وُجِد في العالم الكثير من الحضارات الإنسانية التي تدل على إقامة الإنسان في تجمعات سكنية تتشابه مع المدن الحديثة في الوقت الحالي.
حضارة ما بين النهرين:
يرى أكثر المؤرخين وعلماء التاريخ أن أغلب المدن القديمة كانت موجودة في منطقة ما بين النهرين، التي تُعرَف الآن بسوريا والعراق، ومؤرخون آخرون أن أغلب التجمعات الحضرية ظهرت في منطقة الهلال الخصيب التي تضم في الوقت الحالي الأردن والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين.
حيث أن هذه المدن مكونه من بيوت مبنية من الطين محاطة بأسوار عالية تستخدم من أجل الدفاع عن المدينة، وبعض المدن لم يتفق علماء التاريخ والآثار عليها وعلى وجودها، حيث قام العالم “كينيون” بدراسة عن حضارة الهلال الخصيب أنها بدأت هذه الحضارة منذ ثمانية الآف سنة قبل الميلاد في المنطقة الموجودة بين النهرين.
العالم “وليز” يرى أن هذه الحضارة بدأت ونشأت قبل خمسة الآف سنة قبل الميلاد، وذلك من خلال الدراسة التاريخية التي قام بها في المدن الأثرية التي درس عنها في الأردن.
من المدن الحضارية التاريخية التي وجدت في منطقة الهلال الخصيب مدن السومريين ومدن الأكاديين، حيث يعتقد العلماء أن هذه الحضارة تُعَد من أول الحضارات التي وجدت ونشأت على وجه الأرض، ومن بين المدن الحضارية التاريخية في نفس الفترة هي مدينة أور ومدينة لاجاش ومدينة ايريك ومدينة اريدو ومدينة كيش ومدينة آشور ومدينة بابل التي تم إنشاؤها في القرن السادس قبل الميلاد.
الحضارة المصرية القديمة:
تمَّ العثور على بعض المدن أو القرى الكبيرة الموجودة حول دلتا نهر النيل، حيث أن هذه القرى كانت عبارة عن وحدات سياسية مستقلة عن بعضها البعض، وكانت الأنشطة الأساسية في هذه القرى هي الأنشطة والأعمال الزراعية وبدأت المدن الحضارية القديمة في الانتشار حول ضفتي نهر النيل ومنها: مدينة طيبة ومدينة منفيس ويوجد في التجمعات السكنية أسواق تجارية من أجل بيع وتوزيع الناتج الزراعي.
كما أن النشاط الصناعي لم يكن موجود في هذه المدن الحضارية أو تنظيم حضاري يتناسب مع الحضارة في تلك الفترة، وتمَّ ملاحظة وجود تعاون بين المدن الحضرية المصرية القديمة أو أي نوع من أنواع المعاهدات للدفاع المشترك.