مدينة مكناس في المغرب

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن مدينة مكناس:

مدينة مكناس هي واحدة من المدن الواقعة في دولة المغرب، حيث تم اختيار مدينة مكناس كإرث حضاري عالمي لليونسكو، لمدينتها وأطلال القصر الملكي، تتميز المدينة بأجوائها التي تمثل فترة العصور الوسطى، وتحتوي المدينة على العديد من القصور والمساجد والمدارس الرائعة داخل أسوارها المحصنة التي تتميز بالعديد من المداخل الكبرى وباب منصور الشهير عالميًا.

تتسع روعة مدينة مكناس عبر جدرانها على الأطراف، حيث يمكن زيارة الموقع الأثري الروماني في وليلي والإسطبلات الإمبراطورية لمولاي إسماعيل، اليوم مدينة مكناس هي خامس أكبر مدينة في المغرب ولديها مركز اقتصادي كبير يزدهر بالنبيذ والشاي بالنعناع والزيتون، حيث يضفي أسلوب المدينة جاذبية لا تقبل الجدل، معززة بجمال الريف المجاور، قد يقدّر المسافرون بواباتها وحواجزها وقصورها ومساجدها المدهشة.

تقع مدينة مكناس في شمال المغرب، على مسافة ما يقارب 130 كيلومترًا من عاصمة المغرب الرباط و 60 كيلومترًا من مدينة فاس، في الواقع كانت مدينة مكناس عاصمة المغرب في ظل نظام مولاي إسماعيل (1672-1727) ميلادي قبل أن تصبح مدينة الرباط عاصمة الدولة.

يأتي اسم مكناس على اسم قبيلة أمازيغية كانت تُعرف باسم مكناسة وفقًا لمصادر عربية في العصور الوسطى، خضعت الأرض التي تأسست عليها مدينة مكناس والمحافظات المجاورة لسيطرة الإمبراطورية الرومانية عام 117 ميلادي، حيث كان السكان الأصليون الذين يمكن تتبع مدينة مكناس منهم يعيشون في قلعة من القرن الثامن أو قصبة.

أصبحت مدينة مكناس العاصمة تحت حكم السلطان مولاي إسماعيل (1672-1727)، الذي كان مؤسس الإمبراطورية العلوية، ثم واصل السلطان تحويل مكناس إلى مدينة جذابة على الطراز المغربي-الإسباني لتكون مدينة محاطة بأبواب كبيرة وجدران عالية، حتى اليوم يمكن للزوار مشاهدة مزيج متناغم من الأنماط الأوروبية والإسلامية للقرن السابع عشر في مدينة مكناس.

تعد المدينة أيضًا موطنًا للعديد من المعالم التاريخية والمواقع الطبيعية، تقع مدينة مكناس على مقربة من بقايا مدينة وليلي، تم الاعتراف بالأطلال الرومانية في وليلي كموقع تراث عالمي لليونسكو، يعد متحف دار الجامع هو موطن للفنون المغربية ويمكن للمرء أن يسعد بعرض النسخ القديمة من القرآن والعديد من القطع الأثرية والمجوهرات الأخرى.

مسجد الآدم هو أقدم وأكبر مسجد قائم في المدينة، تشتهر مدينة مكناس أيضًا بأسواقها الرائعة حيث يمكن للمرء التسوق لأي شيء وكل شيء، هنا يمكن للمرء أن يتسوق للملابس والبسط المغربية التقليدية.

أيضًا، تحتوي الأسواق على أحذية مغربية حصرية وعناصر أخرى مغرية حقًا لأي مشترٍ، المناطق الداخلية للأسواق بها مجوهرات وأدوات منزلية والعديد من السلع الأخرى المثيرة للاهتمام، المتسوقون مدعوون للمساومة على البضائع وليس هناك سعر ثابت، علاوة على ذلك فإن الأسعار في مدينة مكناس معقولة جدًا مقارنة بالمدن الأخرى في المغرب.

تاريخ مدينة مكناس:

تأسست المدينة في القرن العاشر تحت اسم مكناسة الزيتون على يد زينيت مكناسة، وهي قبيلة أمازيغية كبيرة تعود أصولها إلى الجانب الشرقي من المملكة، في القرن الثامن شهدت منطقة مكناس ولادة أول سلالة حاكمة في المغرب وهم الإدريسيين (786-917 ) أسسها إدريس الأول.

في القرن الحادي عشر، حصن المرابطون المدينة التي احتلها الموحدين الذين بنوا فيها المساجد والحمامات (الحمامات المغربية) والقصبات، ثم عاشت مكناس فترة ازدهار ستنتقل مع صعود سلالة المرينيين، كما تم بناء مجموعة كبيرة من المعالم الأثرية في عهد هذه السلالة بما في ذلك القصر الملكي الشهير.

بعد المرينيين جاء العلويين في القرن الخامس عشر، حيث شكل وصول السلالة العلوية نقطة تحول في تاريخ مدينة مكناس، منذ عام 1672 ميلادي، ربط مولاي إسماعيل مكناس بمصيره، وقرر جعلها أجمل مدن الإمبراطورية وعاصمة المغرب.

حكمها “لويس المغربي الرابع عشر” لمدة 50 عاما، وقد أمر ببناء القصور والمساجد ومخازن الحبوب والإسطبلات والأحواض والحدائق والقصبات، راغبًا في إعطائها مكانة غير عادية  وجعلها عاصمة عالمية معترف بها، حيث تنتشر الجدران المحيطة بالمدينة القديمة بأبواب مهيبة منحوتة ومزينة بأبراج (خزف وفسيفساء)، بوابة باب منصور هي أكبر وأجمل المباني العربية المغربية.

في الفترة (1757 – 1790)، كانت مدينة مكناس مليئة بالعديد من المعالم الأثرية ومنها المساجد والأضرحة وقصر دار البيضاء الذي يعتبر المقر الحالي للأكاديمية العسكرية الملكية، ومن خلال إدراج مدينة مكناس في قائمة التراث العالمي للبشرية، كانت اليونسكو تضع في اعتبارها الهيكل الهائل للأسوار والقصور، التي تدين بها المدينة إلى عهد السلطان مولاي إسماعيل.

الموقع والجغرافيا لمدينة مكناس:

تتمتع مدينة مكناس بموقع استراتيجي على هضبة المرتفعات شمال وسط المغرب بين الرباط وفاس مما يجعلها ممرًا للعديد من المعالم التاريخية والمناظر الطبيعية المجاورة، المناخ جميل جداً حيث يعد فصلي الربيع والصيف المواسم المفضلة للزوار حيث يعرضان الطقس الأكثر سحراً والذي يمهد الطريق للمهرجانات المحلية التي تعزز تنوع ثقافة مدينة مكناس.

تشتهر مدينة مكناس بمواردها المائية الوفيرة بسبب موقعها بالقرب من الأطلس الأوسط الذي يعتبر أكبر خزان للمياه في المغرب، بالإضافة إلى ثراء وخصوبة أراضيها، جعلت هذه الصفات الجغرافية من جاذبة للاستثمار لا سيما في قطاع الزراعة.

مدينة مكناس مدينة زراعية بامتياز، وتعتبر غرسات أشجار الزيتون من خصائصها وكذلك زيت الزيتون، تعتبر حقول العنب الكبيرة والغنية رائعة للغاية في مدينة مكناس ويتم تصدير معظمها إلى أوروبا بفضل جودتها الجيدة.

هذه المزايا الجغرافية تجعل مدينة مكناس مؤهلة لاستضافة المعرض الدولي للزراعة، يغطي الأخير 100000 متر مربع ويرحب بالمهنيين والعارضين من جميع أنحاء العالم، المبرر هو عرض أحدث الابتكارات التي قد تؤدي إلى تحسين المجال الزراعي محليًا وعالميًا.

المعالم الأثرية في مدينة مكناس:

 باب المنصور:

حيث يعد من أبرز البوابات في المغرب وحتى في شمال إفريقيا، تم بناؤه في عهد المولى إسماعيل على يد مهندس مسيحي اعتنق الإسلام، تم تزيينه من قبل المولى عبدالله (ابن المولى إسماعيل).

ساحة الهديم:

هي ساحة كبيرة تقع في قلب مدينة مكناس القديمة، أسسها مولاي إسماعيل لعرض جيشه، لقد شهدت العديد من التغييرات وأصبحت الآن مكانًا للأنشطة الثقافية التي يحركها رواة القصص للترفيه عن السياح.

ضريح المولى إسماعيل:

يعرض ضريح مولاي إسماعيل رؤية بانوراميه لفن العمارة تتراوح من النقوش والزخارف المختلفة إلى الفسيفساء المحاطة بالكلمات القرآنية والشعرية المكتوبة بخط اليد العربية الجميلة، والأكثر جاذبية في الحرم هو القبة التي يوجد فيها قبر مولاي إسماعيل وأقاربه.

سجن قارا:

هو سجن ضخم تحت الأرض بناه المهندس المعماري البرتغالي كارا الذي نال حريته بعد بنائه، كان هذا السجن الهائل مخصصًا لمخالفي القانون والمعارضين للمملكة، في الآونة الأخيرة عرفت العديد من الإصلاحات وقد اعتز بها العديد من الزوار، بالقرب من سجن قارا توجد قبة السفراء التي كانت مكانًا لاستقبال السفراء الأجانب للسلطان مولى إسماعيل.

متحف دار الجامع:

تم بناء متحف دار الجامع في عام 1882 ميلادي في عهد المولى الحسن الأول وكان مقر إقامة وزيره محمد بن العربي الجامعي، يعرض مجموعة من الفنون الرائعة التي تميز تنوع الثقافة المحلية.


شارك المقالة: