مدينة قفصة في تونس

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن مدينة قفصة:

تقع محافظة قفصة جنوب غرب تونس بين المرتفعات والصحراء، مدينة قفصة محاطة بخمس محافظات في وسط ثلاث مناطق اقتصادية، وهي واصلة بين بلد الحبوب وبلد التمر وهي من أقدم مدن البلاد، تُعرف الفوسفات في المقام الأول باسم منطقة التعدين، وهي ثروتها الأولى.

مدينة قفصة هي مدينة في تونس، تبعد 146 ميلاً جنوبًا عن القيروان، و 26 ميلاً من تونس العاصمة و 130 من صفاقس، وترتبط بها بخط سكة حديد بُني لخدمة رواسب الفوسفات في ميتلاوي، على بعد 26 ميلاً شرقًا من قفصة؛ تقع في 36 ° 24 ′ 32 شمالًا لاتينيًا، في حين يبلغ عدد سكانها حوالي 5000 نسمة منهم 360 أوروبيًا و 379 يهوديًا والباقي من العرب.

تحتل مدينة قفصة موقعًا جغرافيًا واستراتيجيًا متميزًا، المدينة التي تم بناؤها على ارتفاع مستدير يبلغ ارتفاعه 1150 قدمًا، تسيطر على واد وادي باسيسوهي، بين سلسلة جبال أوجبل أورباتا الجبلية في الجنوب الشرقي.

قفصة هي عاصمة جنوب غرب تونس وهي واحة تاريخية وموطن صناعة التعدين في تونس، كان عدد سكان المدينة 111170 نسمة في تعداد 2014 ميلادي، تحت حكم رئيس البلدية مالك نسيبي، تقع المدينة على بعد 369 كم (229 ميل) عن طريق البر جنوب غرب مدينة تونس العاصمة، إحداثياتها الجغرافية هي 34 ° 25′N 8 ° 47′E.

تاريخ مدينة قفصة:

في المرة الأولى التي تذكر فيها القصة مدينة قفصة، تدور أحداثها حول حرب Jugurtha (Salluste) التي تصف هذا المكان بأنها مدينة عظيمة وقوية، تقع في وسط عزلة هائلة، وقد أسسها كما يقال الليبيون هرقل، يخبرنا (سترابو) أن يوغرطة اختارها لاحتواء كنوزه، استولى عليها ماريوس على حين غرة، عندما كان العديد من سكانها خارج الأسوار، ودمرها حتى لا يضطر إلى ترك حامية هناك، لكنها سرعان ما نهضت من أنقاضها، وذلك بفضل خصوبة تربتها والمزايا التي لا تقدر بثمن التي نتجت عن وسط صحراء بلا ماء، من الينابيع التي تدفقت بكثرة في أحضانها.

في الواقع، في (بليني) يُشار إلى مدينة قصفة كأمة حرة، كما ذكرها بطليموس، يشار إلى قصفة كمستعمرة في طاولة بوتينجر، يشير الطريق الأنطوني إليه تحت اسم كبسة، تحت (جستنيان) كان بالتناوب مع لبدة بارفا مقر إقامة دوكس أو القائد العسكري لهذه المقاطعة (مانيرت)، حيث يعتقد أنه يجب أن يتطابق مع (Hektompylos of Libya)، المدينة التي رسم غزوها هانو خلال الحرب البونيقية الثانية.

تقع محافظة قفصة في القطاع الجنوبي من الأطلس الصحراوي جنوب غرب تونس، بين السهوب العالية والصحراء وتتمتع بموقع جغرافي محدد، فالمنطقة هي منطقة عبور بين دول المغرب العربي (ليبيا والجزائر) والدول الإفريقية عبر الطريق الصحراوي قيد الإنشاء حالياً (تونس – الجزائر، النيجر بواسطة قفصة – حزوة)، قفصة هي أيضًا مفترق طرق بين 5 محافظات يبلغ نصف قطرها 100 كيلومتر (توزر وقبيلي وسيدي بوزيد والقصرين وقابس) وتربط شمال البلاد بجنوبها عبر الطرق الرئيسية.

مدينة قفصة، اللاتينية كابسا، مدينة تقع في وسط غرب تونس، تم العمل بالاسم القديم للمنطقة على صناعة الكبسولة الميزوليتية (مؤرخة محليًا حوالي 6250 قبل الميلاد ) للسكان الأوائل، تم تخريب المدينة النوميدية القديمة (106 قبل الميلاد ) من قبل الرومان، أعاد تراجان تعميرها لاحقًا وأصبح بعد ذلك مركزًا للبيزنطيين والعرب والأمازيغ (البربر) والحكام العثمانيين.

في عام 1980 ميلادي، كانت مدينة قفصة موقعًا لمداهمة غامضة، حيث استولى المشاركون فيها على منشآت في المدينة قبل أن تستعيد القوات التونسية سيطرتها على هذه المنشآت في المساء التالي، حيث تسببت المداهمة التي نفذها تونسيون قيل إنهم تلقوا تدريبات في ليبيا، في توتر العلاقات بين تونس وليبيا وأثارت حادثة دولية بين الدولتين.

اقتصاد مدينة قفصة:

مدينة قفصة هي عبارة عن واحة شهيرة يتم بها عمليات الزراعة المختلفة، حيث يتم زراعة الفاكهة المروية، وتعتبر المدينة أيضاً عبارة عن مركز شحن رئيسي للفوسفات الذي يتم الحصول عليه من المسطحات الملحية في شط الجريد (شارع الجريد).

تتعامل مدينة قفصة بشكل مباشر مع ميناء صفاقس عن طريق التواصل عبر الطرق البرية والسكك الحديدية، حيث تضم المنطقة المحيطة العديد من الامتيازات الغنية لتعدين الفوسفات، يسكنها البدو الرحل ومزارعو الحلفاء، حيث يقوموا على زراعة الحبوب والتمر والفستق والمشمش وأشجار الفاكهة والزيتون.

السياحة في مدينة قفصة:

من أبرز المعالم السياحية الخاصة التي تضمها مدينة قفصة ما يلي:

مبنى البرج:

تم إنشاءه في عام  1434 ميلادي على يد ابي عبد الله محمد الحفصي، حيث أسسه على جدران عتيقة لموقع بيزنطي، وقد تم العمل على ترميمه وإصلاحه في عام 1663 ميلادي، وتم ترميمه في مرحلة أخرى في القرن التاسع عشر، ولكن سنة 1943 ميلادي تعرضت العديد من أجزائه للإتلاف بسبب حدوث الحرب العالمية الثانية، ولم يعد ترميمه بعد ذلك بل تم القيام على إلغاء الجزء التالف منه، ويتم استغلاله في الوقت الحاضر كمسرح للهواء الطلق ويحتضن كل صائفة المهرجان الوطني للبرج.

الاحواض الرومانية:

الاحواض الرومانية وهي تتكون من حوضين واحد منهما  أكبر من الحوض الأخر، حيث تحيط بهما جدران ضخمة تم بناءها من الحجارة الكبيرة في الحجم ويوجد عليها بعض النقوش والكتابات الرومانية، يرجع تاريخ بناءها إلى العصر الروماني (بداية القرن الثاني)، حيث تعرضت لموجات من القصف على أثار المعارك التي دارة بين الجيش الفرنسي والألماني سنة 1943 ميلادي، حيث كان يتم تروية هذه الاحواض في السابق عن طريق المنابع الطبيعية وكانت مياهها تستخدم لري الواحة، وبعد ذلك جفت هذه المنابع فتم ترويتها بخط للمياه الصالحة لشرب.

الرمادية:

الرمادية وتسمى أيضاً باسم (كدية السودة)، وهي تتمثل في هضبة يغطيها مجموعة من الأحجار المشعة تتكون نت بقايا لأغلفة حيوان الحلزون، حيث يقع بجانبها مجموعة من الأحجار الكبيرة في الحجم من نوع سيلاكس وتمثل طريقة حياة الإنسان الكبصي قبل نحو 8000 عام.

المتحف الاثري:

يحتوي المتحف الأثري على قسمين، القسم الأول يعود إلى عصور ما قبل التاريخ، حيث يحتوي على أدوات وأسلحة قام على صناعتها الإنسان قبل نحو 8000 عام، أما القسم الثاني فيعود إلى العصور الرومانية، حيث يحتوي بشكل خاص على لوحات فسيفسائية، كما وجدت هذه اللوحات بموقع الطلح (معتمدية بلخير).

جبل ميدة:

 يقع جبل ميدة في المنطقة الواقعة في الجهة الغربية من وسط المدينة، حيث توجد على جهة اليسار من الطريق المتجه إلى مدينة توزر، وهو يمثل هضبة يمكن عن طريقها مشاهدة المنظر الرائع للواحة والمدينة.

حديقة عرباطة:

تغطي حديقة عرباطة مساحة تقدر بما يقارب نحو 260 هكتارا، حيث تتكون الحديقة من قسميين، ويوجد في القسم الأول حديقة للحيوانات يوجد بها العديد من أنواع الطيور والحيوانات الصحراوية، والقسم الثاني يقع على مساحة تصل إلى نحو ما يقاري 220 هكتارا 90 هكتارا وتحتوي هذه المساحة على أشجار الكلتوس بالإضافة إلى محمية تعيش فيها الغزلان والنعام. 

دار لونقو:

وهي عبارة عن دار تعود لواحدة من العائلات الغنية في المنطقة، وتم بناء دار لونقو في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي، تشكل هذه الدار أحد نماذج العمارة التقليدية في مدينة قفصة حيث تم ترميمها في وقت قريب.

المصدر: موسوعة دول العالم حقائق وأرقام، محمد الجابريتاريخ حوطة بني تميم، إبراهيم بن راشد التميميفجر الإسلام، أحمد أمينلحظة تاريخ، محمد المنسي قنديل


شارك المقالة: