قديماً كان هناك نوع من الجَدَل حول الابتكار من الناحية الدينية والسياسية، فقد وقفت الديانات موقف التحريم للابتكار على أساس أنَّه بِدعَة، وأمّا من الناحية السياسية فقد اعتبروا الابتكار تقليداً.
حل التوتر بين الابتكار والتقليد
في بدايات القرن العشرين أخذ التّوتر يُحَلُّ تدريجياً بين مفهومي التقليد والابتكار، وبدأ الابتكار يحتل مكانه المركزي بين النظريات حول التغير الاقتصادي والتغير الاجتماعي، وشهدت نهايات القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ظهور العديد من النظريات الجديدة من النَّوع الاجتماعي التي تُفسر الحداثة والتجديد، ثمَّ بعد ذلك نشأت النظريات الأولى للابتكار في علم الإنسان ” الانثروبولوجيا” على يَدّ علماء الأنثروبولوجيا التي فسّرت التغير الثقافي والابتكار في مجالات التجارة والزِّراعة والمنظمات السياسيّة والشؤون الاجتماعية والتكنولوجيا والمعرفة كعمليات.
دور علماء الأنثروبولوجيا في تطور التغير الثقافي
يؤكِّد “نايجل وكريستفور” أنَّ علماء الأنثروبولوجيا في منتصف القرن العشرين قد طوَّروا الدِّراسات في التغير الثقافي الناتجة عن الاتصال بين الثقافات، وتكوين ما يُسمَّى ” بالتَّكيّف الاجتماعي”.
وفي ضوء ذلك وضعت ” بارنيت” نظرية متكاملة شاملة للابتكار وترى أنَّ الابتكار نوع من أنواع السلوك أو الفِكر أو شيء معين جديد يختلف بشكل نوعي عن الأشكال القائمة.