التوجيهات الخاصة بمناهج التربية الفنية للمعاقين بصريا

التربية الفنية هي عبارة عن علم يطل فيه الفرد الممارس والفرد المنتج على عالم رحب وعالم واسع من الجمال يأخذ منه هذه القوانين التي بنيت على أساسها الحياة، ويدرك من خلالها العلاقات الفنية الفريدة وحتى يكشف سر ذلك الجمال ويقدم رؤية ملائمة ومغايرة لما قد شاهدها غيره.

دور التربية الفنية مع ذوي الاحتياجات الخاصة

للفن دور إيجابي في بناء شخصية التلميذ الذي يعيش في المجتمعات المعاصرة، فيساهم مساهمة إيجابية في تطوير شخصية التلميذ من الجوانب العقلية والنواحي الوجدانية، وكذلك الحسية والحركية، للفن ضرورة ودوره في تطوير شخصية التلميذ وتنميتها، وإضافة إلى العمل على تهذيبها.

ففي الفن يجد التلميذ متعة كذلك فرصة على الإبداع، يدرك التلميذ أثر الألوان وأثر الرسوم عليه وعلى ما يقوم به من أعمال، وعلى ما تشكل لديه من رؤى ومن أفكار، والتي تتنوع في طبيعتها بين تلميذ إلى آخر، وأن التلاميذ ما قبل المدرسة فضوليين فيما يخص عالمهم، وهم يطورون عن طريق الخبرات اليدوية أو الخبرات العملية بالنسبة لهم.

ومن المحتمل أن تكون النشاطات الفنية فرصة تعليمية، كما يتمكن التلاميذ الصغار باستعمال تخيلاتهم، أن يفكروا وأن يخططوا وأن يبتكروا أفكار مرتبطة بهم، وإن حاجاتهم للحركة، وكذلك حاجتهم للتعبير عن الذات وحاجتهم للإنجاز تتحقق عن طريق عملهم بمواد مجسمة، وبينما هم يقومون بتطوير المهارات الرئيسية باستعمال وسائل الفن.

فإنهم بذلك يعبرون عن مشاعرهم ويعبرون عن أفكارهم، فتلميذ مرحلة ما قبل المدرسة يعيش في جو من الحرية وفي جو من التلقائية بتشرب فيه بصورة غير مباشر بناءً على ما يراه، ويتعلم التلاميذ هذه المكتسبات من المشي ومن الكلام إضافة إلى الآداب البسيطة، ويميل التلميذ بطبيعته إلى القيام بأنشطة والقيام بتصرفات تعبر عن بعد فني وعن بعد جمالي.

إذ يتجه غالباً تجاه كتابة خربشات وكتابة رسومات تتعلق بأنشطة التعلم، وتتعلق بأنشطة الإعداد في مؤسسة التعليم الأولى ويستطيع من خلالها العمل والملاحظة، إضافة إلى الشرح والتواصل واستعمال الجسم والأدوات وكذلك التمارين التخطيطية، والفن يعمل على تعزيز وعلى تنمية التطور الجسدي والتطور الاجتماعي وكذلك الانفعالي والمعرفي عند التلاميذ.

فهو يعمل على تنمية التطور الجسدي عن طريق الحركات المستعملة في عمليات التلوين، والرسم وحتى في عمليات الخريشة، فجميع تلك الحركات يعمل على تحسين المهارات الحركية الدقيقة، وعندما يشكل التلاميذ المعجون، فإنهم يكتسبون من خلالها ضبط لأصابعهم وكذلك لعضلات أيديهم، كما أن كل النشاطات الفنية تعمل على تحسين التناسق الحركي وتحسين التآزر البصري الحركي، وهذا بدوره يساهم في تطور النمو في جوانب مختلفة.

أهداف التربية الفنية العامة لذوي الاحتياجات الخاصة

1- تربية التلميذ حتى يعيش حياة جمالية راقية داخل الإطار الاجتماعي، وتعميق المصطلحات في نفوس التلاميذ خلال العمل الفني وخلال النشاط المنهجي وكذلك اللامنهجي.

2- الكشف عن التلاميذ الموهوبين وتطوير مواهبهم الفنية.

3- تأكيد ذاتية التلاميذ وإعطاء الفرص للتعبير على الانفعالات والفرص لتكوين شخصياتهم.

4- القدرة على الملاحظة والقدرة على الرؤية الدقيقة، إضافة إلى التذوق الفني الهادف.

5- القدرة على التفكير والقدرة على التأمل، ونمو الإحساس وكذلك الإدراك الفني.

6- احترام العمل اليدوي واحترام من يقومون به.

7- إعطاء الفرص للتلاميذ للتعبير عن أي موضوع يقومون باختياره.

8- إعطاء ما يمكن في نفوس التلاميذ للتعبير عنه من خلال الرسم.

9- مساعدة التلاميذ على استعمال بعض الخامات المحلية، بناءاً على اختيارهم في التعبير عن الموضوع معين.

10-تعويد التلاميذ على اكتساب خصال حميدة، مثال عليها الصبر وكذلك الثقة والملاحظة الدقيق إضافة إلى تحمل المسؤولية.

11- تطوير روح التعاون وكذلك العمل الجماعي.

12- تطوير الذوق وتنمية الإحساس الفني عند التلاميذ، والاستمتاع بالقيم الجمالية ومعرف جوانب الخجل.

التوجيهات الخاصة بمناهج التربية الفنية للأفراد المعوقين بصريا

1- توفير الحرية للتلميذ في التعبير الفني، إذ أن لكل تلميذ شخصيته ولكل تلميذ قدراته وكذلك أساليبه الخاصة تتغير بناء على نموه.

2- توفير وسائل وتوفير خامات التعبير المتنوعة التي يسهل على التلاميذ استعمالها، والتي تتمشى مع احتياجاتهم وتتمشى مع مراحل نموهم.

3- أن تكون موضوعات التعبير مما يتعلق بميول التلاميذ، وبما يتعلق بخبراتهم وما يهتمون به من أحداث.

4- أن تستغل القصص في التربية الفنية، وذلك لما لها من مجالات تعمل على اثارة خيال التلاميذ، ويمكن أن تحتوي على العديد مما يوسع معلوماتهم عن البيئات المتنوعة وحياة الشعوب، وكذلك عاداتهم وتقاليدهم وأزيائهم.

5- يفترض أن يستغل في التعبير الفني نشاط التلاميذ الذاتي، وأن يستغل أعمالهم في الحقل وفي الحديقة، وكذلك في النشاط الرياضي والرحلات، مما يساهم في ازدياد نموهم الفني.

6- أن يعمل المدرس على تطوير حواس التلاميذ، بأن يتيح لهم لمس الأشجار ولمس الأزهار وكذلك الطيور.

7- العمل على تزويد التلاميذ بالمعلومات الملائمة عن الخامات، وعن الأدوات التي يستخدمونها خلال مزاولتهم نشاطهم العملي ونشاطهم الفني حتى تكتمل خبراتهم العملية.

8- يجب أن تستغل المواقف المتنوعة في دروس التربية الفنية، في القيام بتكوين الاتجاهات السلوكية السليمة، مثال على ذلك النظام والنظافة وكذلك التعاون وحب الجمال حتى يتطبع بتلك الصفات، وتنعكس على حياتهم.

9- تشجيع التلاميذ على عمل مجموعات من الأشياء الطبيعية والأشياء المصنوعة والجميلة، مثل الأصداف والزهور والريش وكذلك الفراش والمصنوعات الشعبية؛ بهدف غرس بذور التذوق الفني وبهدف الإحساس بجمال تلك الأشياء.

10- إشراك التلاميذ في تجميل المدرسة، وفي تنسيق حجراتها وكذلك في عرض الصور وإعداد الحفلات المدرسية والحفلات المسرحية، وما تحتاج إليه من أعمال فنية وغيرها، مما يشعر التلميذ بالثقة بنفسه ومما يشعره بالاستمتاع بإنتاجه ليطور فيه الناحية الجمالية، ويطور كذلك المقدرة الفنية.

11- يجب أن تستغل التربية الفنية في تحقيق الترابط بين جميع المواد الدراسية، بحيث تعطي عناية خاصة للجوانب العملية في المواد المتنوعة.

دور المربين في التعبير الفني عند الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

1- إثراء بيئة التلميذ بجميع أنواع الاستثارة الحسية والاستشارة البصرية، وكذلك اللمسية والتمييز ما بين السطوح المتنوعة مثل الناعم والخشن والصلب واللين، وكذلك الأشكال الصغيرة والكبيرة.

2- تهيئة الخامات وتهيئة المواد اللازمة للرسم أو تهيئتها للتخطيط والتشكيل، وتشجيع التلاميذ على معالجتها.

3- إثارة جو يتصف بالحرية ويتصف بالمرونة، وكذلك عدم التقيد إضافة إلى تشجيع التلميذ على التعبير الفني عن مشاعره وعن انفعالاته.

4 – تفهم عمل التلميذ وما يحتويه من رموز ومن خيال ومن تحريف.

5- احترام عمل التلميذ وتقديره بجميع الوسائل وعدم التدخل فيه؛ بهدف حلول محدودة لا تتفق مع طبيعة خصائص ومع نموه الشخصي.

6- عدم السخرية منه أو عدم التهكم لتمكينه من اكتساب الثقة بنفسه وتجنبه مشاعر الإحباط.

7- تشجيع التلميذ وتقدير العمل الفني والعمل على إحساسه بقيمة أدائه، وكذلك بإنجازه في جانب التعبير وإثباته على ذلك بصورة معنوية أو مادية.

8- عرض كل الرسوم التي ينتجها التلاميذ دون التقيد بالمستوى الفني.