اتصفت الحروب الأهلية في إسبانيا بكثرة الصراعات والمنازعات وكما حدث فيها الكثير من الأحداث الشنيعة من قتل ونهب، وقد انتصرت الجبهة القومية الإسبانية والتي كانت تضم مجموعة من الجماعات السياسية، والتي كانت بقيادة الجنرال والديكتاتور الإسباني “فرانسيسكو فرانكو”، وقد حدث خلال تلك الحرب تدخل عسكري إيطالي والماني، حيث قامت إيطاليا بإرسال القوات البرية وقامت ألمانيا بإرسال القوات الجوية تشارك في الحرب الإسبانية الأهلية.
الحرب الأهلية في إسبانيا:
تم إرسال العديد من الوحدات العسكرية من متطوعين شيوعيين واشتراكيين وقد شاركوا إلى جانب القوات الإسبانية، ورغم كثر منازعات الحرب الأهلية، إلا أنها لم تتصاعد إلى حد كبير، وخلال تلك الحروب ظلَّت بريطانيا وأمريكا وفرنسا محايدة بالنسبة للحرب الأهلية الإسبانية ورفضت إرسال المعدات العسكرية إلى إسبانيا.
وقد كانت إسبانيا تعتمد في سياستها الحاكمة عدة نظريات، منها: نظرية الطبقات الاجتماعية ونظرية توزيع الأراضي جميعها للجميع والعمل على تدمير الكنيسة الكاثوليكية، أما النظرية الثانية التي كانت سائدة في إسبانيا فهي كانت تعتمد الدين كحد فاصل في الحياة الاجتماعية وكما كانت تؤمن بالتقاليد والاستقرار التسلسل الهرمي في الحكم.
وتعرَّضت الحكومة الإسبانية لحصار من قبل القوميين، فقامت بالهرب من مدينة فالنسيا إلى مدينة مدريد، وقد كانت الحكومة الإسبانية حينها فقدت جميع جيوشها العسكرية ولم يبقَ لديها سوى بعض القوات العسكرية البحرية والجوية، ورغم استخدام إسبانيا الدبلوماسية في جمهوريتها إلا أنها لم تكن ذات فعالية؛ وذلك لأنه لم يكن لها حليف سوى المكسيك والاتحاد السوفيتي، بينما رفضت أقرت الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية بعدم التدخل بالحرب الأهلية إسبانيا خوفاً من توسع وتيرة الحرب.
وفي عام 1936 ميلادي تم إجراء انتخابات ونجح فيه تحالف الجبهة الشعبية في إسبانيا، وقد قام ذلك التحالف بالسيطرة على الاتحاد الوطني للعمل في إسبانيا؛ ممّا أثار العنف السياسي والصراعات في إسبانيا وقام العمال الذين لا يملكون الأراضي بالاستيلاء على الأراضي الزراعية وقاموا بقتل رجال الدين وحرق الكنائس في إسبانيا، ونتيجة لذلك انحدرت إسبانيا نحو الحرب الأهلية، فقام حينها شخصيات بارزة في الجيش الإسباني بالتخطيط للانقلاب على الحكم، وقد كانت نتيجة تلك الحروب انتصار الحزب القومي والذي كان بقيادة الجنرال “فرانكو”.