الأنثروبولوجيا بين النظرية والتطبيق

اقرأ في هذا المقال


تقوم المعرفة على الفرضيات التي يتم الحصول عليها عن طريق الملاحظة والتجريب وتطبيق مناهج علمية معينة، وأيضاً ربط ما ثبتَ من هذه الفرضيات مع بعضها البعض، وبما أن الإنسان يعتبر من أهم الكائنات الحية التي تعيش على الأرض، قام العلماء بدراسة سلوكه وأنماط حياته وعاداته وتقاليده والنظم الاجتماعية التي تؤثر عليه منذ نشأته وحتى يومنا هذا.

جانب الأنثروبولوجيا النظري:

يتمثل هذا الجانب بدراسة نظريات الأنثروبولوجيا الثلاث الرئيسية وهي:

  • النظرية التطورية: حظيت هذا النظرية بقبول عند الكثير من العلماء والدارسين والباحثين الأنثروبولوجيين، وهي تفسر تطور سلوك الإنسان من المرحلة الهمجية بسلوكه إلى المرحلة المتحضرة ولكن بشكل تدريجي.
  • النظرية الانتشارية: يرى مؤيدو هذه النظرية بأن العلاقات الاجتماعية المتبادلة بين الشعوب، أدت لانتشار الصفات الثقافية بين الشعوب. وتوسعت هذه النظرية مع الزمن لتحتوي الكثير من الأبعاد الاجتماعية والثقافية بين المجتمعات عبر التاريخ، ولهذا عمل الكثير من العلماء على كتابة تفسيرات متنوعة عنها.
  • النظرية الوظيفية: تستند هذه النظرية على قوانين علم الاجتماع بشكل أساسي، لتتوضح هذه النظرية وتأخد تفسيرات أكثر فهماً للإنسان، ويرى مؤيدو هذه النظرية أن وظيفة الثقافة هي نقل العادات والتقاليد والنظم المختلفة بين الشعوب.

جانب الأنثروبولوجيا التطبيقي:

تعتبر الأنثروبولوجيا في جانبها التطبيقي فرعاً من فروع الإثنولوجيا، حيث تركز على التطبيق العملي للفرضيات باستخدام الوسائل الفنية الأنثروبولوجيا، وتطبقها على المجتمعات التي تعيش حياة قديمة وغير معقدة، والمجتمعات التي تعيش حياة متحضرة ومعقدة، وذلك بدراستها لمعرفة الفروقات الاجتماعية بين تلك المجتمعات.

توسعت الدراسات الأنثروبولوجية التطبيقية ونمت في فترة الحرب العالمية الثانية حيث قامت الدول المحتلة، وخاصة (أمريكا وبريطانيا وفرنسا) على تطبيق هذه الدراسات على الدول التي احتلتها، بهدف التوصل إلى معلومات صحيحة عن الأنظمة السياسية والاجتماعية المنتشرة عند هذه الدول، لمعرفة أحوالها الشخصية والمعيشية والدينية وعاداتها وتقاليد أهلها، وطرق تعاملهم مع بعضهم البعض. وهذا بغية التسهيل على الدول المحتلة إدارة الحكم في الدول المستعمرة، ونهب مواردها الاقتصادية واستغلال خيراتها.

عُرفت الأنثروبولوجيا التطبيقية كعلم يهدف إلى أنجاز أمرين رئيسيين هما:

  • حلّ المشكلات الناجمة عن الإدارة والسلطة الذاتية، في الدول القديمة والمتطورة.
  • حل مشكلات التغيير الحضاري السريع في هذه الدول، بهدف مساعدتها في التكيف الصحيح معها.

شارك المقالة: