الخليفة منتصر بالله محمد بن جعفر المتوكل

اقرأ في هذا المقال


الخليفة منتصر بالله محمد بن جعفر المتوكل:

هو محمد المنتصر بن جعفر المتوكل، ولد عام (222 هجري)، بسامراء، ووالدته أمُّ ولد رومية، تُدعى حبشية، يُكنى أبا جعفر، وقيل: أبا عبد الله، وكان وسيم الوجه، أسمر اللون، أعين واسعة، أقنى، ربعة، جسيماً، بطيناً، مليحاً، وافر العقل، مهيباً، راغباً في الخير، قليل الظلم، مُحسناً إلى العلويين، وصولاً لهم، أزال عن آل أبي طالب ما كانوا فيه من الخوف والمحنة بمنعهم من زيارة قبر الحسين، وردَّ على آل الحسين (فَدَك)، وكان قصيراً، جيد البضعة، وكان ‏ فيما ذكر مهيباً.

الأحداث التي جرت مع الخليفة المنتصر:

بويع بالخلافة بعد قتل أبيه في الرابع من شوال من عام (247 هجري)، واتهم الفتح ابن خاقان بقتل أبيه، لذا فقد قتله بأبيه. كان يُحب الأتراك قبل توليه الخلافة فلما تولّاها أصبح يسبُّهم، ويقول عنهم: قَتَلة الخُلفاء. وقد حرّضه أحمد بن الخصيب وزيره، والقائدان التُركيان وصيف وبغا على عزل أخويه: المعتز، والمؤيد من ولاية العهد ومبايعة ابنه عبد الوهاب، ولم يزالوا يلحّون عليه حتى فعل، وقد وافق المؤيد خوفاً، ورفض المعتز فأُهين ثم أقنعه أخوه المؤيد فوافق.

ولم يبق المؤيد أن وُجد مغتولاً وميتاً على فراشه بيد خادمه، وفي روايةٍ أنه بقي حتى خُلع وقُيّد وضُرب فمات في خلافة أخيه المعتز. وأرسل القائد وصيف التركي لغزو بلاد الروم عن طريق ملاطية بمكر أحمد بن الخصيب، وطلب الخليفة من وصيف أن يبقى في الثغور أربع
سنوات يغزو كلما حان وقت الغزو.

وسار محمد بن عمرو الشاري نحو الجزيرة في جهة الموصل، فبعثَ إليه المُنتصر القائد إسحاق بن ثابت الفرغاني فأسره، وأرسله إلى الخليفة حيثُ قتل مع بعض أنصاره الذين أخذوا أسرى معه. ومات المنتصر في الخامس من ربيع الثاني أي أن مُدة حكمه لم تزد على ستة أشهر سوى يوم واحد، وقد اختلف في سبب موته، فقيل: إنه مات بالذبحة التي أصابته في الخامس والعشرين من ربيع الأول.

وبقي فيها عشرة أيام ثم مات وقيل: إنه سم بالكمثري، وقيل: إنه قُصد بمبضع مسموم، وهو أول خليفةٍ من بني العباس، فيما بعد عرف قبره؛ وذلك أن أمه طلبت إظهار قبرة. وبويع بعده ابن عمه المستعين. أما الإمارات فلم يتغير وضعها بعد عن العصر العباسي الأول وخاصةً أن خلافة المنتصر ليست سوى ستة أشهر، وبقيت الإمارات محصورةً في المغرب، أما في المشرق فلا نعدّ إمارة الطاهريين دولةً أو دويلة لأنها لم تخرج على العباسيين أبداً. وبقي الوالي يُعيّن من قبل الخليفة، وإن كانت الإمرة محصورة فى أبناء طاهر بن الحسين.

الإمارة الصفرية في عهد المنتصر:

أما الإمارة الصقّارية فلم تظهر كدولة بعد إذ لم تخرج على الخليفة، وإن كان مؤسسها يعقوب بن الليث الصفار قد بدأ يتوسع فانطلق من سجستان نحو هراة وضمّها إلى إمرته. وفي الأندلس كانت الإمارة لمحمد بن عبد الرحمن الثاني منذ عام (238 هجري)، وقد سار المسلمون في هذه الآونة إلى برشلونة فملكوا ضواحيها، ودخلوا قعلتين من قلاعها، ثم عادوا، ولم يستطيعوا اقتحامها، وكانت قد أصبحت بيد النصارى.

إمارة الأدارسة في عهد المنتصر:

وكانت إمارة الأدارسة في اختلافات شديدة إذ كانت ترضخ تارةً لسلطة صديق الريف علي بن عمر بن إدريس وتارةً لسلطة ابناء القاسم بن إدريس ايضاً إلى ثورات عبد الرزاق الفهري أحد زُعماء وقادة الخوارج الصفرية الذي أجبر علي بن عمر بن إدريس إلى الفرار إلى أوربا، ولكن أهل فاس استدعوا ابن أخيه، وهو يحيى بن إدريس بن عمر بن إدريس وبايعوه وبقي طيلة وقته يُقاتل الخوارج حتى قتله الربيع بن سليمان عام (292 هجري).

إمارة الخوارج في عهد المنتصر:

وأمَا إمارة الخوارج الصفرية فى سجلماسة فكان إمامها ميمون بن بقية، وقد استمر حُكمه لها من (224 – 263 هجري)، وكانت متصرفةً إلى أمورها الخاصة بها. وإمارة الخوارج الأباضية في تاهرت كان إمامها أفلح بن عبد الوهاب والذي دام حكمه من (208 – 258 هجري)، وكذلك فهي إمارة قد اهتمت بقضاياها الداخلية.

إمارة الأغالبة في عهد المنتصر:

وإمارة الأغالبة في القيروان يحكمها أحمد بن محمد الأول أبو العباس (242 – 249 هجري)، وكان الفتح الإسلامي يسير في جزيرة صقلية، وقد توفي القائد العباس عام (247 هجري)، فولّى الناس عليهم ابنه عبد الله وقد تمكن من فتح عدة قلاع، وبعد خمسة أشهر أرسل الأغالبة أميراً على الجزيرة خفاجة بن سفيان.

إمارة بني زياد في عهد المنتصر:

وإمارة بني زياد في اليمن وقاعدتها زبيد كان أميرها إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن زياد، وحكم الإمارة (242 – 289 هجري). وإمارة بني يَعْفُر في صنعاء، وقد بدأت في (شبام)، ثم أستولت على صنعاء أيام أسعد بن أبي يَعْفُر الحوالي من بني زياد، وأسس هذه الدولة إبراهيم بن يَعْفُر (225 – 260 هجري).


شارك المقالة: