نبذة عن موريتانيا:
جمهورية موريتانيا الإسلامية هي دولة تقع في شمال غرب إفريقيا. إنها الدولة الثامنة والعشرون الأكبر أو التبعية في العالم، وهي الدولة الحادية عشرة الأكبر ذات السيادة في إفريقيا وأكبر دولة تقع بالكامل تحت ارتفاع 1000 متر (3300 قدم). يحد موريتانيا من الغرب المحيط الأطلسي، والصحراء الغربية من الشمال والشمال الغربي، والجزائر من الشمال الشرقي، ومالي من الشرق والجنوب الشرقي، والسنغال من الجنوب الغربي.
هل تتطلع لاستكشاف تاريخ موريتانيا عبر العصور؟ هناك عدد من المعالم التاريخية في موريتانيا بما في ذلك المباني والقصور والحدائق العريقة، حيث يمكنك التعرف على الماضي المجيد لموريتانيا. سيأخذك وجود هذه المواقع والمتاحف التاريخية في نزهة عبر تاريخ موريتانيا الغني.
موقع مدينة ولاتة الأثرية:
هي بلدة وواحة صغيرة في جنوب شرق موريتانيا، وتقع في الطرف الشرقي من حوض عوكر. كانت مدينة ولاتة مهمة كمدينة للقوافل في القرنين الثالث عشر والرابع عشر؛ وذلك باعتبارها المحطة الجنوبية لطريق التجارة عبر الصحراء، وهي الآن أحد مواقع التراث العالمي، إلى جانب ذلك فقد تبلغ مساحة البلدة القديمة حوالي 600 م في 300 م، إلا أن بعضها الآن في حالة خراب.
يُعتقد أن ولاتا قد استوطنها أولاً شعب زراعي رعوي يشبه شعب ماندي سونينكي الذي عاش على طول النتوءات الصخرية لمنحدرات تيشيت في ولاتة وتاكانت في موريتانيا التي تواجه حوض أوكار، حيث أنهم بنوا ما يعد من بين أقدم المستوطنات الحجرية في القارة الأفريقية.
إلى جانب ذلك فقد شكلت المدينة جزءًا من إمبراطورية غانا ونمت ثروتها من خلال التجارة، وفي بداية القرن الثالث عشر، حلت ولاتة محل أودغوست؛ وذلك باعتبارها المحطة الجنوبية الرئيسية للتجارة عبر الصحراء، وتطورت لتصبح مركزًا تجاريًا ودينيًا مهمًا، وبحلول القرن الرابع عشر أصبحت ولاتة مدينة مستقلة.
هذا وقد اكتشف المستكشف المغربي ابن بطوطة أن سكان ولاتة كانوا مسلمين ومعظمهم من مسوفا، وهي جزء من صنهاجة، حيث تفاجأ بالاحترام الكبير والاستقلالية التي تتمتع بها المرأة. كما أنه يقدم فقط وصفًا موجزًا للمدينة نفسها قائلاً: “استغرقت إقامتي في إيولاتان (ولاتة) حوالي خمسين يومًا؛ وقد حظيت بالشرف والاستمتاع من قبل سكانها. كما أنه مكان شديد الحرارة، ويضم عددًا قليلاً من أشجار النخيل الصغيرة”.
تاريخ مدينة ولاتة الأثرية:
منذ النصف الثاني من القرن الرابع عشر، حلت تمبكتو محل مدينة ولاتة تدريجياً باعتبارها المحطة الجنوبية للطريق العابر للصحراء، مما أدى إلى انخفاض أهمية مدينة ولاتة. إلى جانب ذلك فقد يقدم الدبلوماسي البربر والرحالة والمؤلف ليو أفريكانوس، والذي زار المنطقة في عام 1509 للميلاد، وصفًا في كتابه (Descrittione dell Africa) مملكة ولاتة قائلاً: هذه مملكة صغيرة، وحالتها متواضعة مقارنة بممالك السود الأخرى. وفي الواقع فإن الأماكن الوحيدة المأهولة في المدينة هي ثلاث قرى كبيرة وبعض الأكواخ المنتشرة بين بساتين النخيل.
إلى جانب ذلك فإن المباني المصنوعة من الحجر الرملي مطلية بالبانكو وبعضها مزخرف بتصميمات هندسية، كما يقع مسجد ولاتة المعروف على الطرف الشرقي من المدينة، ولكنها ولربما كانت محاطة في أوقات سابقة بمباني أخرى. حيث قدر المؤرخ الفرنسي ريموند موني أنه في العصور الوسطى كان من الممكن أن تستوعب المدينة ما بين 2000 و3000 نسمة، واليوم تعد ولاتة موطنًا لمتحف المخطوطات، وتشتهر بهندستها المعمارية العامية المزخرفة للغاية، حيث تم إضافتها إلى مواقع التراث العالمي لليونسكو في عام 1996 مع ودان وشنقيط وتيشيت.