اقرأ في هذا المقال
حركات الخوارج في الكوفة في عهد معاوية بن أبي سفيان:
1- حركة فروة بن نوفل الأشجعي:
قال الطبري في الحوادث التي حصلت في عام 41هـ: وفي هذه الأحداث خروج الخوارج على معاوية بن أبي سفيان، والتي كانت قد اعتزلت في عهد الخليفة علي بن أبي طالب، وقال: حدثت عن زياد، عن عوانه، قال: قدم معاوية قبل أن يبرح الحسن بن علي من الكوفة حتى نزل النخيلة.
فقالت الحرورية الخمسمائة الذين كانوا قد اعتزلوا في شهروزر مع فروة بن نوفل الأشجعي: قد جاء الآن ما لا شك فيه، فسيروا إلى معاوية فجاهدوه، فدخلوا الكوفة ومعهم نوفل، فقام معاوية بن أبي سفيان بإرسال خيل من خيول أهل الشام لهم، فقام أهل الشام بكشفه.
فقال معاوية بن أبي سفيان لأهل الكوفة: لا أمان لكم والله عندي حتى تكفوا بوائقكم، فخرج أهل الكوفة إلى الخوارج فقاتلوهم، فقالت الخوارج لأهل الكوفة: ويلكم ما تبغون منا، أليس معاوية عدونا وعدوكم، دعونا حتى نقاتله، وإن أصبناه كنا قد كفيناكم عدوكم، وإن أصابنا كنتم كفيتمونا، فقال أهل الكوفة: لا والله حتى نقاتلكم، فقال الخوارج: رحم الله إخواننا من أهل النهر.
وكان فروة بن نوفل سيد قومهم وقائد الخوارج، فاستعملوا عليهم عبد الله بن أبي الحُر، فقاتلوهم فقتلوا، وفروة هو الذي قال قبل معركة النهروان: والله ما أدري على أي شيء نقاتل علياً، لا أرى إلا أن انصرف حتى تنفذ لي بصيرتي في قتاله أو اتباعه، وانصرف في خمسمائة فارس.
وذكر ابن حجر روايةً مهمة، وهذه الرواية توضح موقف معاوية بن أبي سفيان من الخوارج بعد أن تسلَّم الخلافة، ونص الرواية يقول: فرجع الناس فبايعوا معاوية، ولم يكن لمعاوية هَمٌّ إلا الذين بالنهروان، فجعلوا يتساقطون عليه فيبايعونه، حتى بقي منهم ثلاثمائة أو نيف، وهم أصحاب النخيلة.
2- حركة المستورد بن عُلَّفة التيمي:
تحدَّث خليفة بن خياط عن حركة المستورد بن علفة التيمي باختصار شديد أما الطبري تحدث عنها بشرح مُطوَّل؛ وهذا لأهميتها بالنسبة له، وأهميتها تعود إلى أن أصحابها يمثلون المتداد الطبيعي لفكر الخوارج في النهروان؛ وهم الذين كان يقاتلهم علي بن أبي طالب، وكان معظم من اشترك فيها كانوا في خندق واحد في معركة النهروان.
وهذا ما جعل المغيرة بن شعبة وهو الوالي على الكوفة يلجأ إلى أنصار علي رضي الله عنه، وخصوصاً الذين شاركوا في معركة النهروان، مثل: معقل بن قيس الرياحي؛ الذي كان أحد القادة في معركة النهروان، وقد تكلف بقيادة الحملة التي توجهت لقتال الخوارج؛ لأن أنصار علي بن أبي طالب هم أعلم الناس بالخوارج.
التفاصيل التي تم ذكرها في تاريخ الطبري عن الخوارج:
1- موقف الخوارج من استشهاد علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
وفي هذا نستفيد مما قاله الخوارج: لا يقطع الله يميناً علت قذاله بالسيف، قال الطبري: فأخذ القوم يحمدون الله على قتله.
2- أسباب خروج الخوارج على جماعة المسلمين:
ونستفيد هنا ممّا قاله الخوارج: فلنأتِ إخواننا فلندعهم إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإلى جهاد الأحزاب، فإنه لا عٌذر لنا في القعود، وولاتنا ظَلمة، وسنة من الهدي متروكة، وثأرنا الذين قتلوا إخواننا في المجالس آمنون، فإن يظفرنا الله بهم نعمد بعد إلى التي هي أهدى وأرضى وأقوم، ويشفي الله بذلك صدور قوم مؤمنين، وإن نقتل فإن في مفارقة الظالمين راحة لنا، ولنا بأسلافنا أسوة.
3- سياسة المغيرة بن شعبة مع الخوارج:
ونستفيد هنا ممّا يلي: وأحسن في الناس السيرة، ولم يفتش أهل الأهواء على أهوائهم، وكان يؤتى ويقال له: إن فلاناً يرى الشيعة، وإن فلاناً يرى رأي الخوارج، وكان يقول: قضى الله ألا تزالون مختلفين، وسيحكم الله بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون، وقال المغيرة لقبيصة بن الدمون: ألصق لي بشيعة علي، فأخرجهم منمع معقل بن قيس، فإنه كان من رؤوس أصحابه، فإذا بعثت بشيعته الذين كانوا يعرفون فاجتمعوا جميعاً، وهم أشد استحلالاً لدماء هذه المأرقة، وقد قاتلوا قبل هذه المرة.
قال المغيرة: يا معقل بن قيس، إني قد بعثت معك فرسان أهل مصر، أموت بهم فانتخبوا انتخاباً، فسر إلى هذه العصابة المارقة الذين فارقوا جماعتنا، وشهدوا عليها بالكفر، فادعهم إلى التوبة، وإلى الدخول في الجماعة، فإن فعلوا فاقبل منهم، واكفف عنهم، وإن لم يفعلوا فناجزهم، واستعن بالله عليهم.
4- حركة حيان بن ظبيان السلمي:
خرجت هذه الحركة في عام 85هـ، وكانت هذه الحركة في ولاية عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان بن ربيعة الثقفي، وهو يكون ابن أم إحدى أخوات معاوية بن أبي سفيان، وفي أثناء ولايته خرجت الطائفة التي من الخوارج، والتي قام المغيرة بن شعبة بحبسها في السجن، والذين كانوا قد قاموا بمبايعة المستورد بن علفة، فأمسك بهم ووضعهم في السجن.
وعندما توفي المستورد عبد الرحمن بن عبد الله الثقفي خرجوا من السجن، وقاموا بعمل حركة ضد الخلافة وعليهم حيان بن ظبيان السلمي قائداً، فأرسل لهم عبد الرحمن جيشاً عظيماً وقاتلهم، وتم قتل جميع الخوارج.