إرشادات معالجة صعوبات التعلم في اللغة الشفهية:
يجب على الشخص الذي يرغب في وضع برنامج علاجي لطفل الذين يعانون من صعوبات في اللغة الشفهية، وأن يراعي الشخص المعلم عدة مبادئ ومنها مراعاة قدرات وإمكانات الطفل، ومعرفة نوع المشكلات التي يعاني منها الطفل، وأن يركز البرنامج على تنمية القدرات النمائية كالذاكرة والانتباه وغيرها، وأن يهتم البرنامج على تنمية القدرات المعرفية عن طريق التدريب اللغوي.
يجب وضع المحتوى التعليمي المقترح في البرنامج بعد تشخيص دقيق لنطق الطفل وأدائه اللغوي مراعاة التسلسل الهرمي النماني لمهارات اللغة عند صياغة الأهداف التعليمية، وأن يتضمن البرنامج وبشكل متسلسل على جميع جوانب اللغة، بدأ بدلالات الألفاظ ومعانيها، ثم الانتقال إلى بناء الجمل بشكل قاعدي ونحوي وصرفي وتجميع الأصوات في كلمات ذات معنی.
يجب أن يتضمن البرنامج على تدريبات من أجل تأهيل الطفل لإنتاج أصوات الكلام الملائمة، ويجب أن يدعم البرنامج الأطفال بالخبرات التي تسمح لها بالتفاعل مع البيئة، واستعمال الرموز اللغوية في الجانب الاستقبالي والتعبيري.
صعوبات اللغة الشفهية لدى الأطفال:
تعتبر اللغة الشفهية من أهم مهارات التواصل بين الأفراد، والتي من خلالها يعبر الفرد عن محتواه المعرفي، ويستخدمها كأداة لتبادل الخبرات والمعلومات والأفكار مع الآخرين، كما أنها أداة فعالة في التفاعل مع محفزات البيئة المحيطة بشكل عام، ولقد اتفق معظم العلماء على تعريف اللغة، بأنها مجموعة من الرموز غير ذات معنى في أصلها يعبر فيها الفرد عن محتواه العقلي والمعرفي.
ويقصد بالرمز أي شيء يقوم مقام ذات الشيء، وتلبي اللغة في العادة مهارتين أساسيتين، هما الاتصال بين الناس من ذوي اللغة الواحدة، تزويدنا بمجموعات من الرموز والقوانين التي تكون غايتها تسهل التفكير، وتتشكل معظم لغات العالم من جانبين رئيسين هما الفونيمات المورفيمات.
يمكن تعريف هذين المفهومين وبسنة للفونيمات، هي الأصوات الأولية التي تقوم عليها اللغة، وهي الطرق المتعددة التي تلفظ بها حروف العلة والحروف المتحركة والحروف الساكنة، أما المورفيمات، تعني بها أصغر الوحدات ذات المعنى والتي تكون اللغة فجذور الكلمات والمقاطع الأولية، والمقاطع اللاحقة في الكلمات قد تكون مورفيمات.
إن تركيب المورفيمات مع بعضها يخرج لنا كلمات متعددة مما يقسم اللغة ويطورها، ويقاس تطور اللغة عادة بقدرتها على إنتاج أكبر عدد ممكن من الكلمات ذات المعاني الجديدة، ولقد طور الفلاسفة وعلماء النفس وعلماء الاجتماع على مر العصور تفسير نشأت اللغة وتطورت.
ولقد كانت خلاصة الأمر إلى مجموعة نظريات لنشأة اللغة وتطورها، نوجزها في العديد من الاتجاهات ومنها يعتقد أصحاب هذا الاتجاه بأن اللغة تنشأ وتتطور بشكل فطري وطبيعي، وأن الأطفال يولدون ولديهم الميل نحو استخدام اللغة، كما لديهم الميل نحو المشي ويكون الطفل مزود بالیات ومیکانیزمات بيولوجية لتعلم اللغة، ويمكن للطفل عن طريق هذه الميكانيزمات الوراثية بناء قوانينه الخاصة باستعمال اللغة وبنائها.
بمعنى أن تلك الميكانيزمات تمكنه من إنتاج الألفاظ والمصطلحات الحديثة، عندما يتم تحفيزها من قبل البيئة، ويؤيد وجهة النظر هذه التطور الحاصل في الأجهزة الخاصة بالنطق أثناء المرور بالمراحل النمائية، والاتجاه السلوكي والذي ينص على أن اللغة سلوك لفظي يمكن تطويره وتنميته عن طريق المحفزات البيئية والتقليد والتعزيز كغيرها من السلوكات البشرية القابلة للتعلم، وبناءً إلى أن الطفل حديث الولادة لا يكون لديه سلوك لفظي واضح، ولكنه عن طريق المناغاة والتقليد والتعزيز الفارقي للسلوك يتعلم فيها استعمال اللغة.
وأيضاً الاتجاه التوفيقي بين الاتجاهين السابقين، حيث يؤيدان فكرة الإمكانات البيولوجية والعصبية الفطرية، وأثرها على النضج الإدراكي والمعرفي، وبالتالي على اللغة وفي نفس ذات الوقت يؤكدان على دور البيئة ومؤثراتها في تطوير وتنمية اللغة، وأن اتخذ موقف صارم إلى جانب البيئيين أم الفطريين ليس أمر مجدي.
فالبيئيون لا يتمكنوا من تفسير ظاهرة الابتكار اللغوي التي تبدأ عند الطفل في عمر (2-5) فيما بين سنوات، والتي تمكن الطفل من إنتاج عبارات لم بسمعها في بيئته، ومن استعمال جزء من القواعد اللغوية التي تكون غير متوافرة في لغة الراشدين في بيئته، كما أن الفطريون لا يتمكون من تفسير عملية اكتسابه اللغة دون عمليتي التقليد والتعزيز؛ لأن عمليتي التقليد والتعزيز بمثابة مفتاح رئيسي من أجل اكتساب اللغة، لذا فإن الاتجاهين مسؤولين عن تبيين ظاهرة اكتساب اللغة، لوجود بعض الأدلة التي تؤيد كلا منهما.