اقرأ في هذا المقال
عند بداية الحرب العالمية الأولى والثانية لم توافق الدنمارك على المشاركة في الحرب، في تلك الفترة قامت ألمانيا النازية بغزو الدنمارك حتى تمكنت من احتلالها، أثناء وقوع الدنمارك تحت حكم ألمانيا النازية كانت تقوم الدنمارك بإدارة الأمور الإدارية في الدولة وقامت ألمانيا بوضع قواتها العسكرية لحكم الدنمارك، عانت الدنمارك خلال فترة حكم ألمانيا من حالة من الاضطرابات السياسية بين الحزب الجمهوري والديمقراطي.
العلاقة بين الدنمارك وألمانيا:
قبل بداية الحرب العالمية الثانية كانت هناك علاقات حدودية بين الدولتين، فقد كانت الدنمارك تمتلك سفارة لها في مدينة برلين الألمانية، وبدأت بعد ذلك الصراع الألماني الدنماركي في معركة “شليسفيغ”، وذلك عندما قامت القوات العسكرية البروسية بمهاجمة مدينة شليسفيغ الألمانية فدار بعد ذلك صراع بين الدنمارك وبروسيا والنمسا، وقد دارت الصراعات بين دوقيات تلك الدول في البداية والذين كانوا يسعون إلى حكم دوقية شليسفيغ، وانتهت الحرب بانتصار ألمانيا والتي نتج عنها تنازل الدنمارك عن دوقية شليسفيغ بموجب “معاهدة فيينا”.
الدنمارك في الحرب العالمية الأولى:
لم توافق الدنمارك المشاركة في الحرب العالمية الأولى، وتم إجراء المفاوضات معها من قِبل الدول الحلفاء بعد هزيمة ألمانيا في الحرب وذلك بعد إصدار الولايات المتحدة الأمريكية قراراً بحرية الدول الأوربية بحرية تحديد مصيرها والحصول على الاستقلال، وقد كان من ضمن تلك القرارات حرية دوقية شليسفيغ في تحديد مصيرها والتي كان يعيش فيها الأقليات العرقية وأن يتم إجراء انتخابات ديمقراطية، فتم تقسيم دوقية شليسفيغ إلى ثلاثة أقسام بين ألمانيا وبريطانيا والدنمارك، فقامت بريطانيا بتقديم التنازلات لألمانيا والتي قامت حينها بالتنازل عن جزء من أراضيها في دوقية شليسفيغ لصالح ألمانيا.
تم بعد ذلك عقد “معاهدة فرساي” والتي تم من خلالها عقد انتخابات في أراضي دوقية شليسفيغ التي تحكمها ألمانيا والدنمارك، حتى تم الاتفاق على ضم الأراضي إلى الدنمارك والعمل على توحيد الدنمارك، وبقيت المناطق الواقعة تحت الحكم الألماني واقعة تحت الرقابة الدنماركية؛ وذلك بسبب زيادة عمليات التهريب والقتل التي كانت تتم من خلال تلك الحدود.
الدنمارك في الحرب العالمية الثانية:
عند قيام ألمانيا النازية بغزو الدنمارك قامت بقتل الآلاف من الجنود الدنماركيين، يعود سبب قيام ألمانيا النازية بغزو الدنمارك لعدة أسباب من تلك الأسباب، أنّ ألمانيا كانت تخطط لغزو النرويج وكان لا بد لها من بناء قاعدة لها في الدنمارك والتي كانت مجاورة للنرويج، كما كان شبه جزيرة يوتلاند والتي يسكنها الكثير من السكان الألمان واقعة تحت الاستعمار الدنماركي، وقد كانت ألمانيا تسعى إلى ضمها إلى أراضيها، كما كانت بريطانيا تخطط لغزو الدنمارك؛ ممّا دفع ألمانيا لغزوها قبل بريطانيا؛ وذلك خوفاً على سيطرة بريطانيا على المستعمرات الألمانية في الدنمارك.
في عام 1940 ميلادي بدأت ألمانيا النازية بتنفيذ غزواتها على الدنمارك، فبدأت بغزو ميناء كوبنهاغن، حاولت القوات الدنماركية مقاومة الهجوم الألماني لكنها لم تتمكن من ذلك، ومن ثم قامت ألمانيا بإرسال طائراتها وأجبرت القوات الدنماركية على الاستسلام وقالت لهم لأنّها تهدف إلى حماية الدنمارك من الغزو الفرنسي والبريطاني، قامت الدنمارك بإرسال تحذيرات إلى ألمانيا النازية وهددتها بالمقاولة، إلا أنّ ألمانيا لم تستجيب إلى تحذيرات الدنمارك.
أدى الهجوم السريع الذي قامت به ألمانيا على الدنمارك على عدم مقدرة الدنمارك الإعلان عن الجرب وخاصةً كون ألمانيا كانت تفوقها عدداً وقوةً، ومن العوامل التي ساعدت ألمانيا في السيطرة بسرعة على الدنمارك هو أنّ الأراضي الدنماركية أراضي منبسطة؛ ممّا سهل ذلك سرعة الدبابات الألمانية في الدخول إلى الدنمارك، بالإضافة إلى أنّ الحدود الدنماركية كانت حدود مفتوحة ولم يكن فيها قوات دفاع حدودية، أثناء بدء الغزو الألماني للدنمارك تم القتل الكثير من الجنود الدنماركيين؛ ممّا دفع القوات الدنماركية إلى إعلان الاستسلام.
رأت الدنمارك بأنّها لا يمكنها الاستمرار في المقاومة ضد المانيا ولا بد لها من الوصول إلى اتفاق مع ألمانيا، كانت ألمانيا تسعى للسيطرة على جزيرة يوتلاند؛ وذلك كونها أرض منبسطة وتساعدها في تنفيذ عملياتها العسكرية، بعد سيطرة ألمانيا على الدنمارك قامت بريطانيا بالسيطرة على جُزر الفارو الدنماركية، حتى أصبحت جُزر الفارو تحت سيطرة بريطانيا، حاولت ألمانيا السيطرة على جزر الفارو وسلبها من بريطانيا، وعلى الرغم من الهجمات المتكررة لكنها لم تتمكن من سلبها من بريطانيا.