الحضارة المينوية في اليونان

اقرأ في هذا المقال


عندما كانت الحضارة الفرعونية وحضارة ما بين النهرين في أوج ازدهارها، ظهرت الحضارة في حوض بحر إيجة أول الحضارة المينوية، وكان أول ظهور لها في مدينة كريت، ومن ثم امتدت إلى كنوسوس ومدينة فايستوسوهاجيا وماليا وغيرها من المدن، ومن ثم تلتها الحضارة الميكينية، والتي ظهرت في شبه جزيرة المورة وفي جزيرة طروادة، وذلك في عام 3000 قبل الميلاد، وقد انتشرت تلك الحضارة في قبرص وفي شبه جزيرة اليونان وفي جزر الأيونية، وامتدت عروق تلك الحضارة إلى سوريا ومصر وفلسطين وغرب البحر المتوسط.

أصل تسمية الحضارة المينوية:

إن أصل تسمية الحضارة المينوية بهذا الاسم، يعود إلى “مينوس”، والذي تم ذكر اسمه في الأساطير الإغريقية، وقد كان مينوس سيد البحار وواضع للقوانين، وقد كان صديقاً لزيوس، وقد سكن في جزيرة كريت، والذي كان موقع جزيرة كريت المتوسط بين الحضارات القديمة، سبباً لتحويلها إلى أهم مركز تجاري وبحري قوي في المنطقة، وقد بلغت الحضارة المينوية ازدهارها في عام 2000 قبل الميلاد، وذلك عندما كانت الأسرة الثانية عشر تحكم مصر، وبقيت تلك الحضارة مزدهرة قرابة الستة قرون.
وقد دلَّت الكشوفات والدراسات الأثرية في فيسوس أفسوس على المستوى العالي الذي وصلت إليه الحضارة المينونة من ثقافة وازدهار ورقي، حيث دلت الدراسات والكشوفات الأثرية على القصور الملكية المزخرفة بأجمل الزخارف وأروعها، حيث كانت تحمل تلك القصور على زخارف وصور ملونة، كما احتوت على أعمال معدنية مشغولة بالذهب والنحاس والبرونز، وكما ضمت تلك الحضارة على الحلي ذات الشكل والصياغة المميزة، كما احتوت ايضاً على مصنوعات فخارية تنم عن مدى الفن والروعة في الصنع، وقد تم بناء قصر “التيه”، الذي يضم عدة غرف وطوابق، حيث يدل على الإبداع الهندسي في تلك الحضارة.
وقد كان شعب الكريتي أول الشعوب الأوروبية الذين عرفوا الكتابة، فقد تم وجود نقوشاً تشبه الهيروغليفية وحروفاً خطية تدل على تفصيلات كثيرة في حضارة البحر المتوسط، حيث تركزت تلك الحضارات في السواحل اليونانية، ولم تصل تلك الحضارة إلى مدن كريت، والتي كانت تبعد عن السواحل اليونانية، حيث لو تم الكشف على تلك المدن، لتم رؤية تلال وخرائب، ولم يكن يتم بناء أسوار لحماية تلك المدن.


شارك المقالة: