الأوضاع السياسية في عهد مصطفى رشيد باشا

اقرأ في هذا المقال


الأوضاع السياسية في الدولة العثمانية في عهد مصطفى رشيد باشا:

لقد كان مصطفى رشيد باشا سفير في باريس، من عام (1841-1845) بعد انتهاء الأزمة الشرقيّة، قام محمد علي باشا برشوة الباب العالي العثماني لعزل مصطفى رشيد باشا من منصبه كوزير للخارجيّة، عاد إلى منصبه كسفير في باريس بعد فترة وجيزة من الزمن حيث ركز جهوده بشكل أساسي على حل قضية لبنان، التي نتجت عن خلاف بين جماعة مسيحية تسمّى الموارنة من لبنان ومجموعة شيعية متطرفة تسمى بجماعة الدروز.
في حرب القرم تصاعدت الأزمة في بداية عام (1853)، لم يكن مصطفى رشيد يشغل أي منصب سياسي حينها، في عام (1852-1853)، تصاعدت التوترات بين روسيا وفرنسا حول الأراضي المقدسة في فلسطين حينها، استخدم الدبلوماسي الروسي ألكسندر مينشيكوف، الذي أرسل في مهمة خاصة إلى إسطنبول في عام (1853) لاستعادة الامتيازات داخل الإمبراطوريّة العثمانية التي تمتعت بها روسيا لقرون، رشيد باشا، الذي كان يعتقد أنّه مؤاتٍ للمسيحيين بسبب مرسوم حديقة الورود في عام (1839) لكنّه كان خارج المنصب للتحدث مع السلطان، ومع ذلك، فشل مينشيكوف في إدراك أن مصطفى رشيد باشا ظل قريبًا من علاقاته البريطانيّة، وخاصّة السفير ستراتفورد، وكان يحمل معتقدات معادية لروسيا آن ذاك.
بعد تقديم المطالب الروسية إلى الباب العالي في (5) مايو من عام (1853) ورفضها لاحقًا في (10) مايو، استعاد مصطفى رشيد بمساعدة السفير ستراتفورد وكذلك منشيكوف، منصبه كوزير للخارجيّة، حاول مصطفى رشيد باشا على الفور تعطيل الدبلوماسي الروسي من أجل ضمان دعم زملائه الوزراء.

بعد خمسة أيام تأخير أخرى، في (15) مايو رفض الباب العالي مرّة أخرى الاقتراح الروسي الذي أدّى إلى إخلاء السفارة الروسيّة وانتهاء الدبلوماسيّة الروسيّة العثمانيّة في (21) مايو من نفس العام .
خلال هذا الوقت التقى رشيد وجهاً لوجه عدّة مرات أثناء الكتابة إلى كل من مينشيكوف وستراتفورد، في كتابات مينشيكوف، وصف رشيد بأنّه يشعر بالحرج تقريبًا من الحديث عن الرفض الإجماعي للاقتراح الروسي، كما أنّه قدم للروس اقتراحًا تركيًا مضادًا، والذي بدا أنّه يخجل من تقديمه لأنّه أوضح أنّه لا يملك القدرة على مراجعتها، ووفقًا لمينشيكوف أيضًا، كان من الواضح أن رشيد أراد تجديد المفاوضات، لكنّ اللورد ستراتفورد نصحه بخلاف ذلك.


شارك المقالة: