تُعتبر الأمثال الشعبية جزءًا أصيلًا من ثقافات الشعوب في مختلف أرجاء العالم، إذ أنها تعكس وتصوّر خبرات وإرث تلك الشعوب في عبارات قصيرة وموجزة، بالإضافة إلى أنها صارت موروثًا تتوارثه الأجيال، جيل يتلوه الآخر، إذ أن تلك الأمثال وُلدت بالفعل من رحم المواقف الحية التي حدثت لبعض الأشخاص، لذلك لابدّ أن يكون وراء كل مثل قصة وحكاية، وفيما يلي سيتم ذكر واحدًا من أشهر الأمثال العربية، وهو مثل “هذا الشبل من ذاك الأسد”.
هذا الشبل من ذاك الأسد:
في كثير من الأحيان يُضرب هذا المثل حين يشابه الولد أباه، فيأتي بأفعال تشبه أفعال والده، أو قد يصدر منه موقفًا شبيه بموقف لأبيه، فيتصرف على نفس النحو والنهج، فيقول الناس هذا الشبل من ذاك الأسد، أو من شابه أباه فما ظلم، وكل هذه الأمثال تربط بين الولد والوالد، ولهذا المثل قصة طريفة حدثت مع أحد البخلاء.
قصة مثل هذا الشبل من ذاك الأسد:
أما قصة مثل “هذا الشبل من ذاك الأسد”، فيُروى أن أحد الأشخاص نزل ضيفًا على صديق له من البخلاء، وكان عند هذا الصديق صبي صغير، وما أن وصل الضيف نادى البخيل على ولده وقال له: يا ولد عندنا ضيف قريب إلى قلبي أود أن أكرمه، اذهب واشترِ لنا نصف كيلو من اللحم من أحسن اللحم الموجود عند الجزار، وبعد مدة عاد الولد ولم يشترِ شيئًا، فسأله أبوه أين اللحم؟ فقال الولد: بأنه ذهب إلى الجزار وقال له أعطني أحسن ما عندك من لحم، فقال الجزار له: سأعطيك لحمًا كأنه الزبد، فقال في نفسه: إذا كان الأمر كذلك لما لا أشتري الزبد بدلًا من اللحم، لذا ذهب إلى البقال وقال له: أعطني أفضل ما عندك من الزبد، فقال له البقال: سأعطيك زبدًا كأنه العسل، فقال في نفسه إذا كان سيعطيني زبدًا كأنه العسل، لما لا أشتري العسل؟
بعد ذلك ذهب الولد إلى بائع العسل وقال له: هات أفضل ما عندك من عسل، فقال له: سأعطيك من العسل أحسنه، كأنه الماء الزلال، فقال الولد في نفسه: إذا كان الأمر كذلك فعندنا في البيت ماء صافٍ زلال، فلمَ أشتري إذن؟ وهكذا عدت دون أن أشتري شيئًا، فقال الأب: يا لك من صبي شاطر، ولكن فاتك شيء لقد استهلكت حذاءك في الجري من دكان إلى آخر، فقال الصبي: لا يا أبي فقد لبست حذاء الضيف، ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا المثل يُضرب عندما يسلك الولد نفس درب والده، فيتصرف ويفكر بنفس طريقة وأسلوب والده.