الافتراضات المسببة لاضطراب التوحد

اقرأ في هذا المقال


الافتراضات المسببة لاضطراب التوحد:

يُعلل العلماء غموض الأوتيزم، وذلك عن طريق الدراسات بالإضافة إلى وضع نظريات افتراضية للأسباب المؤدية للإعاقة النمائية التي أطلق عليها اللغز، وتُظهر الاكتشافات الحديثة أن هناك تطورات تحدث في أذهان الحيوانات قبل ولادتهم وبعدها، حيث يطور العلماء نظريات جديدة ومثيرة لشرح سبب الأوتيزم والشذوذ لدى الأفراد، وكذلك الاضطرابات العقلية التي تمنع الأطفال الرضع من تطور المهارات الاجتماعية والإدراكية.

ويحاول العديد من العلماء دراسة طريقة التركيب الداخلي لمخ الأطفال ذو اضطراب الأوتيزم، ومعرفة متى وأين تحدث التفاعلات الجينية والبيئية التي تؤدي إلى الشذوذ بتصرفات الأطفال ذو اضطراب الأوتيزم في الدماغ، ومع مرور الوقت يتعلم الباحثون الكثير من الأمور التي تتعلق بالمجموعة الدائرية الكهربائية في الدماغ، والتي تزود وتنشئ تطور خلاصة الإنسانية مثل اللغة والعاطفة والإدراك، ومعرفة أن الأفراد الآخرين لهم احتياجات وتصورات متنوعة تماماً عما يفكر به ويريده الأطفال ذو اضطراب الأوتيزم.

فاضطراب الأوتيزم يعمل على تشويه حقائق متنوعة من السلوك الإنساني لدى الأفراد، ومن هذه السلوكيات الحركة والانتباه والتعلم والذاكرة واللغة والمجاز والتفاعل الاجتماعي، ويمكن أن تستنتج الحقائق التي تعمل على تشوه السلوك الإنساني في حركة الأبناء الذين ينقلبون ويجلسون ويحبون ويمشون بخطوات غير ملائمة، فالفرد ذو اضطراب الأوتيزم الذي بلغ من العمر (18) شهر، والذي يمشي بطريقة غير مترابطة لن يتمكن من التفاعل مع الأفراد الآخرين ومحاولة إثارة انتباه الآخرين أو حتى متابعة تعبيرات الأفراد الأخرين.

ويستعرض أبناء الأوتيزم الذين يبلغون من العمر ما يقارب سنتين أو ثلاث نقصاً لا نستطيع فهمه، في الاستجابة للأفراد الآخرين، فالكثير من الأفراد ذو اضطراب الأوتيزم لا يستطيعون التكلم، وعوضاً عن ذلك يستطيعون الاندماج في جو يتباين من خلال رفرفة اليدين أو الإستثارة الذاتية.

أعراض الأطفال الأوتيزم:

إن اختلاف درجات أعراض الأطفال الأوتيزم من الدرجة الخفيف إلى الدرجة الشديد تجعل حقيقة الاضطراب صعبة التقويم، فالأوتيزم الكلاسيكي ونماذجه الشديدة والتي يصدر عنها التخلف العقلي تحدث لفرد واحد في (1000) مولود، وبينت أيضاً بأن الأطفال الأوتيزم ذو الدرجة الخفيف يحدث لكل واحد في (500) مولود، والسمة المشتركة بين الأفراد ذو اضطراب الاوتيزم هي اضطراب في ضعف التواصل وبالإضافة إلى ضعف في التفاعل الاجتماعي.

وفي البداية كان الأفراد القائمون على رعاية فرد الأوتيزم مقتنعين بأن الأوتيزم، يحدث نتيجة الأم الثلاجة الباردة عاطفياً والأب الضعيف الغائب عن منزله، أما في وقتنا الحالي فيركز العلماء والأفراد القائمون على حماية طفل الأوتيزم على الجينات، ففي حالة التوائم المتطابقين إذا كان أحدهما فرد أوتيزم، فإن احتمالية أن يكون الفرد الآخر أوتيزومي بحوالي (90%) وبنفس نسبة الأوتيزم.

وعلى الأقل هناك خمس أو ست جينات تساعد في الإصابة باضطراب الأوتيزم لدى الأفراد، وحتى وقتنا الحالي دراسة أخوان وأقارب الأفراد الأوتيزميين، تبين أن هذه الجينات في منطقة الكروموسوم (7، 13، 15) وما ينتج بسبب هذه الجينات التي تؤدي إلى اضطراب الأوتيزم، ولكن ذلك لا يزال تخمينا من قبل الجميع، كما أوضحت العديد من الدراسات التي تتعلق في نماء و تطور عقول الحيوانات إلى تطوير عدد من العوامل المؤرثة.

وكذلك البروتينات التي تبين لخلايا المخ طريقة عمل الاتصالات المناسبة الجينات الأخرى، تنتج عوامل وظيفتها كمفاتيح أساسية تفتح وتغلق الجينات المختلفة في نقاط محددة في النمو، وهناك بعض الجينات تقمع النشاط الخلوي بينما تثير الجينات الأخرى، وضع الموازنة الملائمة للكيماويات المعنية في نقل إشارات الدماغ، حيث تعمل الجينات المختلفة في البداية وبعد عملية الولادة في التواصل، أما فيما يخص الجينات المتنوعة؛ تكون وظيفتها هي تمويت الخلايا بطريقة النمو والتقليم.

لكن عملية النمو والتوسع في الجهاز العصبي تعتبر عملية مستمرة، وإذا حدث خطأ ما سيئاً في وقت مبكر سوف؛ يسبب مشكلة لكل التطورات التالية، فيعد الخلل المخي في الأوتيزم يحصل ما بين (20 -24) يوم من عملية الولادة، كما أن لديها دلائل بأن الجينات المعنية في وضع الجسم الأساسي، وكذلك في بناء المخ يطلق عليها (هوكس) وتعتبر متغيرة في الأوتيزم.

وربما يكون هناك مشكلة تحدث قبل منتصف الثلاث الأشهر الأولى من الحمل لدى الأم، حيث تم التركيز في هذه النظرية إلى معرفتها المكثفة عن متى وكيف تتصرف الدارات ذات الصلة، فإذا قام القرد  بحركة مثل أن يقوم بالتقاط مقبض حديد، ولكنه تثور أيضاً عندما يشاهد قرداً آخر يقوم بنفس العمل والحركة، بالإضافة إلى ذلك يتواجد عندهم خلايا وظيفتها تحفيز الأضواء وتحفيز الأصوات التي يقوم الآخرين بأنتاجها، ولكنها مختلفة   عن الأضواء والأصوات التي يقوموا بإصدارها بأنفسهم.

ويتصور العلماء بأن التشابه الإنساني في هذه الخلايا المتخصصة لا يعمل كما ينبغي في الأوتيزم، يخزن الأفراد معلومات متنوعة وجديدة كل (30) ثانية في التعليم العادي والذاكرة، وذلك بعد الحصول على ذروة الاستثارة، ولكن ماذا لو وجد لديك ستة أضعاف الذروة!؟ ربما تخزن مجموعة من المعلومات التي لا فائدة لها وتهتم بمعلومات لا تخصك.

عناصر السلوك الاجتماعي غير ملائمة للأطفال الأوتيزميين:

وبينت التجارب التي أجريت على الأطفال الأوتيزميين بأن السمات المعينة للسلوك الاجتماعي عناصر غير ملائمة، ومثال على ذلك يستخدم الأطفال الأوتيزميين التخريب؛ بهدف منع شخص آخر من التركيز على الهدف و لكن ليس بالحلية والخدعة، وكما يتمكن الأطفال الأوتيزميون استعمال الإيماءات للتواصل؛ من أجل تغيير سلوك الفرد، وعدم استخدام الإيماءات التعبيرية؛ بهدف التأثير على مزاج الفرد على الشخص الآخر.

ويتمكن الأطفال الأوتيزميون من الإحساس والاستمتاع الأساسي في النجاح في مهمة معينة، ويتفق الأفراد القائمون على حماية طفل الأوتيزم في جانب الأوتيزم، بأنهم سياخذون سنين كثيرة قبل أن يستطيعوا فهم الإعاقة أو الاضطراب الذي يكون لدى الفرد من الجانب الجيني والكيمياء العصبية.

وفي الوقت الحالي يستطيع  المعالج من النجاح بطريقة فرد إلى فرد من (30-50%) في تعليم الأفراد الأوتيزميين وطريقة التحكم في حركاتهم والتفاعل الاجتماعي، وذلك بشرط أن يبدأ في عمر مبكر وعلى الأغلب من عمر سنتين أو ثلاث سنوات؛ وذلك بهدف لهدف صد الشبكة الكهربائية غير مستهلكة في دماغ الأفراد الأوتيزميين، وكلما ينمو دماغ الفرد يساهم ذلك في نمو الاتصالات التي يحتاجها الطفل، وما تزال هذه الإعاقة أو الاضطراب لدى الكثير من الأطفال الأوتيزميين غير مشخصة، وذلك الى ما يقارب عمر الخامسة أو حتى عمر  السادسة، وذلك عندما يبدأون الاطفال الأوتيزوميين من الذهاب إلى المدرسة، مازال أغلب أطباء الأطفال وكذلك الأهالي يتصورون بأن اضطراب الأوتيزم يعد من الإعاقات النادرة.


شارك المقالة: