الحاجة إلى الإرشاد لمواجهة ردود الفعل الناتجة من الإعاقة

اقرأ في هذا المقال


الحاجة إلى الإرشاد لمواجهة ردود الفعل الناتجة من الإعاقة:

لا غنى عن الحاجة إلى إرشاد الوالدين في ضل وجود فرد من ذوي الاحتياجات الخاصة في العائلة، مما قد تنطوي عليه ردود الفعل للوالدين نحو الإعاقة من مشاعر هدامة.

حيث يكون للإعاقة تأثيراً في العديد من الأسر، ومنها الصحة النفسية للوالدين، وعلاقة الوالدين بالطفل ذو الاحتياجات الخاصة وبقية الأطفال الأسوياء في الأسرة، والعلاقة الاجتماعية للوالدين وأسلوب حياتهم.

وعليه فقد ظهرت الحاجة الماسة إلى إرشاد والدي الطفل ذو الاحتياجات الخاصة، وأيضاً كافة أفراد أسرته في هذا المجال، من أجل تحقيق ما يلي: مساعدتهم على فهم ردود أفعالهم نحو الطفل ذو الاحتياجات الخاصة وكيفية مواجهتهما لمثل هذه الظروف.

وبالإضافة إلى التخفيف من الآثار السلبية التي تتركها ردود الفعل على الطفل ذو الاحتياجات الخاصة وأسرته، ومساعدتهم على مواصلة حياتهم بصورة طبيعية حتى مع وجود الطفل ذو الاحتياجات الخاصة، والتأكد من توفير الرعاية الملائمة للطفل ذو الاحتياجات الخاصة.

وباختصار يتضمن الإرشاد أو ينطوي في محصلته على مساعدة الأسرة لمواجهة الظروف والاضطرابات والأحاسيس والعاطفة التي يتم رفضها في مرحلة التكيف.

كذلك يهدف الإرشاد إلى تغيير المواقف السلبية أو اتجاهات الوالدين للطفل ذو الاحتياجات الخاصة، واستبدالها باتجاهات إيجابية في سبيل الوصول إلى تكيف ملائم ومناسبة.

وتبرز الحاجة الماسة إلى إرشاد والدي الطفل ذو الاحتياجات الخاصة، حتى أن العديد من الدراسات بينت أنه وفي بعض الحالات قد يكون إرشاد الوالدين أكثر فائدة وفاعلية من استخدام العلاج المباشر مع الطفل ذو الاحتياجات الخاصة نفسه.

استراتيجيات الإرشاد المتبعة لمواجهة ردود الفعل نحو الإعاقة:

قبل الخوض في غمار ما يتضمنه هذا القسم من الإرشاد من التقرير يحسن زمن الجيد مراعاة في ما يلي، بغض النظر عن الاختصاصي المكلف بمهمة إرشاد أسرة الطفل ذو الاحتياجات الخاصة.

ينبغي عليه أن يعمل على إقامة علاقة مهنية بينه وبين المسترشد تقوم على الثقة والألفة، مما يتيح بدوره الفرصة للمسترشد للاستفادة من الخدمة الارشادية على أكمل وجه.

إن إرشاد والدي الطفل ذو الاحتياجات الخاصة يمثل تحديداً للمرشد، يكمن فيه تحديد اتجاهات والمشاعر الحقيقية للوالدين المتعلقة بطفلهما ذو الاحتياجات الخاصة وردود أفعالهما وهمومهما.

إن مجرد تحديد مخاوف الوالدين يسمح للمرشد بالتنبؤ بالصعوبات المستقبلية، والتي يمكن أن توجهما الأسرة مما جعل من الممكن التدخل بشكل مناسب لمنع حدوث هذه المشكلات.

يجب أن يفهم المرشد أيضاً حاجات كل فرد من أفراد الأسرة التي يكون لديها فرد من أفراد ذوي الحاجات الخاصة، وأيضاً الحاجات الكلية للأسرة كوحدة متكاملة.

أيضاً يجب على المرشد أن يحترم مشاعر الوالدين، ويأخذ بعين الاعتبار آرائهما وتصوراتهما التي ستضفيهما أكثر دقة يساعده في بناء تقديراته وانتقاء الإجراءات والأساليب الإرشادية الأكثر فاعلية في إيصال المعلومات وتقديم الدعم النفسي الهما.

ينبغي أن يكون المرشد على علم بالحقائق كاملة، التي تكون حول ردود الفعل الأهل نحو الفرد ذو الاحتياجات الخاصة، وهذا يتطلب منه مرونة تساعده في عمله مع أية حالة باعتبارها فريدة من نوعها.

حيث يوجد فروق في الحاجات إلى خدمات الإرشاد الأسري باختلاف حالات الإعاقة أو الفرد ذو الاحتياجات الخاصة بالانتقال من مرحلة تكيف إلى أخرى، وهذا مؤشر على الاختلاف في استراتيجيات وإجراءات الإرشاد التي يمكن أن يتخلى من خلالها المرشد ليواجه ردود الفعل الوالدين الذين لديهم طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة.

والتي يمكن أن تظهر في المراحل المختلفة من عملية التكيف للإعاقة لأحد أفرادها، مما يقضي من المرشد أن يكون على معرفة ودراية بمؤشرات كل مرحلة لاختيار الاستراتيجية المناسبة لإرشاد الفرد ذو الاحتياجات الخاصة.

هناك مراحل تكيفية مختلفة يمر بها والدي الطفل ذو الاحتياجات الخاصة، من اللحظة التي يدركون فيها حقيقة اختلاف طفلهما عن غيره وانتهاء بقبولهما للواقع.

وقد ضمنت مراحل التكيف لوالدي الطفل ذو الاحتياجات الخاصة، مرحلة الصدمة والرفض والاكتئاب واليأس والنكران والمساومة والقبول.

وأيضاً عدداً من السلوكيات الوالدين الذين لديهم فرد من ذوي الاحتياجات الخاصة، وردود الفعل الوالدين المحتملة التي تدل على طبيعة كل مرحلة من المراحل التي يمر بها الوالدين.

ومن خلال مراحل تكيف والدي الطفل ذو الاحتياجات الخاصة وسلوكياتهم وردود الفعل لهم، ستقرر استراتيجيات التدخل المناسبة لإرشاد والدي الطفل ذو الاحتياجات الخاصة.


شارك المقالة: