الحملات الرئاسيّة للسلطان سليمان القانوني:
كانت الحملات الرئاسيّة الإمبراطوريّة للسلطان سليمان القانوني، سلسلة من الحملات بقيادة السلطان سليمان وإبراهيم باشا للإمبراطوريّة العثمانيّة،(بالتركية العثمانيّة: سفر همايون، sefer-i humāyūn).
كان السلطان سليمان القانوني معروف أيضًا باسم سليمان الأول (التركيّة العثمانيّة: سلطان سليمان أول، أو قانوني سلطان سليمان، Kānūnū سلطان سليمان، التركيّة الحديثة: أولا سليمان أو كانوني سلطان سليمان.
وُلد السلطان سليمان في (6) نوفمبر من عام (1494) وتوفي في (5) سبتمبر من عام (1566)، كان السلطان العاشر والأطول حكمًا في الإمبراطوريّة العثمانيّة، حيث حكم (46) سنة مُتواصلة، ووسّع رقعة الأراضي إلى (15) مليون كم بعد أنّ كانت في عهد أبيه سليم الأول (6.5) مليون كم.
عُرف السلطان سليمان في الغرب باسم سليمان العظيم، وفي الشرق باسم المشرع لإعادة بنائه بالكامل للنظام القانوني العثماني، وخليفة رسول الله في الأرض، وحامي المدن المُقدّسة الثلاث، مكة والمدينة والقدس.
خلال فترة حكمه من(1520) حتى وفاته عام (1566)، أصبحت الإمبراطوريّة العثمانيّة أقوى دولة وإمبراطورية في العالم، في ذروتها امتدت الإمبراطوريّة من المجر إلى اليمن.
في عام (1520)، أصبح السلطان سليمان في سن الخامسة والعشرين، خلفًا لوالده سليم الأول (الذي كان قد ضاعف حجم الإمبراطورية من خلال حملاته الخاصة)، وبدأ سلسلة من الفتوحات العسكرية.
بالإضافة إلى الحملات التي قادها وزرائه والأدميرال، قاد سليمان شخصيًا (13) حملة كانت المدّة الإجماليّة لهذه الحملات عشر سنوات وثلاثة أشهر.
تم الاحتفاظ بتفاصيل الحملات الثماني الأولى في مذكرات السلطان سليمان، كان خصومه الرئيسيون فرديناند الأول من بيت هابسبورغ (لاحقًا الإمبراطور الروماني الُمقدّس)، وتهماس الأول من الصفويّة فارس، كانت معظم حملات سليمان في الغرب.
في عام (1521)، فتح العثمانيّون مدينة بلغراد عاصمة دولة صربيا اليوم، التي حاصرها جد أبيه محمد الفاتح دون جدوى، في عام (1526) انتهت معركة موهاكس بهزيمة لويس الثاني من المجر حيث قاد معظم جيوش أوروبا ضد السلطان سليمان، لكن دون جدوى فقد هُزموا من قبل السلطان سليمان وقال السلطان أثناء المعركة “لا أسرى”.
لم يتمكن السلطان سليمان ضمّ معظم المجر حتى (1541) في عام (1532)، قام السلطان سليمان بحصار فيينا، على الرّغم من أنّ حدود الإمبراطوريّة العثمانيّة انتقلت من (1529) إلى(1566) إلى الغرب، إلّا أنّ أيًا من الحملات اللاحقة لم تحقق النصر الحاسم الذي سيضمن حيازة ممتلكات عثمانية جديدة.
كانت مُعظم الأراضي التي ضمّها في الشرق أثناء صراعه مع الصفويين، أثناء حكم سليمان استطاع العثمانيين ضمّ مساحات شاسعة من شمال أفريقيا حتى أقصى غرب الجزائر، في حين سيطر الأسطول العثماني على البحار من البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأحمر والخليج الفارسي.
في يناير (1566)، ذهب السلطان سليمان، الذي حكم الإمبراطورية العثمانيّة لمدة (46) عامًا إلى الحرب للمرة الأخيرة، على الرغم من أنّه كان يبلغ من العمر (72) عامًا وعانى من النقرس ، فقد قاد حملته العسكرية الثالثة عشرة.
إنّ نجاح نيكولا زوبيتش زرينسكي في الهجوم على معسكر عثماني في سيكلوس أدى إلى قيام السلطان بمغادرة القسطنطينيّة في (1) مايو (1566)، على رأس أحد أكبر الجيوش التي قادها على الإطلاق، وقام السلطان سليمان بحصار سيكتوار، وكانت هذه المعركة آخر معركة قادها السلطان سليمان القانوني.
عندما علم المسلمون أنّ السلطان سليمان توفاه الله، حزنوا أشد الحزن وقام الشعراء والعلماء بنظم القصائد لرثائه، أمّا في الجانب الأوروبي، فما فرح الغرب بموت أحد بعد السلطان بايزيد الأول وحفيد ابنه محمد الفاتح كفرحهم بوفاة السلطان سليمان، كان الغرب قد جعلوا يوم وفاته عيدًا من أحد أعيادهم، وكانوا قد أمروا بدق أجراس الكنائس لمدّة ثلاثة أيام وذلك من أجل الفرح بموت مُجدد جهاد الأمة الإسلاميّة في القرن السادس عشر رحمه الله، دُفن السلطان سليمان في جامع السليمانية.