مفهوم الحزن:
يُعرف شعور الحزن بأنّه عبارة عن تجربة شخصية يمرّ بها الفرد في أحد مراحل الحياة، كما يحق للفرد أن يقوم بالتعبير عن حزنه بالطريقة التي يختارها، حيث أنّه يختلف نسبياً من شخص إلى آخر، فما يكون مؤلم عند شخص معين يكون بسيط عند شخص آخر، إذ يُعد الشّعور بالحزن من أسوأ أنواع الشعور الذي ممكن أن يشعر به الإنسان، يتولّد شعور الحزن لدى الشخص نتيجة أسباب متعدّدة تحصل منها ما يكون بفقدان شخص عزيز عليه أو فقدان عمل معين، كما يعود في بعض الأحيان إلى إنهاء علاقة بين شخصين.
هناك العديد من العوامل التي لها تأثير كبير على الشعور بالحزن، منها ما هو ما يعود إلى طبيعة الفرد، كما يعود إلى كمية الخسائر التي تعرّض لها الفرد قديماً، بالإضافة إلى نوعية الدعم الذي يقدم للشخص الخاسر أثناء مروره بفترة الحزن، إذ يندمج تحت شعور الحزن الكثير من المشاعر المتنوعة.
فعلى سبيل المثال يتولد داخل الفرد الشعور بالحنين المبالغ به والرغبة الكبيرة اتجاه ما حدث، حيث يقوم الفرد بإنكار حقيقة ما حدث معه، والتوجه نحو العزلة والانفراد بالنفس، مما ينتج عنه الكثير من الاضطرابات النفسية مثل القلق والتوتر وإثارة الغضب بشكل كبير، كما يسبب الكثير من المشاكل الصحية كضعف الذاكرة والصداع وتصلب في عضلات القلب الذي ينتج عنه الجلطات القلبية.
مضمون مثل “الخسارة القليلة خير من الحزن الطويل”:
تناول المثل الإنجليزي موضوع الشعور بالحزن الذي ينتج عن الخسائر العديدة التي يتعرض لها الفرد على مدى الحياة، إذ أنّ الإصابة بشعور الحزن على يقتصر على فرد محدد في مجتمع واحد، إنّما يُعتبر هذا الشعور من الأحاسيس التي يمر بها كافة الأفراد على وجه الكرة الأرضية، وهذا ما قاد الحكماء والفلاسفة في الدول الأوروبية من الأخذ بالمثل وترجمته إلى اللغة الإنجليزية. وذلك حتى تتمكن كافة الدول في الغرب من تداول المثل وأخذ العبرة والحكمة منه.
أظهر المثل الإنجليزي الحكمة من خلال مضمون المثل، وهي التي تتجلى في أنّه لا بد من القبول بالحلول المتوسطة، بالإضافة إلى ضرورة تقديم بعض التنازلات في العلاقات، حيث يكون ذلك أفضل من العناد والتشبث بقرارات صارمة تؤدي إلى ما هو أسوأ كالأسى والحزن والندم على المدى القادم.