التعزيز الذاتي كأحد طرق ضبط السلوك في خطة تعديل السلوك

اقرأ في هذا المقال


التعزيز الذاتي كأحد طرق ضبط السلوك في خطة تعديل السلوك:

يحاول الإنسان أيضاً أن يضبط ذاته، من خلال التعزيز الذاتي، وما يعنيه التعزيز الذاتي هو أن الإنسان يحصل على المعززات متى يشاء، ويحصل ذلك بعد قيامة بالسلوك الذي يريد تقويته، مثال على ذلك هو الشخص الذي يحرم نفسه من نشاط محبب إلى حين ينتهي من مهمة معينة.

أو الشخص الذي يعزز نفسه لفظياً قائلاً لقد عرفت كيف أجيبه، إن التعزيز الذاتي ليس مجرد تهيئة الظروف لحدوث السلوك الذي سيتم تعزيزه، أو حصول الفرد على ما يحبه، ولكنه الحصول على ما هو مرغوب به بعد حدوث السلوك المراد تقويته فقط.

وكما يعتقد (سكنر) فموقع التعزيز الذاتي في الضبط الذاتي ليس واضحاً، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو، هل يستطيع الفرد أن يقوم بذلك فعلاً؟ إن باستطاعة الإنسان الحصول على المعززات المتوفرة بين يديه في أي لحظة يشاء، حتى في حالة عدم قيامه بالسلوك المراد تقويته.

كذلك فالإنسان قد يحاول ضبط ذاته من خلال العقاب الذاتي، مثال على ذلك هو الشخص الذي يقول لنفسه إنني جاهل ليتني لم أتكلم بكلمة.

الانشغال بأشياء بديلة كأحد طرق ضبط السلوك في خطة تعديل السلوك:

أخيراً فالإنسان قد يشغل نفسه بأشياء معينة؛ بهدف الامتناع عن تأدية السلوك غير المقبول الذي يريد تقليله، أحد الأمثلة على ذلك هو قيام الفرد بتغيير موضوع النقاش ليبتعد عن الخوض في موضوع معين يتوقع أن تكون مخرجاته غير مرضية.

ولقد أشار (سكنر) في مناقشة للضبط الذاتي إلى أن تعداد طرق تنظيم الذات لا يفسر أسباب القيام بها، فمن السهل أن ننصح المدخن بالإقلاع عن التدخين، من خلال اتباع خطوات معينة إلا أن الفضية هي كيف نجعله يفعل ذلك، إن ذلك كما يعتقد السلوكيون، وظيفة للعوامل البيئية والتاريخ الشخصي للفرد.

تتضمن برامج ضبط النفس المستخدمة في تعديل السلوك على العناصر التالية، رغبة الفرد وإيمانه بضرورة تغيير سلوك محدده بالنسبة له، فاحتمالات نجاح الشخص الذي يرفض ترتيب الذات، أولاً قبل كل شيء يعتقد أنه سينجح في تحقيق ذلك قليلة، مقارنة بالفرد الذي تتوفر لديه الرغبة والقناعة.

وأيضاً تحديد السلوك المستهدف وتعريفه واللجوء إلى معايير محددة للحكم على أهمية تغير السلوك في حالة حدوثه، وبالإضافة إلى المراقبة الذاتية جمع المعلومات عن السلوك المستهدف، والتقييم الذاتي تقييم تلك المعلومات بناء على المعايير التي تم تحديدها.

وغالباً ما تبتدئ برامج الضبط الذاتي بالمراقبة الذاتية، فالمراقبة الذاتية وبيان للشخص طبيعة السلوك ومقدار المشكلة التي يعاني منها، ولقد أوضحت بعض الدراسات أن المراقبة الذاتية، قد تؤدي في كثير من الأحيان إلى زيادة السلوك المقبول وتقليل السلوك غير المقبول.

إحدى هذه الدراسات هي تلك التي قام بها (برودن وزملاؤه) فلقد طلب هؤلاء الباحثون من طالب في الصف الثاني الإعدادي، أن يسجل عدد المرات التي يتكلم فيها دون إذن المعلم في غرفة الصف، في المرحلة الأولى من المراقبة الذاتية تبين أن معدل حدوث ذلك السلوك قد انخفض.

أما في المراحل التجريبية المتأخرة أصبح تأتي المراقبة الذاتية في السلوك أقل فأقل، إن ما نستنتجه من هذه الدراسة هو أن المراقبة الذاتية لها أثر إيجابي، ولكن هذا الأثر قد يكون مؤقتاً، وعند اللجوء إلى الضبط الذاتي يجب التأكد من أن الفرد يقوم بقياس سلوكياته بشكل دقيق.

فالمعالج السلوكي لا يلجأ إلى هذا الإجراء لتعميم السلوك، إلا إذا استطاع التحقق بشكل أو بآخر من صحة المعلومات التي يزوده بها الفرد، وبالإضافة إلى التعزيز الذاتي في حالة تحقيق الهدف والامتناع عنه أو اللجوء إلى العقاب الذاتي في حالة عدم تحقيقها.

وفي هذه المرحلة يقوم الفرد بتعزيز نفسه عندما تتحقق الأهداف، والتعزيز الذاتي هو العنصر الأساسي في عملية الضبط الذاتي، وهكذا فإن الضبط الذاتي وفقاً لمبادئ تعديل السلوك لا يتم بتجنيد قوي نفسية داخلية، إنما بضبط المتغيرات ذات العلاقة بالسلوك بشكل عام.

فضبط النفس ليس ممارسة للإرادة الحرة أو تحمل المسؤولية الشخصية أو التفكير في مشكلة ما للوصول إلى قرار عقلاني بشأن ما يجب عمله من أجل إيجاد حل لها، ولكنه يعني القيام بسلوك يستطيع تغيير احتمالات حدوث سلوك آخر، ويعني ذلك تعلم أساليب ضبط الذات بالطرق نفسها التي تستخدم لتعلم المهارات الأخرى.


شارك المقالة: