التأثير الروسي على العثمانيين

اقرأ في هذا المقال


ماهي المسألة الشرقيّة؟


أصبحت المسألة الشرقيّة قضية أوروبيّة رئيسيّة، عندما هزمت اليونان الدولة العثمانيّة، وأعلن اليونانيّون الاستقلال عن العثمانيين عام (1821)، وفي ذلك الوقت تقريبًا تمّ صياغة عبارة “المسألة الشرقيّة”.
و”المسألة الشرقيّة”: هي مسألة ظهرت في أواخر عهد الدولة العثمانيّة، وكانت تهتم بالتحالفات والاستراتيجيات بين الدول الأوروبيّة، فيما يخُص تقسيم أملاك الدولة عند انهيارها، وأُطلق على الدولة العثمانيّة، رجل أوروبا المريض دلالة على ضعف الدولة وانهيارها. 

تأثير روسيا على الدولة العثمانيّة:


منذ هزيمة نابليون في عام (1815)، كانت هناك شائعات بأنّ إمبراطور روسيا سعى لغزو الإمبراطوريّة العثمانيّة، وذلك بعد الثورة اليونانيّة التي جعلت رغبة روسيا في الغزو أكثر احتمالًا.


نصح وزير الخارجيّة البريطاني، روبرت ستيوارت، وفيكونت كاسلريج، وكذلك وزير الخارجية النمساوي، مترنيخ، إمبراطور روسيا، ألكسندر الأول، بعدم الدخول في الحرب، وبدلاً من ذلك، طالبوا بالحفاظ على روح التعاون الواسع في أوروبا التي استمرت منذ هزيمة نابليون، مع استمرار الحرب حتى عام (1829)، اكتسبت روسيا ميّزة قوية على الإمبراطوريّة العثمانيّة.


كان هناك حلفان أوروبيان، حلف يريد تقسيم الدولة العثمانيّة وهي روسيا وحلفائها، وحلف آخر يريد عدم الدخول بالحرب وعدم دعّم روسيا، بسبب الخوف من التوسع الروسي في المنطقة.
كانت روسيا قد دعت النمسا لدخول الحرب، ممّا تسبب في خوف كبير في بريطانيا، وكان بالنسبة للروس كانت مواصلة الحرب على أمل تدمير الإمبراطوريّة العثمانيّة غير مجديّة، في هذه المرحلة اقترح ملك فرنسا، تشارلز العاشر، تقسيم الإمبراطوريّة العثمانيّة بين النمسا وروسيا وغيرها، ولكن تمّ تقديم مخططه بعد فوات الأوان لتحقيق نتيجة.


وهكذا، لم تكُن روسيا قادرة على تأمين هزيمة حاسمة ولا تقسيم الإمبراطوريّة العثمانيّة واختارت بدلاً من ذلك أنّ تجعلها دولة تابعة لها في عام (1829)، أبرم إمبراطور روسيا معاهدة أدريانوبل مع السلطان محمود الثاني، حيث ضمنت فيه الدولة العثمانيّة إستقلال صربيا، وإعطاء وعد لليونان بالإستقلال، وإعطاء الحق لروسيا باحتلال مولداڤيا والأفلاق، وتقوم الدولة العثمانيّة بدفع مبلغ مالي باهظ.


مُنحت الإمبراطوريه الروسيّة منطقة إضافية على طول البحر الأسود، والسفن التجارية الروسية مُنحت حق الوصول إلى الدردنيل، وتمّ تعزيز الحقوق التجاريّة للروس في الإمبراطوريّة العثمانيّة.


تمّ إنهاء حرب الاستقلال اليونانيّة بعد ذلك بوقت قصير حيث منحت اليونان الاستقلال بموجب معاهدة القسطنطينيّة في عام (1832).


شارك المقالة: