يشير علماء الاجتماع إنه بواسطة التحليل الجزئي لسلوك اللعب الرمزي سوف يتم الكشف عن العلاقات التي تربط بين اللغة والأنشطة الحركية واللعب الرمزي، وذلك عن طريق السلوك اللفظي وغير اللفظي من أجل معرفة نية الطفل لعرض الأفعال الرمزية.
التحليل الجزئي لسلوك اللعب الرمزي
من خلال التحليل الجزئي لسلوك اللعب الرمزي تم استكشاف العلاقات بين اللغة والأنشطة الحركية واللعب الرمزي على نطاق واسع باستخدام السلوك اللفظي وغير اللفظي؛ لتحديد نية الطفل لعرض الأفعال الرمزية، ووفقًا لرولان بارت ودو سوسور وتشارلز بيرس فإن الفعل المتعمد له وحدات محددة، ولكل وحدة خصائص سلوكية محددة.
ويمكن تنفيذ نظام رولان بارت لتحليل تدفقات السلوك المتعمد في دراسات تطور اللعب الرمزي المبكر، وحاولت هذه الدراسة تحديد وتحليل الأفعال الرمزية باستخدام وحدات بارت الرئيسية الثلاث:
1- بدء الإجراء وتحديد موقع كائن ذي صلة.
2- الاتصال بالعنصر ومعالجته.
3- تحرير الكائن وإكمال الإجراء.
وكل من هذه الوحدات لها خصائص سلوكية محددة ويمكن أن توفر معايير دقيقة وحساسة لإثراء المعرفة فيما يتعلق بالعلاقات بين اللغة والأنشطة الحركية واللعب الرمزي، علاوة على ذلك لا يُعرف الكثير عن المسارات التنموية لهذه العلاقات مع ظهور معالم معرفية جديدة، والتلاعب بالأشياء هو قدرة أساسية للعب الرمزي.
وتتطلب القدرة على حمل شيئين في أيدي مختلفة وتنفيذ مخطط عمل كامل ومتتالي لنضج التحكم اليدوي، ويُقترح استخدام مؤشرات الحساسة لتحديد الظهور المبكر للأفعال الرمزية:
بداية الفعل الرمزي: قد يتم التعرف على استخدام شيء أو نشاط في سياق جديد كرمز في بداية الرمزية، وقد يكتشف المراقب الذي يسجل مكان تثبيت الأطفال لأعينهم، والطريقة الباليستية التي يصلون بها إلى كائن لعرض الإجراء المستهدف، ومؤشرات سلوكية لتمثيل مخطط مسبقًا لنشاط رمزي مقصود.
الاتصال مع الشيء والتلاعب به: وعند الانتهاء من الفعل الحركي وأثناء تحقيق هدف الإجراء، قد ينتج الرضيع أصواتًا لغوية وغير لغوية، وتلعب هذه المعلومات المسموعة دورًا مهمًا في إنتاج الكلام، بناءً على التغذية المرتدة السمعية حول صوت المتحدث نفسه.
وهي مهمة لمراقبة الحركة، وقد يؤدي تسجيل المخرجات الصوتية أثناء عمل رمزي إلى زيادة دعم التعرف على الإجراء باعتباره رمزًا وتزويد الباحثين بالمعرفة حول تطوير الإجراءات الصوتية في مراحل تطور مختلفة من اللعب الرمزي.
استكمال الفعل الرمزي: وعند الانتهاء من الفعل الرمزي قد يبتسم الأطفال ويضحكون أو يبحثون عن رد من أمهاتهم، ومن المعروف أن وجود الأمهات كشركاء في اللعب يسهل أداء اللعب، وبالتالي فإن فحص استجابة الأم في نهاية الفعل الرمزي وعلاقته بلعب الطفل الرمزي يمكن أن يسلط الضوء على دور العوامل الخارجية في تطوير اللعب الرمزي.
التحليل الدقيق للأعمال الحركية
توفر المؤشرات السلوكية معايير إضافية للتعرف على السلوك الرمزي، ومع ذلك فإن الأفعال الرمزية، وتتضمن أيضًا قدرات حركية لفهم تطور الأفعال الرمزية بشكل مناسب، ويجب أن تؤخذ القدرات الحركية في الاعتبار لأن الأفعال الرمزية تتطلب نضجًا مناسبًا للتحكم اليدوي أي القدرة على الإمساك.
وهي مهارة محورية لمعالجة الكائن لتقييم القدرة الحركية بشكل أفضل، وتم اقتراح تقسيم مخططات العمل إلى عدد الكائنات التي تم التلاعب بها وعدد وحدات الحركة المجمعة في عملية لعب واحدة، وتم تطوير هذا الاقتراح من نتائج دراسة الحالة.
وأظهرت دراسة الحالة هذه أن الأطفال يتقدمون من لعب كائن واحد إلى لعب متعدد الأشياء بينما يتقدمون في نفس الوقت من أداء حركات فردية إلى عدة حركات، على سبيل المثال يمكن للأطفال الذين يمكنهم حمل جرة في يد واحدة وعصا في اليد الأخرى القيام بمجموعة متنوعة من الإجراءات مع نفس الأشياء، مثل تحريك أو خلط سائل وهمي بالعصا.
وهناك أربعة أنواع من الإجراءات الرمزية التي تستند إلى عدد من الكائنات والإجراءات التي يمكن أن تشارك في فعل رمزي:
1- تشغيل كائن واحد.
2- تسلسل كائن واحد.
3- تشغيل متعدد الكائنات.
4- متواليات متعددة الكائنات.
وكان الهدف المتمثل في دراسة ظهور المهارات الرمزية يتطلب تحليلًا دقيقًا لمخطط العمل الكامل، وأسفرت دراسة الحالة التي أجريت لهذا الغرض عن أربعة أنواع من الإجراءات، وتم تحديد الأنواع الأربعة وفقًا لعدد الأشياء والإجراءات التي يمكن دمجها في كل عمل رمزي وكانت على النحو التالي:
اللعب الفردي: ويحمل الطفل شيئًا واحدًا ويقوم بعمل تخيلي فردي موجه بشكل متعمد تجاه نفسه أو تجاه الأم، ويمكن أن يشمل هذا النوع من الإجراءات قيام الطفل بربط أو ربط الشيء بجسمه أو بمكونات أخرى في البيئة.
التسلسلات أحادية الكائن: يحمل الطفل شيئًا واحدًا ويؤدي عدة حركات تخيلية موجهة نحو نفسه أو تجاه الآخرين، مثل وضع مفرش على وجهه للاختباء ثم كشف وجهه والابتسام للمراقب.
اللعب متعدد الأغراض: يستخدم الرضيع عدة أشياء ويؤدي حركات تخيلية فردية موجهة نحو نفسه أو تجاه الآخرين، مثال على ذلك هو حمل وعاء ودمية ووضع الوعاء على رأس الدمية كقبعة.
تسلسل متعدد الأغراض: يستخدم الرضيع عدة أشياء لأداء العديد من الحركات التخيلية، مثل وضع عدة أشياء في وعاء، ثم التقليب ثم إغلاق الوعاء بغطاء.
ترميز البيانات وتحليلها
يتم ترميز البيانات وتحليلها عن طريق وضع علامة على الإجراءات الرمزية فقط إذا استوفت شرطين أساسيين:
1- تم استخدام الكائن الذي اختاره الأطفال في سياق جديد.
2- الأطفال الذين يعتزمون استخدام الشيء، حيث تم تعريف القصد باستخدام الخصائص السلوكية وهي:
أ- اتجاه النظرة وتوجيه الجسم نحو الهدف.
ب- جميع الحركات نحو الهدف بطريقة باليستية، وبعد تحديد اللعب الرمزي، تم ترميز أعمال اللعب التي استمرت لبضع ثوان من حيث نوع الحركة ونوع الإخراج الصوتي، وتم تصنيف المخرجات الصوتية التي يصدرها الرضيع أثناء أو عند الانتهاء من الفعل الحركي أيضًا إلى الفئات الأربع التالية: الاستجابة غير المسموعة والثرثرة والثرثرة المسموعة والكلام.
فرضيات التمثيل الرمزي
ونظرناً أيضًا في فرضية تتعلق بالعلاقات المتبادلة بين تطور اللغة ومعالم اللعب التمثيلية، ينتج عن الأدبيات المتوفرة حاليًا فرضيتان بديلتان:
أولاً، نظرًا لأن تطوير القدرات اللفظية ومهارات التلاعب بالأشياء يحدثان معًا، فقد افترضنا أن التغيير في المستوى الرمزي للعب سيكون مصحوبًا بتحول تطوري في كلا المجالين، وبالتالي تم افتراض أن بداية المستويات العالية من الاتصال اللغوي أي الكلام ستكون مرتبطة بعمر بدء مستويات عالية من التطور الرمزي، مثل نشاط اللعب متعدد الأشياء.
ثانيًا، افترضت الفرضية البديلة أن التطور في المستوى الرمزي سيكون مدفوعًا بالتطور في القدرات اللفظية أو الحركية، ولكن ليس بالضرورة في كليهما، وعلى هذا النحو يمكن اشتقاق ثلاث فرضيات بديلة تتوافق مع الموضوعات الثلاثة التالية:
1- إن عصر بدء التلاعب بالأشياء يسبق عصر بدء الثرثرة والنطق بكلمة واحدة، بالإضافة إلى تقدم اللعب الرمزي المعقد.
2- إن سن بدء الثرثرة ولكن ليس بالضرورة الكلام سيكون مرتبطًا بتطور اللعب الرمزي من المراحل الأولى للعب الكائن الفردي من خلال اللعب بالعناصر المتعددة.
3- إن عصر بدء التمثيل الرمزي البسيط من شأنه أن يتنبأ بعمر بدء الكلام.