مدينة القنيطرة في سوريا

اقرأ في هذا المقال


مدينة القنيطرة:

هي واحدة من المدن التي تتبع إلى الجمهورية العربية السورية، حيث تقع إلى جهة الجنوب الغربي من سوريا، عرفت باسم منطقة الجولان وتميزت بتضاريسها المتعددة، حيث تمتد من أعلى منطقة جبل الشيخ التي يصل ارتفاعها إلى نحو 2814 متر إلى منطقة بحيرة طبريا التي تنخفض عن مستوى سطح البحر بمعدل 212 متر ففي الفترة التي يكون فيه الثلج يغطي حرمون نجد السكان يستحمون بمياه الحمة المعدنية.

تعرف مدينة القنيطرة بمياهها المتدفقة وينابيعها الغزيرة التي تصب في منطقة وادي نهر الأردن ومنطقة اليرموك، عاش الإنسان في العصور السابقة في هذه المنطقة وأول تسجيل للحياة في المنطقة هو من العصر الحجري، حيث وجدت آثار الحياة في مواقع عديدة مثل موقع جسر بنات يعقوب وموقع تل عكاش.

نبذة عن مدينة القنيطرة:

مدينة القنيطرة في بلدة الصاخبة في مرتفعات الجولان وجنوب غرب العاصمة الإدارية سوريا التي يبلغ عدد سكانها حوالي 37،000 نسمة، ولكن تم تدميرها بالكامل من قبل إسرائيل خلال حرب 1973 ميلادي، حيث إنها تقع في منطقة وادي مرتفع الذي هو جزء من مرتفعات الجولان، حيث تقع على ارتفاع 1010 متر فوق مستوى سطح البحر.

تأسست مدينة القنيطرة في العصر العثماني، حيث كانت المدينة عبارة عن موقف في الطريق الذي تعبر منه القوافل المؤدية إلى دمشق وأصبحت فيما بعد عبارة عن بلدة حامية تضم حوالي 20 ألف شخص وتتميز بموقع استراتيجي بالقرب من الحدود مع الأراضي الفلسطينية، كلمة القنيطرة مشتقة من القنطرة أو “الجسر” بين سوريا ولبنان والأردن وفلسطين.

في 10 يونيو من عام 1967 ميلادي، وهو اليوم الأخير من الحرب التي تسمى حرب الأيام الستة قامت إسرائيل بوضع يدها على مدينة القنيطرة واحتلالها، ولكن القوات السورية أعادة السيطرة عليها لفترة قليلة خلال الحرب التي تسمى بحرب يوم الغفران التي حدثت في عام 1973 ميلادي، لكن سرعان ما شنت إسرائيل هجوم مضاد لاحق وتمكنت من استعادتها.

دمر الجيش الإسرائيلي المدينة بشكل شبه كامل ومنهجي قبل الانسحاب الإسرائيلي في يونيو 1974 ( قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3240 في عام 1974 شجب دور إسرائيل في تدميرها)، تقع القنيطرة الآن في منطقة منزوعة السلاح تابعة لقوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل على بعد قصير من حدود الأمر الواقع بين البلدين، وتعرضت إسرائيل للاستهجان الشديد من قبل الأمم المتحدة للقيام بأعمال التدمير في المدينة.

في حين قامت إسرائيل بانتقاد سوريا لعدم إعادة بناء القنيطرة، حيث رأى العديد من المراسلين الغربيين البارزين الذين اتفقوا مع نسخة الأمم المتحدة والسورية للأحداث أن هذا ليس أقل من عمل وحشي متوحش بلدة بأكملها نُهبت بشكل منهجي وجرفت بالديناميت.

تاريخ مدينة القنيطرة:

تشتهر القنيطرة بمواردها المائية الوفيرة، وهي مأهولة بالسكان منذ العصر الحجري، على مدى آلاف السنين احتلها العديد من الشعوب بما في ذلك الآراميين والآشوريين والكالدين والفرس والإغريق والعرب، حيث يقال إن القديس بولس مر بالقنيطرة في طريقه من دمشق إلى القدس.

محيط القنيطرة يسكن منذ آلاف السنين، يُعتقد أن الصيادين وجامعي الثمار في العصر الحجري القديم قد عاشوا هناك كما يتضح من اكتشاف نوع مميز من الصوان وأدوات الصوان في المنطقة المجاورة، تم العثور على آثار هذا في جسر بنات يعقوب وتل عكاش.

احتلها الأموريون فيما بعد وأقاموا دولتهم عام 2250 قبل الميلاد، وخلفهم الآراميون والآشوريون والكلديان ثم الإمبراطوريتان الفارسية والهلنستية، ويحكى أن القديس بولس قد عبر من المستوطنة، وهو في طريقه من مدينة القدس إلى العاصمة السورية مدينة دمشق، تم تحديد موقع تحول بولس تقليديا مع قرية كوكب الصغيرة شمال شرق القنيطرة على الطريق إلى دمشق .

في عام 106 بعد الميلاد كان الجولان جزءًا من الدولة العربية التي تأسست في عهد الرومان، في عام 636 م دارت معركة اليرموك بين العرب والبيزنطيين الذين طردوا من سوريا.

تطورت المدينة الحديثة حول نواة كارافانسراي العثماني، والتي تم إنشائها باستخدام حجارة المستوطنة القديمة المدمرة، بحلول القرن العشرين صارت مدينة القنيطرة عبارة عن الموقع الإداري لمنطقة الجولان ومركزًا لاستيطان الشركس المسلمين من القوقاز، خلال الحرب العالمية الأولى فازت فرقة الخيالة الأسترالية وفرقة الفرسان الخامسة على الأتراك العثمانيين هناك في 29 سبتمبر 1918 قبل أن يستولوا على دمشق.

أحتلت مدينة القنيطرة في عام 1967 من قبل الإسرائيليين، في عام 1973 مع حرب أكتوبر أعيدت إلى الأراضي السورية بعد أن دمرتها إسرائيل بالكامل، كانت القوات الإسرائيلية قد جردت المدينة بشكل منهجي مع إزالة أي شيء متحرك وبيعه للمقاولين الإسرائيليين، تم بعد ذلك هدم المباني الفارغة بالجرارات والجرافات.

لقد تركت سوريا أنقاض مدينة القنيطرة في مكانها وبنت متحفاً لإحياء ذكرى تدميرها، وتحتفظ باللوحات الإعلانية على أنقاض العديد من المباني وتحافظ عليها بشكل فعال شريطة أن يتركها الجيش الإسرائيلي، لم يعد سكان البلدة السابقون وسوريا تثبط عودة السكان في المنطقة.

موقع مدينة القنيطرة وعدد سكانها:

تقع محافظة القنيطرة في جنوب سوريا على الحدود مع محافظتي درعا وريف دمشق وكذلك لبنان والأردن ومرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل، تنقسم المحافظة إلى منطقتين: القنيطرة والفق ويقدر عدد سكانها بـ 81 ألف نسمة اعتبارًا من عام 2016 ميلادي وفقًا للمكتب المركزي للإحصاء السوري، ظلت مدينة القنيطرة مهجورة بعد أن دمرتها إسرائيل عام 1974ميلادي.

جغرافية مدينة القنيطرة:

تقع مدينة القنيطرة في وادي عالي، وهو أحد مرتفعات الجولان على ارتفاع 942 مترًا (3091 قدمًا) فوق مستوى سطح البحر، ويطغى عليها إلى الغرب الجزء الذي تسيطر عليه إسرائيل من مرتفعات الجولان وقمة هار بنتال، تهيمن على المنطقة المحيطة تدفقات الحمم البركانية القديمة التي يتخللها عدد من المخاريط البركانية الخاملة التي ترتفع حوالي 150 إلى 200 متر (490 إلى 660 قدمًا) فوق السهل المحيط.

كما كان للتلال البركانية في المنطقة دورًا رئيسيًا بكونها مراكز للمراقبة ومواقع لإطلاق النار الطبيعية في فترة النزاعات حول المنطقة، ولا سيما في حرب يوم الغفران، في أوقات السلم دعمت التربة البركانية الخصبة الأنشطة الزراعية مثل القمح النمو والرعي.

خلال فترة ما بين الحربين قامت الرحالة الأمريكية هارييت لويز إتش باترسون بالقول بأن مدينة القنيطرة كانت تقع في مكان مميز وساحر في بستان يحتوي على الكثير من أشجار الأوكالبتوس، إن ادعاءها الرئيسي بالسحر أو اللحظات القليلة من وقت المسافر خارج الإجراءات الشكلية لجواز السفر، هو المشهد الجميل الذي يقدمه للأردن، حيث يتدفق من حرمون عبر غابات الأدغال المتشابكة وأزهار الدفلى الوردية والبيضاء المزهرة، مدينة القنيطرة عبارة عن مكان ممتع للتوقف لتناول طعام الغداء، يكون الجو باردًا تحت الأشجار المنتشرة وعادة ما يكون هادئًا ومريحًا.


شارك المقالة: