يعد نظام (ماريا منتسوري) من الأنظمة المهمة في تعليم الفرد ذوي اضطراب التوحد، حيث يوجد العديد من الأهداف لنظام (ماريا منتسوري)، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن الأهداف التي يحققها هذا النظام ومنها الاستقلالية والتركيز والاختبار الحر والثواب والعقاب وغيرها.
أهداف طريقة ماريا منتسوري في تعليم ذوي اضطراب التوحد
1- الاستقلالية والتركيز
فالمدرس لا يحاول أن يوجهه أو أن يقترح أو أن يعلم أمراً ما يخص الفرد؛ بهدف السيادة أو بهدف الحرية أو بهدف الاستقلالية، وإذا خمنا أن بيئة المدرسة يوجد فيها الأدوات المناسبة التي تتلاءم مع الحاجات الداخلية للأفراد في مراحل حساسة مختلفة، فإن الأفراد سوف يتحمسون للعمل بتلك الأدوات لوحدهم من غير إشراف أو من غير توجيه من الأفراد الكبار، ولقد جرت (ماريا منتسوري) أوقات طويلة في ملاحظة سلوك الأفراد تحت عوامل مختلفة في استعمال أدوات متنوعة بهدف خلق بيئة متنوعة.
إذ كانت تحتفظ بالأدوات ذات الأهمية والقيمة الكبيرة للأطفال بناء على ما تم ذكره الأطفال لوحدهم، حيث أخبروها بذلك بطرق متميزة؛ فعندما يلتقون صدفة بإحدى الطرق التي تتناسب مع ميولهم الداخلية وتتناسب مع حاجتهم، ويتوجب أن يكون لافت للنظر، ولاحظت (ماريا منتسوري) أنه في حال تم تكليف الأطفال بأشغال صعبة تتناسب مع ميولهم الداخلية وتتناسب مع حاجاتهم في مراحل حساسة معينة، فإنهم يقومون بها بتركيز كبير، وعندما يقومون بها يشعرون بالراحة ويشعرون بالسعادة.
2- الاختبار الحر
حاولت (ماريا منتسوري) أن تقوم بتطوير أفكارها الخاصة بما يفترض أن يتعلمه الأطفال، وأن تلاحظ ما سوف يختارونه في حال تركت لهم حرية الاختيار، بالإضافة إلى أن الخبرة علمتها أن عملية الاختيار الحر يسبب إلى أن يقوم بأكثر الأعمال إثارة لأعماقهم الداخلية، ويتوجب على المدرس أن يقوم بتوفير هذه الاختيار الحر للفرد، وذلك عن طريق تكليف الطفل من فترة إلى فترة أخرى بمهمة حديثة يصدر استعداده لها، ولكن بصورة غير مباشرة.
فالمعلم يقوم بتقدم الأداة للطفل بسهولة ومن ثم يرجع إلى الخلف خطوة حتى يلاحظ سلوك الطفل، حيث يقوم بمراقبة قوة تركيزه وملاحظة عدد التكرارات، فإذا لم يصدر الطفل تهيئة للعمل، فإنه يقوم بوضع الأداة جانباً ليوم آخر، ويفترض على المدرس أن يبتعد عن إعطاء الطفل إحساساً، بأنه مجبور على تطبيق عمل ما لأن هذا الشعور يعمل على تقليل أداء الطفل؛ بأن يقوم باتباع ميوله، ويفترض على المعلم أن يقوم ببناء ما قامت بذكره أن يكون مراقباً للفرد، ويقضي أغلب الوقت على استنتاج سلوك الأطفال مبيناً ميولهاً وموضحاً درجة استعداده.
3- الثواب والعقاب
لا يقف المعلم الذي يعود لمدرسة (ماريا منتسوري) موقف القائد بل يقف موقف التابع؛ فالفرد هو الذي يتبع طريقا مستنتجاً ما يميل إلى القيام به، ولاحظت (ماريا منتسوري) أن السلطات الخارجية تستعمل سياسة الثواب والعقاب؛ بهدف جعل الأفراد خاضعين لهم، لكن فيما يخص سياسة الثواب والعقاب لا يوجد لها مكان في صفوف (ماريا منتسوري).
4- سوء السلوك
في صفوف (ماريا منتسوري) لا يسمح للطفل بإساءة استخدام الأدوات أو سوء التعامل مع أصحاب الدراسة، لذلك كان احترام الأفراد الآخرين والحفاظ على محتويات المدرسة ينمو نمواً طبيعياً، فالأطفال يفهمون كيف أن العمل ضروري جداً بالنسبة إليهم، فإذا قام أحد الأفراد بمضايقة اصحابة الذين يعملون بتركيز كبير فإن هذا الفرد غالباً ما يجبر على الجلوس لوحده، وبهذا الأسلوب فإنهم يحترمون هذه الرغبة بتلقائية، على الرغم من أن المعلم قد يتدخل في بعض الأحيان.
وبناءً على ذلك فإن مهمة المعلم لا تعطيه الحق في أن يقوم بفرض سيطرته وفرض سلطته على الأطفال، ولكن يتوجب عليه أن يقوم بملاحظة سلوك كل منهم بدقة كبيرة، وبعدها يكون المعلم في مكانة أحسن وفي وضع ملائم لتقديم الأدوات التي تتلاءم حاجات النمو الداخلية؛ فالمدرسون يتخيلون درجة فعلية من الملل ودرجة فعله من الضجر وإبعاد الانتباه عن طريق الأيام الأولى من السنة، وبمجرد أن يستقر الأفراد في عملهم فإنهم سوف يحسون بالرغبة في الاستغراق فيه، ومثل هذا الإجراء غالباً لا يسبب أي مشكلة لدى المعلم.
5- التخيل
حاولت (ماريا منتسوري) القيام بربط الخيال بالواقع إذ قامت بالتفريق ما بين استعمالات الخيال الابتكاري، مثل الذي يوجد عن الفنان والذي في أغلب الوقت يكون مرتبطاً بالواقع؛ ففي الحقيقة إن الفنان يلاحظ الأشياء ويلاحظ الأشكال، وعن طريق قوة الملاحظة عنده وتمكن الفنان أن يستنتج أشياء جوهرية، وإذا كان لدينا رغبة في مساعد الأطفال على أن يكون لديهم إبداع، فنحن بحاجة للمساهمة لكي نقوم بتطور قدراتهم على عملية الملاحظة على التمييز، مع أخذ العالم الحقيقي في عين الاعتبار وعدم القيام تشجيعهم على عملية الانحراف إلى عالم خيالي وعالم وهمي وغير حقيقي.