أسباب اضطرابات التواصل

اقرأ في هذا المقال


في بعض الأحيان يمكن تحديد أسباب اضطرابات التواصل وأحيان أخرى يصعب تحديد حالات اضطرابات التواصل؛ بسبب عدم وضوح الأسباب المؤدية لها، فعندما تكون الأسباب غير واضحة تعود لأسباب وظيفية وعندما تكون الأسباب واضحة تعود لأسباب عصبية أو تشريحية.

ما هي أسباب اضطرابات التواصل

  • أسباب عضوية: تعود الأسباب العضوية لدى المُضطربين في التواصل إلى اضطرابات، في الكروموسومات والعصبية والفسيولوجية والأيضية والنمائية. ويوجد أجهزة مسؤولة عن الكلام مثل الجهاز العصبي المركزي، الجهاز العصبي المحيطي، المستقبلات الحسية والألياف العصبية. وفي حال وجود خلل في الأجهزة تؤدي إلى حدوث خلل في التواصل.
  • أسباب بيئية: يُعَدّ الحرمان الثقافي سبب في تأخر اللغوي عند الأطفال، حيث يوجد أسباب بيئية تؤثر على تواصل الطفل ومنها العوامل السمية الموجودة في البيئة الرصاص والزئبق والكربون وأول أكسيد الكربون.
  • أسباب تعليمية: يُعَدّ التواصل والكلام واللغة مهارات تعليمية، حيث يعتبر اضطراب التواصل اضطراب تعليمي أكثر منه خلقي يصبح التفاعل بين المُرسل والمُستقبل غير واضح؛ ممّا يؤدي إلى اضطراب التواصل.
  • أسباب وظيفية: هو عدم استخدام أجهزة الكلام بالشكل المُناسب؛ مثل الجهاز البلعومي الذي يؤدي إلى تلف عضوي في الجهاز.
  • الأسباب النفسية الداخلية: الحالة النفسية والعصبية لها دور كبير في قدرة على التواصل مع الآخرين وأي خلل يؤثر على التواصل.

فهم العوامل المؤثرة لاضطرابات التواصل

اضطرابات التواصل هي مشاكل تؤثر على قدرة الفرد على التفاعل بفعالية مع الآخرين من خلال اللغة والكلام. يمكن أن تكون هذه الاضطرابات متنوعة ومعقدة، وتشمل صعوبات في النطق، التعبير، الفهم، والتفاعل الاجتماعي. لفهم اضطرابات التواصل بشكل كامل، من الضروري التعرف على الأسباب المحتملة التي قد تسهم في ظهورها. تتعدد الأسباب وتتنوع بين عوامل وراثية، بيولوجية، بيئية، ونفسية:

1. العوامل الوراثية

تلعب العوامل الوراثية دورًا كبيرًا في اضطرابات التواصل. قد يكون لدى الأفراد تاريخ عائلي من هذه الاضطرابات، مما يزيد من احتمال ظهورها. تشير الدراسات إلى أن بعض اضطرابات النطق واللغة، مثل التأتأة أو صعوبة النطق، قد تكون لها مكون وراثي. إذا كان أحد الوالدين أو الأقارب يعاني من اضطراب في التواصل، فقد يكون الطفل أكثر عرضة لتطوير مشكلة مماثلة.

2. العوامل البيولوجية

تشمل العوامل البيولوجية الأسباب المرتبطة بالمشاكل الصحية أو الاضطرابات الجسدية التي تؤثر على تطور التواصل. من بين هذه العوامل:

  • إصابات الدماغ: قد تؤدي إصابات الدماغ الناجمة عن الحوادث أو السكتات الدماغية إلى اضطرابات في التواصل. هذه الإصابات يمكن أن تؤثر على مناطق معينة من الدماغ المسؤولة عن اللغة والنطق.
  • الشلل الدماغي: الشلل الدماغي هو حالة تؤثر على الحركة والتحكم في العضلات، وقد تؤدي أيضًا إلى صعوبات في الكلام والتواصل.
  • الاضطرابات العصبية: بعض الاضطرابات العصبية، مثل التوحد أو متلازمة داون، تؤثر بشكل مباشر على قدرة الفرد على التواصل بشكل فعال.

3. العوامل البيئية

البيئة التي ينشأ فيها الطفل تلعب دورًا كبيرًا في تطور مهارات التواصل. من بين العوامل البيئية التي قد تسهم في اضطرابات التواصل:

  • التحفيز اللغوي المحدود: إذا لم يحصل الطفل على فرص كافية للاستماع والتحدث والتفاعل مع الآخرين، فقد يعاني من تأخر في تطور اللغة.
  • التعرض للغات متعددة: بينما يمكن أن يكون التعرض للغات متعددة ميزة، إلا أنه قد يؤدي في بعض الأحيان إلى تأخير مؤقت في تطور اللغة لدى بعض الأطفال.
  • البيئة الاجتماعية: الأطفال الذين ينشأون في بيئات مليئة بالتوتر أو الصراعات قد يواجهون صعوبات في تطوير مهارات التواصل بشكل صحي.

4. العوامل النفسية والاجتماعية

العوامل النفسية والاجتماعية يمكن أن تلعب دورًا هامًا في ظهور اضطرابات التواصل. القلق، التوتر، أو التعرض لصدمات نفسية يمكن أن يؤدي إلى تطور مشاكل في التواصل. الأطفال الذين يعانون من الخجل الشديد أو القلق الاجتماعي قد يجدون صعوبة في التعبير عن أنفسهم بشكل طبيعي، مما يمكن أن يؤدي إلى تأخر في تطور مهارات التواصل.

5. اضطرابات النمو

بعض اضطرابات النمو، مثل اضطراب طيف التوحد (ASD)، تؤثر بشكل مباشر على التواصل الاجتماعي واللفظي. الأطفال الذين يعانون من التوحد قد يواجهون صعوبات في التفاعل الاجتماعي، فهم الإشارات غير اللفظية، أو استخدام اللغة بشكل مناسب. هذه الاضطرابات تحتاج إلى تشخيص وعلاج متخصصين لدعم تطوير مهارات التواصل لدى الأفراد المصابين بها.

6. العوامل الطبية

بعض الحالات الطبية مثل مشاكل السمع يمكن أن تؤثر على قدرة الفرد على تعلم اللغة وتطوير مهارات التواصل. الأطفال الذين يعانون من فقدان السمع أو ضعف السمع قد يواجهون صعوبة في فهم اللغة المنطوقة أو التحدث بوضوح. الكشف المبكر عن مشاكل السمع ومعالجتها يمكن أن يقلل من تأثيرها على تطور التواصل.

تعد اضطرابات التواصل معقدة ومتعددة الأسباب، ولا يمكن غالبًا تحديد سبب واحد لهذه الاضطرابات. تتفاعل العوامل الوراثية، البيولوجية، البيئية، النفسية، والطبية لتحديد كيفية تطور التواصل لدى الفرد. فهم هذه العوامل يساعد على التشخيص المبكر وتطوير استراتيجيات علاجية فعالة لتحسين قدرة الفرد على التواصل. التدخل المبكر والدعم المناسب يمكن أن يحدثا فرقًا كبيرًا في حياة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات التواصل، مما يمكنهم من التفاعل بشكل أفضل مع العالم من حولهم وتحقيق إمكاناتهم الكاملة.


شارك المقالة: