اقرأ في هذا المقال
- الأسرة المشتركة ونظام الإقامة المشتركة من منظور الأنثروبولوجيا الاجتماعية
- الأسرة المشتركة والإقامة عند أهل الزوجة من منظور الأنثروبولوجيا الاجتماعية
- الأسرة المشتركة ونظام السكن مع الأب والد الزوج من منظور الأنثروبولوجيا الاجتماعية
- العلاقات داخل الأسرة المشتركة من منظور الأنثروبولوجيا الاجتماعية
أوضحت الدراسة الجينيولوجية بأن الأسرة المشتركة في مختلف المجتمعات من منظور الأنثروبولوجيا الاجتماعية هي النمط الأسري الشائع. حيث تتكون الأسرة الممتدة المشتركة من الأب والأم والأبناء الذكور والإناث غير المتزوجين والذكور وزوجاتهم وأبنائهم والإناث المتزوجات وأبنائهن وأزواجهن لاحتوائها على أكثر من جيل.
الأسرة المشتركة ونظام الإقامة المشتركة من منظور الأنثروبولوجيا الاجتماعية:
تتسم الأسرة المشتركة في العديد من المجتمعات بنظام الإقامة المشتركة من منظور الأنثروبولوجيا الاجتماعية ولها صورتان:
1- إقامة عند أهل الزوجة وتستمر ١٠سنوات.
2- إقامة في مسكن والد الزوج أو بالقرب منه.
الأسرة المشتركة والإقامة عند أهل الزوجة من منظور الأنثروبولوجيا الاجتماعية:
تتكون الأسرة المشتركة من منظور الأنثروبولوجيا الاجتماعية من الأب والأم وأبنائهم الذكور والإناث وغير المتزوجين، وبناتهما الإناث المتزوجات وأزواجهن وأبنائهن. ويلاحظ أن جميع العائلات تضع في اعتبارها منذ ميلاد الأنثى أن يكون لها جزء في منزل والدها يترك لها ويحدد باسمها (وهو عبارة عن قبوتين أمامهما حوش والقبوتان بدون سقف) وعند بلوغ الفتاة سن الزواج يبدأ الأب في بناء سقف الغرفتين، ويأخذ المنزل.
حيث يأخذ المنزل الشكل الطولي بحيث يتسع لسكن جميع إناث الأسرة. ويلاحظ أنه يوضع باب فاصل بين سكن الابنة وزوجها وبين مسكن والدها حتى لا يحد من حركة العائلتين (عائلة الأب وعائلة الابنة). وتتولى أم الزوج طول الفترة (٣-١٠سنوات) التي تقيم فيها ابنتها معها هي وزوجها، تقوم بمساعدتها في تربية أبنائها واستكمال تدريبها على الأعمال المنزلية نظراً لزواجهما وهي في سن صغيرة لصغر سنها وتحملها مسؤولية أسرة في هذه السن.
أما بالنسبة لطبيعة العلاقات داخل هذه الأسرة فتتسم بطابع التحاشي من جانب زوج الابنة بالنسبة لكل من أم الزوجة وأخواتها الإناث، فهو لا يعتبر في هذه الحالة قريباً ولكن نسيب (زوج ابنتهم). ولذا تتحاشى أم الزوجة أن تظهر أمامه بكثرة إلا إذا كانت في زي محتشم وتكتفي بالسلام علية وبعدها تختفي من أمامه. كما لا يسمح لأم الزوجة بالجلوس في المجلس الذي يوجد فيه زوج ابنتها أو التحدث فيه. ولا بد من مراعاة عدم ارتفاع صوتها أو الضحك أمامه.
أما بالنسبة لأخوات الزوجة الصغار، يتحدثن إليه على أنه قريب. أما الإناث اللاتي يقترب سنهن من سن الزواج فلا يخرجن أمامه إلا في زي محتشم. كما لا يحق لها أن تقف وتتحدث معه في الطريق العام أو التحدث إليه أو تمشي إلى جواره. وإذا كانت إحداهن تقف أمام البيت وتصادف مرور زوج الأخت الكبرى أمامه تسارع بالدخول وغلق الباب حتى يمر.
وعلاقة التحاشي هذه لا تقتصر على الإناث اللاتي في سن الزواج بل تشمل النساء الأخريات اللاتي يقمن في نفس المنزل مع أزواجهن. فمن العيب أن تقف الأخت المتزوجة أمام زوج أختها أو تتحدث معه. وإذا حدث يكون بصورة سريعة خاطفة وسرعان ما تجري الأخت من أمامه.
الأسرة المشتركة ونظام السكن مع الأب والد الزوج من منظور الأنثروبولوجيا الاجتماعية:
يسود النظام السكني في الأسرة المشتركة من منظور الأنثروبولوجيا الاجتماعية بعد زواج الأبناء مع أسرة والدهم وفي نفس المسكن. فقد لوحظ أن جميع بيوت أهال الأسرة المشتركة الأصليين، قد ترك الأب فيها طابقاً بدون سقف (صبه) لحين بلوغ الشاب سن الزواج، ثم استكمال هذه الغرف للسكن معه في نفس المسكن والاشتراك معه في المعيشة. ويتولى والد الزوج مسئولية الإنفاق وتلقى عليه جميع المسؤوليات.
وبذلك تتكون الأسرة المشتركة المقيمة مع والد الزوج من الأب والأم والأبناء غير المتزوجين ذكوراً وإناثاً والأبناء الذكور المتزوجين وزوجاتهم. ويمثل امتلاك البيت للأب عند زواج أبنه شرطاً أساسياً بقبول العائلة للشاب للزواج من ابنتهم. وتمثل وحدة هذا البيت وحدة سكنية اقتصادية قرابية عاصبة، بمعنى أن كل من الأب والأبناء الذكور يعملون في حرفة واحدة. ويتولى الأب رئاسة هذه الأسرة ولابد وأن تكون الكلمة الأولى والأخيرة له.
وليس لأبنائه حق الاختيار أو الرفض كما يقوم بتقسيم العمل بين الأبناء الذكور في الحرفة التي يعملون بها مراعياً في ذلك تدرج السن بين الأبناء الذكور، فيضع للابن الأكبر وضعه بين إخوته الصغار من الذكور والإناث. ويدربه الأب على أن يقوم بدوره عند غيابه للسفر أو عند مرضه. كما يقوم الأب بتوفير جميع طلبات الأسرة من المأكل اليومي، فلا تخرج النساء لقضاء حاجات المنزل لأن ذلك عيب في نظر المجتمع. كذلك يقوم بإحضار الكسوة الشتوية والصيفية للنساء والذكور، وتتولى أم الزوج مهمة تقسيمها على أبنائها الذكور وزوجاتهم وأبنائهم.
العلاقات داخل الأسرة المشتركة من منظور الأنثروبولوجيا الاجتماعية:
وتسود داخل الأسرة المشتركة نمط خاص من العلاقات بين أعضائها من منظور الأنثروبولوجيا الاجتماعية، وهذه العلاقات هي كتالي:
1- علاقة زوجة الابن بوالد زوجها:
يطلق على والد الزوج مصطلح العم (لأن نظام الزواج قديماً هو الزواج العاصب)، وتتسم علاقة زوجة الابن بوالد زوجها بالطاعة والاحترام والاحتشام معه في الحديث وفي ملبسها. فلا تظهر أمامه إلا في زي محتشم وأن يكون رأسها مغطى، كيما لا يسمح لها بالجلوس أمامه أو الضحك، ولكنه عند غياب أم الزوج (العمة) تتولى هي القيام بدورها لتلبية طلبات والد الزوج وأخوته الذكور غير المتزوجين.
2- علاقة زوجة الابن بأم الزوج:
تنادي زوجة الابن أم زوجها بمصطلح عمة؛ لأنها من أقارب الأب، أي أنها زوجة العم، كما تمثل في نظرها امتداداً لسلطة الأب، فتقوم أم الزوج بتقسيم العمل بين زوجات أبنائها طوال أيام الأسبوع (تختص واحدة بصنع الخبز والثانية بطهو الطعام والثالثة بغسل الملابس)، مع ملاحظة أن هذا العمل يتم يومياً نظراً لكبر حجم الأسرة. كما لا يحق لزوجة الابن أن تعترض أو ترد بأي لفظ أو كلمة خارجة على أم الزوج وعليها الطاعة.
3- علاقة زوجة الابن بالإخوة الذكور للزوج:
تتسم هذه العلاقة بطابع التحاشي بالنسبة للأبناء الذكور البالغين تجاه زوجات إخوانهم الذكور. فلا بد أن يراعي الأخ الأعزب عند دخول المنزل أن يعلن عن دخوله بإطلاق كلمات حتى تأخذ زوجات الأخوة حرصهن وأن يلتزمن بالاحتشام. أما من ناحية زوجة الأخ.
4- علاقة الإخوة الأشقاء وغير الأشقاء:
أوضحت الدراسة الجينيالوجية لعينة من العائلات كثرة نظام تعدد الزوجات في العائلة قديماً في الجيل الأول، وقد أخذ هذا النظام يقل في الجيل الثاني حتى انعدمت في الجيل الثالث والرابع تقريباً. ويعود اللجوء إلى هذا النظام التعددي للزوجات بالنسبة للشباب فقط من أجل إنجاب الذكر أو بسبب عقم الزوجة الأولى.
وكثيراً ما يتدخل الوالدان في زواج الابن للمرة الثانية من أجل الإنجاب وبالتالي يكون هناك نوعان من الإخوة: الأشقاء من أم وأب واحد، وغير الأشقاء من أب واحد وأمين مختلفين. وتتسم علاقتهم بطابع الشجار وروح الكراهية المستمرة منذ طفولتهم لأنهم بذلك يمثل كل طرف منهم حالة والدته، وتستمر هذه الروح بينهم حتى سن البلوغ والشباب. وكثيراً ما نجدهم منقسمين على بعضهم بمجرد وفاة الأب. فيبدأ كل أخ بأخوته الأشقاء وتحديد نصيبهم في الملكية ثم الفصل التام للملكية عن ملكية الإخوة الآخرين.