اقرأ في هذا المقال
إن العلاقة بين الأنثروبولوجيا الاجتماعية وعلم الاجتماع قد مرت بأكثر من مرحلة، ومن هذه المراحل مرحلة العلاقات المتينة، ثم مرحلة التباعد من حيث المنهج وطبيعة الموضوع، بينما نشاهد في وقتنا الحالي محاولات للتقارب بين هاذين العلمين بصورة حديثة وجادة، بينما يرجع الفروقات بين هذين العلمين إلى اختلاف طبيعة الدراسة.
التعريف الكلاسيكي للأنثروبولوجيا الاجتماعية:
يمكن تعريف الأنثروبولوجيا الاجتماعية تعريفاً كلاسيكياً هو: دراسة كافة فئات البناء الاجتماعي سواء جماعات أو مجتمعات، بكل ما يتضمنه هذا البناء من ترتيبات وجماعات وظواهر اجتماعية وثقافية حضارية، ومن هذا المنطلق تقترب العلاقة بين علم الاجتماع والأنثروبولوجيا الاجتماعية، حيث إن علم الاجتماع هو من أقرب الدراسات الاجتماعية إلى الأنثروبولوجيا الاجتماعية، ومع أن وجهات النظر قد تختلف وتتباعد حول مفهوم طبيعة هذا الارتباط. فكل واحد منهما ينسب لنفسه دراسة المجتمعات والمجتمع بشكل عام، وليس فرعاً واحداً منه، مثل التاريخ أو علم النفس.
فنجد أن دارسي الأنثروبولوجيا الاجتماعية قد انشغلوا بعد أن صارت الدراسة التطبيقية تشكل مطلباً ضرورياً في دراسة الفئات المجتمعية الصغيرة حيث تختلف في موضوعاتها كل الاختلاف عن فئات مجتمعاتنا، وذلك أنها لا تخضع بشكل نسبي للتغير والنمو، ولا يوجد لها سجلات تاريخية موثقة. وكانت النماذج المنهجية المستعملة في الدراسة تنسجم مع هذه الفرضيات، حيث يمكن مشاهدة هذه المجتمعات بكونها مجموعات وظيفية، ومن السهل وصفها وتفسيرها باستعمال مفاهيم محايدة بصورة أخلاقية، وبم أن أن عالم الأنثروبولوجيا كمشاهد خارجي، فأنه لا يوجد له إي علاقة بالقيم والأفكار الموجودة. وعندما كانت تلك المجتمعات تنمو بشكل بطيء، ولا يوجد لها سجلات تاريخية موثقة يمكن أن توضح التغيرات القديمة، فإنه من الصعب استعمال المنهج التاريخي، والذي يعتبر أيضاً أمراً مستحيلاً على وجه الإطلاق.
المفاهيم الأساسية في الأنثروبولوجيا الاجتماعية:
من أبرز وأهم المفاهيم الرئيسية في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والذي يعتبر المفهوم الجوهري وهو: البناء الاجتماعي، ويقصد بهذا أن الأنثروبولوجي الاجتماعي يهتم في المجتمع كأطار منظم لأقسام متنوعة، وأن غايته الأولى هي اكتشاف هذا الأطار وتفسيره. والذي يحتوي على العلاقات الموجودة بين الناس، وهي علاقات يحكمها بعض الحقوق والواجبات المتعارف عليها. ويوجد أيضاً مفهومين تم استخدامهما في البناء الاجتماعي هما: المكانة والدور.