لطالما كانت الطيور مصدر إلهام للإنسان، فهي تجسد الحرية والسفر والجمال. وقد ارتبطت الطيور بالعديد من الثقافات والحضارات، فظهرت في الأساطير والقصص والشعر، وحتى في الأمثال الشعبية. تحمل هذه الأمثال حكمة الشعوب وتعبّر عن رؤيتهم للحياة، وتقدم دروساً قيمة في مختلف جوانبها.
أمثال عالمية عن الطيور
تم تعريف الطيور على أنها مجموعة من الكائنات الحية التي يتم تصنيفها ضمن تصنيف الحيوانات الفقارية التي تتميز بأنها ذات حرارة داخلية، وتتسم الطيور بالعديد من الصفات التي تميزها عن غيرها مثل غطاء جسمها بالريش، ويحل محل الفم منقار خالي من الأسنان، وقد ظهرت العديد من الأمثال العربية والأمثال الأجنبية التي تمحور حديثها حول موضوع الطيور، فمنها ما خرجت كرمز تعبيري للتعبير عن حادثة أو واقعة معينة، ومنها ما تحدث عن خصائص الطيور وميزاتها.
1. لا تتعجب من عصفور يهرب وأنت تقترب منه وفي يدك طعام له فالطيور عكس بعض البشر تؤمن بأن الحرية أغلى من الخبز:
يعود أصل المثل إلى جمهورية مصر العربية، حيث أول من خرج بالمثل الخبير في التنمية البشرية المصري (إبراهيم الفقي)، وقد أوضح من خلال المحتوى الضمني للمثل أنّ الطيور تختلف في خصائصها عن بعض البشر، فالبشر يسعون على الدوام خلف تأمين لقمة العيش، بينما الطيور الحرية بالنسبة لها أهم من الحصول على لقمة العيش.
2. الذكاء بلا طموح كالطيور بلا أجنحة (Intelligence without ambition is like a bird without wings):
أشار الحكماء والفلاسفة من خلال المحتوى الضمني للمثل الإنجليزي إلى أنه حينما يكون الإنسان ذكي وفطن، فإنه ينبغي عليه أن يوظف ذكائه في تحقيق الإنجازات والأعمال التي يفيد فيها الأمة، إذ يُعتبر الإنسان الذي لا يستغل ذكائه كالطير الذي لا يمتلك أجنحة، فهو بذلك يُعد من فصيلة الطيور، لكنه لا يقوى على الطيران.
3. تحن الكرام لأوطانها حنين الطيور لأوكارها:
يعود أصل المثل إلى دولة سوريا، حيث أول من خرج بالمثل الكاتب والأديب السوري (محي الدين الخطيب)، وقد أشار من خلال المحتوى الضمني للمثل العربي إلى أنّ الإنسان الخير يبقى على الدوام يكن الحنين إلى الوطن، مهما تغيرت فيه الظروف بالابتعاد والغربة عن وطنه، تماماً كما تطير الطيور وتعود في النهاية إلى عشها.
4. تشبه القوانين نسيج العنكبوت تقع فيه الطيور الصغيرة وتعصف به الطيور الكبيرة (Laws are like a spider’s web in which small birds fall and the big ones are swept by them):
يعود أصل المثل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أول من خرج المثل عن الشعب الأمريكي، وقد تمت الإشارة من خلال المحتوى الضمني للمثل الأمريكي إلى أنّ القوانين تعمل بمثابة إطار لا يتمكن الأشخاص الذين لا يمتلكون نفوذ العمل على تجاوزها وتحديها، بينما الأشخاص الذين يمتلكون نفوذ وسلطة، فإنهم يكونوا قادرين على تسخير القوانين لمصلحتها.
5. تؤخذ الطيور بقوائمها وتؤخذ الرجال بألسنتها (Birds are taken with their feet, and men are taken with their tongues):
يعود أصل المثل إلى دولة الهند، حيث أول من خرج بالمثل الشعب الهندي، وقد تمت الإشارة من خلال المحتوى الضمني للمثل الهندي إلى أنّ الطيور يتم تصنيفها حسب القوائم والفصائل التي تنتمي إليها، تماماً كما يتم تصنيف الرجال من خلال الأسلوب الذي ينطقون به، بالإضافة إلى أن كلام الرجال يعتبر في حالة الاتفاق بمثابة عقد ثابت لا يمكن التراجع فيه.
6. ليست كل الطيور صقوراً (Not all birds are hawks):
يعود أصل المثل إلى دولة أيسلندا، حيث أول ما خرج المثل عن الشعب الأيسلندي، وقد أشير من خلال المحتوى الضمني للمثل أنه ليس كل الطيور ليست من فصيلة الصقور، إذ أنّ الصقور تتميز بخصائص مميزة تفوق بها على كافة الطيور، كذلك هم الناس في مختلف المجتمعات، فليس كل ما يطلق عليه رجل يُعتبر من فصيلة الأشخاص النبلاء والعظماء.
7. لا تندم على أي إحساس صادق بذلته فالطيور لا تأخذ مقابلاً نظير تغريدها:
يعود أصل المثل إلى دولة لبنان، حيث أول من خرج بالمثل الكاتب اللبناني (جبران خليل جبران)، إذ أوضح من خلال المحتوى الضمني للمثل أنّ الإنسان الذي يقدم خير ومعروف للآخرين عليه أن لا يشعر بالندم اتجاهه، حتى ولو كان الأشخاص قد نكروا ذلك المعروف، فالطيور الحرة بطبيعتها لا تنتظر مقابل نظيراً لتغريدها.
8. ترقد الطيور على بيضها ليفقس ويرقد الحكام على شعوبهم لتفطس:
يعود أصل المثل إلى جمهورية مصر العربية، حيث أول من خرج بالمثل الكاتب المصري (جلال عامر)، وقد أوضح من خلال المحتوى الضمني للمثل أن هناك العديد من الطغاة الذين يمارسون أسوأ أنواع العنف ضد شعوبهم، فهؤلاء الفئة من البشر لا يمكن لهم أن يكونوا كالطيور التي تستمر في الرقود على أطفالها لحمايتهم.
9. حتى الطيور تهاجر عندما تنغلق في وجهها سبل الدنيا:
يعود أصل المثل إلى دولة الجزائر، حيث أول من خرج بالمثل الروائي الجزائري (واسيني الأعرج)، وقد أوحى من خلال المحتوى الضمني للمثل العربي إلى أن الإنسان حينما تغلق في وجهه كافة السبل المعيشية، فإنه يضطر إلى الهجرة؛ وذلك من أجل البحث عن السبل التي يتم من خلالها تأمين متطلبات الحياة.
10. إما أن نكون عبيداً بكل ما تحمله الكلمة من معنى أو نكون أحراراً كالطيور (Either we are slaves in every sense of the word, or we are free as birds):
يعود أصل المثل إلى مملكة بريطانيا العظمى، حيث أول من خرج بالمثل الكاتب والأديب (جون درايدن)، إذ أشار من خلال المحتوى الضمني للمثل البريطاني أنه ينبغي على الإنسان أن يكون حر ولا يعيق طريقة أي شيء في هذه الحياة.
11. تختبئ الطيور الجريحة لكي تموت:
يعود أصل المثل إلى دولة لبنان، حيث أول من خرج بالمثل الروائي اللبناني (أمين معلوف)، إذ أشار من خلال المحتوى الضمني للمثل العربي إلى أنّ الطيور من شدة عزتها ورفعتها بنفسها، فإنها تحاول جاهدة بأن لا يرى أحد انكسارها وضعفها.
12. النسر سرب بمفرده وحدها الطيور الصغيرة تحتاج إلى رفقة:
يعود أصل المثل إلى دولة الجزائر، حيث أول من خرج بالمثل الكاتبة والروائية الجزائرية (أحلام مستغانمي)، حيث أوضحت من خلال المحتوى الضمني للمثل العربي أنّ طائر النسر لا يحتاج إلى أشخاص يقدمون له العون والسند، فهو ما يكون قادر على حماية نفسه بنفسه، بينما الطيور الصغيرة هي من تحتاج إلى مجموعة من الأسرب حولها؛ وذلك حتى يكونوا عوناً وسنداً لبعض.
13. لا تسأليني ما ترجوه أغنيتي بعض الطيور تغني وهي تحتضر:
يعود أصل المثل إلى دولة سوريا، حيث أول من خرج بالمثل الأديب السوري (عمر أبو ريشة)، وقد أوحى من خلال المحتوى الضمني للمثل العربي أنّ الطيور لا ترغب في رؤيتها في حالة الضعف والانهيار، كذلك هم بعض الأشخاص العظماء والأقوياء، إذ لا يرغبون بأي أحد مشاهدتهم وهم في أسوأ حالاتهم وظروفهم.