مزينة على الطراز المغربي والأندلسي الرائع. كما يحتوي سقف القاعة أيضًا على رسومات رائعة على الطراز الباروكي مصنوعة من ألوان ذهبية مختلفة.