اقرأ في هذا المقال
سلطنة عُمان:
إنّ عملية النهضة العظيمة ساهمت بشكل فعال على استعادة سلطنة عُمان مكانتها الحضارية ودورها الفعال في محيطها، فإنّ ذلك ما كان يمكن أن يحدث لولا وجود القيادة الواعية والحنكة السياسية التي يمتلكها جلالة السلطان قابوس المعظم، فإنّ المرتكز الأساسي الحضاري القوي الذي تملكه سلطنة عُمان وهو الأرض والشعب والذي سرعان ما كشف عن جوهره الأصيل في الصعاب التي واجهتها الدولة، فمن المعروف أنّ سلطنة عُمان ليست دولة حديثة، ولكنها دولة قديمة قدم التاريخ ذاته وشاركت في مراحل تاريخية عديدة وهامة.
فقد كانت سلطنة عُمان تمتلك في فترة من فترات تاريخها الحضاري قوة بحرية، تعتبر ذات مؤثر كبير في جميع علاقاتها مع غيرها من الدول، بحيث امتدت علاقاتها وروابطها إلى الصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في مراحل تاريخية مبكرة واستقبل سفرائها بكل احترام في عواصم تلك الدول وغيرها قبل قرون من الزمن.
ومما لا شك فيه أنّ المرتكز الأساسي الذي يمتد خلال المراحل التاريخ المختلفة، والذي يقوم بعملية ربط النهضة الحديثة بمراحل الازدهار التاريخية لعُمان، يتمثل في الواقع في تمكّن القيادة العُمانية من تحقيق الوحدة الوطنية وبناء القوة الذاتية وتأسيس اقتصاد قوي يقوم على أساس عملية الحفاظ على الأمن والاستقرار وإدارة السياسة العُمانية بكل حنكة ودراية على مختلف المستويات.
حيث أدرك جلالته هذه الخبرة التاريخية ووظفها بكفاءة واستغلها بجميع الوسائل برغم الظروف والمشاكل الكثيرة التي مرت بها المنطقة على مدى ربع القرن الأخير، بينما تشير الدراسات التاريخية إلى الروابط العديدة بين الحضارة العُمانية وحضارة الشرق القديم في الصين والهند وبلاد ما بين النهرين.
بالإضافة إلى العلاقات التي تربط الدولة مع حضارات شرق البحر المتوسط ووادي النيل وشمال أفريقيا، إنّ الدور الذي قامت به عُمان في نشر الدعوة الإسلامية منذ دخولها إلى الإسلام في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام هو أشمل بكثير مما هو معروف في كثير من الدوائر.
الدولة البوسعيدية في سلطنة عُمان:
كان التاريخ العُماني عبارة عن مجموعة مرتبطة بتاريخ الأمم والشعوب ذات الحضارة والدور التاريخي المهم، الذي يسير وفق مراحل مختلفة، ففي عام 1624 ميلادي ظهرت دولة اليعاربة والتي لعبت دوراً هاماً في إقصاء البرتغاليين من السواحل العُمانية والخليج العربي والمحيط الهندي، إنّ الدولة البوسعيدية التي بدأت بالظهور على يد مؤسسها الإمام أحمد بن سعيد في عام 1744 ميلادي.
لقد حافظت أسرة البوسعيد على عملية استمراريتها في حكم عُمان من خلال عدد من الحكام والسلاطين الذين شكلوا دوراً مهماً في تاريخ السلطنة وتطورها على نحو ركيزة من ركائز الوحدة الوطنية والشعور بالانتماء الوطني، إنّ الدور الذي لعبته أسرة البوسعيد والذي بلغ أعلى مستويات قوته في العهد الزاهر لجلالة السلطان قابوس يتضح بشكل مباشر بمقارنة بين ما كانت عليه سلطنة عُمان خلال الفترات الماضية، وما هي عليه الآن من قوة واستقرار وبناء عصري متطور لدولة تكتسب محبة واحترام الجميع .
أسماء سلطنة عُمان:
تشير المصادر التاريخية أنّ سلطنة عُمان عُرفت بأكثر من اسم، كان أبرز أسمائها هو مجان وامزون وعُمان، فقد كان كل اسم يرتبط في شيء خاصة به، فاسم مجان ارتبط بما عرفت به من قوة السفن وصهر النحاس، وكان ذلك بناء على لغة السومريين، حيث كانت تربطهم بعُمان علاقات تجارية وبحرية وثيقة، وكان السوريين يطلقون عليها في لوحاتهم أرض مجان.
أما اسم مزون، فإنّه أرتبط بتوافر الموارد المائية في سلطنة عُمان في فترات تاريخية سابقة، وكان ذلك بالمقارنة مع الدول العربية المجاورة لها، وكلمة مزون، وهي اشتقاق من كلمة المزن، والمقصود بها هنا السحاب والماء الكثيف المتدفق، ولعل ذلك دليل يشير إلى تفسير قيام وازدهار الزراعة في عُمان منذ القدم وما صاحبها من حضارة أيضاً.
مساهمة سلطنة عُمان في نشر الإسلام:
كانت سلطنة عُمان من أول الدول التي اعتنقت الدين الإسلامي، وكان ذلك بارادتهم في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، فقد بعث عليه السلام عمرو بن العاص إلى منطقة جيفر وعبد يدعوهما إلى الدخول بالإسلام، فاستجابت عُمان بقيادة ابني الجلندی وأصبحت منذ ذلك التاريخ واحدة من المناطق المحصنة للإسلام والتي ساعدت على انتشاره في معظم المناطق الواقعة في شرق أفريقيا ووسطها.
وخلال الفترة الأولى للدعوة إلى الإسلام ساهمت سلطنة عُمان بدور هام في حروب الردة، كما شاركت في الفتوحات الإسلامية الكبيرة عن طريق البحر والبر برا، خاصة في فارسوالعراق، بالإضافة إلى مشاركتها في الفتوحات الإسلامية لعدد من البلاد الأخرى في داخل المنطقة وخارجها.