اقتراحات للحد من مخاطر الواقع الافتراضي في علم الاجتماع الرقمي

اقرأ في هذا المقال


تكتسب ألعاب الواقع الافتراضي شعبية كبيرة بين الأطفال، ومع ذلك لا يزال المنظمون والباحثون غير مدركين إلى حد كبير للمخاطر المحتملة الكامنة في هذه التكنولوجيا.

الأطفال والواقع الافتراضي في علم الاجتماع الرقمي

أصبح الأطفال على دراية بالواقع الافتراضي بأعداد متزايدة، وعلى الرغم من أن هذه التكنولوجيا جذابة ومثيرة للأطفال، إلا أن قضايا الصحة والسلامة المحتملة فيها تظل موضع تساؤل، نظرًا لوجود أبحاث محدودة حتى الآن حول آثارها على المدى الطويل.

حيث أن الواقع الافتراضي يعرض الشخص للمخاطر، والتي قد تشكلها تقنية الواقع الافتراضي، يشمل الواقع الافتراضي مجموعة واسعة من الفرص من أجل التعلم والإبداع والتفكير النقدي والمشاركة التعاونية، أن الأطفال والآباء على حدٍ سواء كانوا متحمسين لتجربة الواقع الافتراضي، وقد فهم الأطفال النوايا المحددة لمحتوى الواقع الافتراضي بشكل أفضل عندما كانوا قد شاهدوا سابقًا لقطات لألعاب الواقع الافتراضي على (YouTube).

إن الواقع الافتراضي هو تحربة احتماعية في الغالب للأطفال، على عكس الفكرة القائلة بأن التكنولوجيا تشجع الأطفال على العزلة، حيث كان الكثيرون متحمسين للتجارب متعددة اللاعبين والتفاعل الاجتماعي، كانوا أكثر ثقة في التفاعل مع المحتوى الذي يحدث في بيئة مألوفة، أو في مكان سمعوا عنه من قبل حيث يمكنهم إحضار قصصهم الخاصة للعبة.

مخاطر العالم الافتراضي على الصحة والسلامة في علم الاجتماع الرقمي

نظرًا لكون العالم الافتراضي تقنية حديثة، ولا يزال هناك العديد من الأشياء المجهولة حول المخاطر والتأثيرات طويلة المدى لألعاب الواقع الافتراضي، على الرغم من أن بعض العلماء لم يجدوا أي آثار سلبية من اللعب قصير المدى على حدة البصر لدى الأطفال، وفرق بسيط بين اللعب قبل وما بعد الواقع الافتراضي في الصوت المجسم، وأن القليل منهم معرضون لخطر الآثار السلبية اللاحقة لتوازنهم بعد استخدام الواقع الافتراضي لكن معظمهم لم يظهر أي مشاكل.

إن الصور في المناظير ثلاثية الأبعاد غالبًا ما تتطلب من عيون المستخدم تغيير الاتجاه والعمق، مما يؤدي إلى عدم التوافق بين التركيز ومحاذاة العين، هذا يخلق مفاجأة للحواس ويضع ضغطًا على النظام البصري للفرد لتقليل أي ارتباك، تسببت هذه الأحاسيس في حدوث صداع وألم في العيون على المدى القصير للبالغين، ويتوقع الفريق أن هذه المشكلات قد تكون مزعجة بشكل خاص للأطفال الذين لم تتطور أدمغتهم بشكل كامل بعد، ولم يتوصل أحد منذ ذلك الحين إلى حل مناسب لهذه المشكلة.

اقتراحات للحد من مخاطر الواقع الافتراضي في علم الاجتماع الرقمي

في حين أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم التأثيرات الصحية للواقع الافتراضي، فنحن نعرف الكثير عن سمات اللعبة المحددة التي قد تسهل تجربة الأطفال مع الحواس الصوتية والمرئية والتوازن، تحقيقًا لهذه الغاية يجب على مصممي الألعاب والصناعة إنشاء المزيد من تقنيات الواقع الافتراضي القابلة للاستخدام والمناسبة خصيصًا للأطفال.

إن أحد الحلول للصداع وألم العيون هو تجنب تقديم صور مجهر ثلاثية الأبعاد معًا، على الرغم من أن هذا قد يأتي على حساب المزيد من المشاريع الإبداعية التي تتطلب هذه الإسقاطات ثلاثية الأبعاد، حتى لو لم يتم تجنبها تمامًا يجب على المصممين إنشاء أنظمة تقلل من المفاجأة التي يواجهها المستخدم لتقليل أي آثار جانبية، وتهدئة المشاهدين في إدراك العمق في عالم الواقع الافتراضي، وتقليل المشاهد المزدحمة لتجنب الصداع، والحفاظ على الانتقال السلس لتجنب الدوخة والغثيان.

يجب أن تنشئ الألعاب نقطة مرجعية بصرية مثل الظل أو الأقدام حتى يتمكن الأطفال من النظر إلى أسفل والتحقق من موقعهم والحصول على مكان يعودون إليه، ويجب أن تكون منطقة العمل مقصورة على 70 درجة أفقيًا و 45 درجة رأسيًا لتقليل إجهاد الرقبة أو الدوار.

لا ينبغي أن يضطر الأطفال إلى الوصول إلى الأشياء الموجودة في اللعبة أو الانحناء عنها كثيرًا،  وتصميم الألعاب بأبعاد الأطفال، ويجب إنشاء الأصوات واللافتات لتوجيه المستخدمين في عالم الواقع الافتراضي.

يجب نشر معاينة للتجربة على YouTube حتى يتمكن الأطفال من مشاهدة اللعبة والتعرف عليها قبل تجربتها، ويجب إعطاء الأطفال شيئًا مألوفًا للتشبث به.

قد يختار مصممو الألعاب اعتماد مهلة يتم التحكم فيها من قبل الوالدين، الذي يجبر الأطفال على أخذ فترات راحة في محاولة للحد من دوار الحركة وتشجيع العلاقة الصحية مع التكنولوجيا.

دور الوالدين والمربين في الواقع الافتراضي في علم الاجتماع الرقمي

في حين أن الكثير من تجربة الطفل مع الواقع الافتراضي قد تزل في المتاحف أو المدارس أو الأماكن التعليمية الأخرى تحت إشراف البالغين المدربين، حيث تصبح التكنولوجيا متاحة بشكل أكبر في البيئات المنزلية لضمان الصحة والسلامة في المنزل، يحتاج الآباء ومقدمو الرعاية إلى:

  • السماخ للأطفال بمعاينة اللعبة على (YouTube) إذا كان ذلك متاحًا.
  • منح الأطفال الوقت لإعادة التكيف مع العالم الحقيقي بعد اللعب، ومنحهم استراحة قبل الانخراط في أنشطة مثل عبور الطرق أو صعود السلالم أو ركوب الدراجات لضمان استعادة التوازن.
  • التحقق من صحة الطفل الجسدية والعاطفية بعد اللعب.

التنظيم الفعال في الواقع الافتراضي في علم الاجتماع الرقمي

تلعب اللوائح دورًا حاسمًا في مواكبة المخاطر الصحية بالإضافة إلى ضمان ملاءمة المحتوى. تقيّم ما إذا كان المحتوى في لعبة فيديو مناسبًا للأطفال في سن معينة، وحتى الآن تتوافق هذه التصنيفات أيضًا مع تقنيات الواقع الافتراضي.

نظرًا لأن ألعاب الواقع الافتراضي تستلزم بُعدًا إضافيًا للمشاركة والتفاعل، يرغب المستخدمون في أن يكونوا على دراية بالخصائص المحددة لكل لعبة من حيث المحتوى والشكل، بما في ذلك أي مخاطر صحية محتملة، بالإضافة إلى ذلك تتطلب ألعاب الواقع الافتراضي قواعد سلوك واضخة.

لا تتناسب مشكلات مثل التنمر بين اللاعبين مع التصنيفات العمرية للواقع الافتراضي، وبالتالي فإن الأمر متروك لناشري الألعاب ومصنعي الأجهزة لمواصلة إبلاغ الجمهور، وبجب تشجيع الآباء على القيام بدور نشط في اختيار الألعاب، مما يجعل الواقع الافتراضي لا يختلف عن ألعاب الفيديو الموجودة بالفعل.

يستمتع الأطفال بالواقع الافتراضي للترفيه والألعاب والتعليم، ولكن في الغالب كنشاط اجتماعي على عكس الصور النمطية للعديد من الأجهزة التكنولوجية، يوفر الواقع الافتراضي فرصًا للتعلم من خلال المشاركة متعددة اللاعبين.

من خلال استراتيجيات تسهيل تجارب الأطفال باستخدام الواقع الافتراضي، والأمور المجهولة المتزامنة حول الصحة ، يجب على المعلمين وأولياء الأمور تقييم الفوائد مقابل المخاطر المحتملة واختيار ما إذا كانوا متحمسين أو يتجنبون المخاطر.

تفتقر اللوائح التنظيمية ضمان الإرشادات الصحية، وكذلك القواعد السلوكية والاجتماعية لضمان سلامة المشاركين، في الوقت الحالي يتحمل الآباء والصناعة والأوساط الأكاديمية ومهنيو صحة الأطفال.

المصدر: التفاعل الاجتماعي في المجتمعات الافتراضيه، للباحث عبد الله احمد القرني.علم الاجتماع الآلي، الدكتور علي محمد رحومة.الراي العام في الواقع الافتراضي وقوه التعبئه الافتراضيه، د محمد مصطفى رفعت.الثورة الافتراضية "دور وسائل التواصل الإجتماعي في الثورات"، د، نسرين عجب.


شارك المقالة: