اقرأ في هذا المقال
- اعتراف روسيا بحكم عبد العزيز على الحجاز
- اعتراف بريطانيا وهولندا بحكم عبد العزيز على الحجاز
- اعتراف فرنسا بحكم عبد العزيز على الحجاز
- اعتراف سويسرا وألمانيا بحكم عبد العزيز على الحجاز
- اعتراف بولندا بحكم عبد العزيز على الحجاز
- اعتراف إيطاليا بحكم عبد العزيز على الحجاز
في عام 1344/ 1925 ميلادي قام أهل الحجاز بمبايعة الملك عبد العزيز على الحكم، حيث قام جلالته بعد ذلك بإصدار بياناً إلى معتمدي الدول الأجنبية في جدة جاء فيه ما يلي: ” بفضل الله ونعمته قد أجمع أهل الحجاز وبایعونا بالملك على الحجاز علی كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من بعده، وتأسيس حكم شوری، وقد استعنا بالله وتوكلنا عليه، وقبلنا هذه البيعة، مستمدين التوفيق والمعونة من الله تعالى، وقد أصبح لقبنا ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها، وسنقوم بتوطيد الأمن والراحة وتوفير الرخاء، وسنعمل كل ما من شأنه أن يحقق رغائب العالم الإسلامي، ويقر أعينهم في إدارة هذه البلاد المقدسة. نسأله تعالى أن يعيننا على حمل أعباء هذا الأمر، والله تعالى ولي التوفيق”.
بعد ذلك بدأت الدول تعلن اعترافها وتأييدها للملك عبد العزيز في حكمه على الحجاز ونجد وتوابعها، وقد قامت قنصليات الدول الأوروبية وغيرها بإرسال تقارير إلى حكوماتها، تنص على استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية في الدولة السعودية، وأوصت حكوماتها بالإسراع في الاعتراف بالحكم السعودي ولقد كانت أُولى الاعترافات الدولية بعبد العزيز آل سعود ملكاً على الحجاز، بالإضافة إلى أنه سلطان نجد وملحقاتها من الحكومة السوفيتية، التي أعلنت اعترافها بشكل رسمي بالنظام الجديد في خطاب رسمي إلى الملك عبد العزيز.
اعتراف روسيا بحكم عبد العزيز على الحجاز:
أرسل کریم خان حاکیموف القنصل الروسي المسلم رسالة إلى الملك عبد العزيز، تنص على ما يلي: ” أتشرف بتكليف من حكومتي، بإحاطة جلالتكم علماً بأنّ حكومة اتحاد الجمهورية الاشتراكية السوفييتية، انطلاقاً من مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها واحتراماً لإرادة الشعب الحجازي التي تجلت في اختياركم ملكاً عليه، نعترف بجلالتكم ملكاً على الحجاز وسلطاناً لنجد وملحقاتها”.
حيث قام الملك عبد العزيز بالرد على کریم خان حاکیموف بخطاب قام فيه بشكر الحكومة السوفييتية والشعب السوفييت، وتمنى أن تكون العلاقات بين البلدين مبنية على احترام استقلال البلاد المقدسة، والتقاليد الدولية الأخرى التي تعترف كل الأقطار العالمية للدول بها، وكانت موسكو تظهر تعاطفها إلى طموح الملك عبد العزيز لتأسيس دولة موحدة قوية في جزيرة العرب، ففي الرسائل المرسلة إلى موسكو مدح الدبلوماسيون الروس سياسة ابن سعود ودعوا لتأييده والوقوف إلى جانبه.
قام كالينين حاكم جمهوريات الاتحاد السوفييتي عام 1346/ 1927 ميلادي بإرسال رسالة، إلى الملك عبد العزيز أكد فيها رغبته في الالتقاء بالأمير ليقوم في التباحث معه، كما أكد فيها على طيب العلاقات والصداقة بين البلديين. حيث رفع الاتحاد السوفييتي تمثيله السياسي في السعودية من قنصل إلى مرتبة وزير في عام 1348/ 1929 ميلادي، وفي عام 1930 ميلادي قَدم أول وزير مفوض أوراق اعتماده بتلك الصفة هو الوزير السوفييتي تورکول.
قام سمو الأمير فيصل بزيارة موسكو بالعوض عن الحكومة لسعودية في عام 1351/ 1932 ميلادي. وأقام كالنين مأدبة تكريمية للوفد الحكومي السعودي، وكان هذا أول استقبال رسمي لشخصية قيادية من دولة عربية في تاريخ روسيا.
اعتراف بريطانيا وهولندا بحكم عبد العزيز على الحجاز:
كان لهذه الزيارة دور تاريخي بارز في تقوية روابط الصداقة بين الدولتين، ثم أعلنت الحكومة البريطانية عام 1926 ميلادي اعترافها بعبد العزيز ملكاً على الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها، وكذلك عام 1926 أعلنت هولندا اعترافها بملك عبد العزيز حيث كانت من أول الدول الأوروبية التي قامت بذلك، وأثناء قيام الأمير فيصل برحلته إلى أوروبا، قام بزيارة هولندا وأمضى فيها أسبوعاً، وقد تم استقباله خلالها بارتياح شديد من كل المسؤولين، كما التقى بالملك وقدم له وللحكومة الهولندية شكر لبلاده على اعترافها بالملك عبد العزيز ملكاً على الحجاز، وقام فيصل بالتباحث أيضاً مع المسؤولين الهولنديين حول أحوال المسلمين في الدول الإسلامية التي تخضع للحكم الهولندي، ومنها إندونيسيا، فأبدت الحكومة الهولندية اهتماماً بهذه المسألة.
اعتراف فرنسا بحكم عبد العزيز على الحجاز:
وفي سنة 1345/ 1926 ميلادي جاء قنصل فرنسا في جدة إلى القصر العالي بجدة، وأخبر جلالة الملك عبد العزيز بأنه تلقى بياناً من حكومته تأمره أن يبلغ الملك بأنّ حكومة الجمهورية الفرنسية تعترف بجلالته ملكاً على الحجاز، وكانت فرنسا من ضمن الدول الأوروبية التي توجه إليها الأمير فيصل خلال زيارته سنة 1926 ميلادي، حيث قام بالتوجه إلى باريس، وقدم للمسؤولين الفرنسيين شكر والده والحكومة السعودية لفرنسا على اعترافها بدولته.
وفي أثناء تواجد الأمير فيصل بفرنسا قام بالعديد من الزيارات إلى أماكن مختلفة، شاهد خلالها الكثير من مظاهر الحضارة الفرنسية، وفي عام 1350/ 1931 ميلادي وقّعت فرنسا مع الملك عبد العزيز معاهدة الجزيرة، حيث تضمنت اعترافها باستقلال السعودية.
اعتراف سويسرا وألمانيا بحكم عبد العزيز على الحجاز:
في عام 1927 ميلادي أعلنت سويسرا اعترافها، وكذلك أعلنت ألمانيا اعترافها بالملك عبد العزيز بموجب اتفاقية الصداقة بين حكومة الملك والحكومة الألمانية، وكان لهذه المعاهدة أهمية بالغة لدى الحكومة السعودية؛ لأنها صدرت عن دولة لها نفوذها السياسي والاقتصادي في العالم، وفتحت لها طرق ووسائل الاتصال مع ألمانيا التي كان الملك عبد العزيز يريدها لتحقيق المشروعات التنموية لدولته.
ولقد جاء في تلك المعاهدة 5 مواد رئيسة أكدت فيها على تقوية المحبة والصداقة بين البلدين، وضرورة تأسيس تمثيل سياسي وقنصلي بين البلدين، مع حماية المصالح الاقتصادية المتبادلة، أما بولندا فقد اتخذت قرارها الرسمي بالاعتراف بدولة الملك عبد العزيز، حيث ذهب وفد بولندي برئاسة راتشوينسكي لزيارة الدولة السعودية، والتقی هناك بالملك عبد العزيز وقدم له رسالة من الرئيس البولندي.
اعتراف بولندا بحكم عبد العزيز على الحجاز:
وكان سبب وراء هذه البعثة هو إبلاغ الملك عبد العزيز، باعتراف بولندا بحكومته وإقامة علاقات تجارية وسياسية وودية بينهم، إضافة إلى رغبة المسلمين في بولندا الحصول على دعم جلالته، ثم ألقى رئيس الوفد راتشوينسكي كلمة أشار فيها بجهود الملك عبد العزيز في توحيد بلاده، وجهوده المبذولة في حماية الأماكن المقدسة، وحرص بلاده على توثيق العلاقة الودية بين البلدين، كما قدم الوفد هدايا للملك عبد العزيز كان منها مدفع رشاش مع ذخيرته، ونسخة مخطوطة باليد للقرآن الكريم من القرن 13 هجري.
اعتراف إيطاليا بحكم عبد العزيز على الحجاز:
أما بالنسبة لموقف إيطاليا في عام 1926 ميلادي، فقد أبلغ القنصل الإيطالي بجدة الملك عبد العزيز اعتراف حكومته به ملكاً على الحجاز، واعترف ملك إيطاليا بالملك عبد العزيز ملكاً على الحجاز بموجب اتفاقية الصداقة والتجارة الموقعة بين المملكة الإيطالية ومملكة الحجاز ونجد وملحقاتها في جدة.
وقد جاء في تلك المعاهدة 8 بنود، نص البند الأول منها على الاعتراف باستقلال نجد والحجاز تحت حكم الملك عبد العزيز، كذلك تضمنت على تأسيس علاقات سياسية وقنصلية بين البلدين، والمحافظة على طيب العلاقة بين البلدين، وقيامها بتقديم التسهيلات للرعايا الإيطاليين المسلمين أثناء رغبتهم في أداء المناسك.