الدولة العثمانية بين الضعف والقوة

اقرأ في هذا المقال


لماذا خافت أوروبا من الدولة العثمانية؟


على الرغم من الكثير من الصعوبات التي واجهت الدولة العثمانيّة، كان الضعف العثماني الداخلي واضحًا فقط للمراقبين العثمانيين والأجانب الأكثر تميزًا، خلال معظم القرن السابع عشر، ظل معظم الأوروبيين يخشون الجيش العثماني كما حدث قبل قرنين من الزمان، وعلى الرغم من انخفاض قدرته، إلا أنه ظل قويًا بما يكفي لمنع المتمردين الإقليميين من تولي السيطرة الكاملة، وحتى القيام ببعض الفتوحات الأكثر أهمية في كل من الشرق والغرب.


عانت الإمبراطوريّة العثمانيّة من الهزائم لأول مرة، لكنها احتفظت بقوة احتياطيّة كافية لاستردادها عند الحاجة ولمنع فقدان أي جزء لا يتجزأ من أراضي الإمبراطوريّة العثمانيّة، على الرغم من تدمير البحريّة العثمانيّة على يد أسطول العصبة المقدسة في معركة ليبانتو (1571)، إلا أنها كانت قادرة على إعادة بناء واستعادة السيادة البحريّة في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​خلال الفترة المتبقية من القرن السادس عشر ومعظم القرن السابع عشر.

قوة الدولة العثمانية وهيبتها:

تمّ استرجاع تونس، من هابسبورغ الإسبانيّة (1574)، فاس (الآن فاس، المغرب) من البرتغاليين (1578) وجزيرة كريت من البندقية (1669)، نتيجة لذلك استمرت أوروبا في الخوف من العثمانيّين، لم يحاول أحد أن يزعج معاهدات السلام غير المستقرة التي أبرمت في سنوات السلطان سليمان القانوني الأخيرة، وكان العثمانيون محصنين من ضعفهم لبعض الوقت.


على الرغم من الاضطرابات التي تسببت في إزعاج الجسم السياسي للدولة العثمانيّة، قام العثمانيون من حين لآخر بحملات وفتوحات جديدة، عندما غزت إمارة موسكو الصاعدة آخر الدول المغوليّة في آسيا الوسطى ووصلت إلى بحر قزوين، ممّا شكل تهديدًا للمواقع العثمانية شمال البحر الأسود وفي سلسلة القوقاز، فتح السلطان مراد الثالث الأجزاء الشماليّة من القوقاز، مستغلاً الفوضى الواقعة في إيران التي أعقبت وفاة شاه أحمد الأول عام (1576)، استولى على أذربيجان التي طالما طال انتظارها.


وهكذا، أوصل الإمبراطوريّة العثمانيّة إلى ذروة امتدادها الإقليمي وأضاف مقاطعات جديدة ثريّة، أنقذت عائداتها، على مدى نصف قرن على الأقل، الخزينة العثمانيّة من أسوأ مشاكلها المالية ومنح الإمبراطوريّة العثمانيّة، فترة راحة يمكن خلالها أن تحاول علاج أسوأ مشاكلها.


شارك المقالة: