العلامات غير اللسانية

اقرأ في هذا المقال


ما هي العلامات غير اللسانية وما هي نسبة الاتصال من خلال العلامات غير اللسانية؟ وهل هناك أمثلة على التواصل غير اللفظي من خلال العلامات غير اللسانية؟

العلامات غير اللسانية

يتواصل المرء كل يوم مع عائلته وأصدقائه وزملائه وحتى الغرباء، ولكن نسبة صغيرة فقط مما يتواصل معهم خلال كل من هذه المحادثات يكون شفهيًا، وتُظهر الأبحاث أن الغالبية العظمى مما ينقله المرء من خلال تفاعلاته مع الآخرين فطري وغريزي، والمعروف باسم التواصل من خلال العلامات غير اللفظية أو غير اللسانية، وتساهم العلامات غير اللسانية مثل حركات الجسم ووضعية الجسم وتعبيرات الوجه والتواصل البصري وإيماءات اليد ونبرة الصوت في كيفية تواصل البشر وفهم بعضهم البعض.

وفي كثير من الأحيان هم غير مدركين لمشاركتهم في التواصل غير اللفظي بين الأشخاص لأن هذه العلامات غير اللسانية والإجراءات متأصلة في كيفية التحدث كبشر ومتأصلة في حياتهم اليومية، وبالنسبة لمحترفي الأعمال يعد التواصل الواضح والفعال مع العملاء والعملاء وزملائهم أمرًا حيويًا لنجاح الشركة.

ومع ذلك غالبًا ما يتم إجراء الأعمال من خلال العلامات غير اللسانية عبر الهاتف والدردشة وأشكال الاتصال الأخرى حيث يتم فقد أدلة السياق غير اللفظية هذه، وعلى العكس من ذلك فإن استخدام تقنية العلامات غير اللسانية عالية الجودة ويضمن الحفاظ على الاتصال غير اللفظي أثناء المحادثات المهمة للأعمال.

ما هي نسبة الاتصال من خلال العلامات غير اللسانية؟

كان هناك عدد من الدراسات حول الموضوع المعقد للتواصل من خلال العلامات غير اللسانية مع نتائج متفاوتة، ومع ذلك يتفق معظم الخبراء على أن 70 إلى 93 في المائة من جميع الاتصالات تكون غير لفظية من خلال العلامات غير اللسانية، وقد قام العالم رولان بارت بدراسة بحثية في مجال الاتصال غير اللفظي من خلال العلامات غير اللسانية في الستينيات.

وفي تجربته الأولى تم إعطاء الأشخاص ثلاثة تسجيلات لكلمة ربما تسجيل واحد للتعبير عن عدم الرضا، وواحد للتعبير عن الإحسان والآخر للتعبير عن الحياد، ثم عُرض على المشاركين صوراً لوجوه أنثوية تعبر عن نفس المشاعر الثلاثة وقيل لهم أن يحددوا مشاعر كل من التسجيلات والصور، وخمن الأشخاص بدقة أكبر المشاعر المنقولة في الصور بهامش 2 إلى 3.

في دراسة ثانية استمع المشاركون في الدراسة إلى تسجيلات من تسع كلمات، وتم تصميم ثلاثة منها للتعبير عن التقارب كعسل وشكرًا وعزيزي، وثلاثة منها لنقل الحياد مثل أوه وحقًا وربما، وثلاثة نقلت كرهًا مثل لا ورهيب وغاشم.

وكانت التسجيلات لمتحدثين يقرؤون كل كلمة ثلاث مرات، ولكل منها نغمة مختلفة: إيجابية وحيادية وسلبية، والنتائج كانت استجابة الشخص لكل كلمة تعتمد على انعطاف الصوت أكثر من اعتمادها على دلالة الكلمة نفسها.

ودفعت هذه الدراسات رولان بارت إلى ابتكار معادلة لوصف كيف يحدد العقل المعنى من العلامات، وخلص إلى أن تفسير الرسالة هو 7 في المائة لفظي، و38 في المائة صوتي، و55 في المائة مرئي، وكان الاستنتاج أن 93 في المائة من التواصل غير لفظي بطبيعته من خلال العلامات غير اللسانية.

أمثلة على التواصل غير اللفظي من خلال العلامات غير اللسانية

يقول العالم السير برايس إن الدراسات تظهر إنه عندما تكون الرسائل غير متطابقة، فإن معظم المستلمين سيصدقون الرسالة غير اللفظية من خلال العلامات غير اللسانية فوق الكلمات المنطوقة، لهذا السبب يعد إدراك الإشارات غير اللفظية خاصة في مكان العمل، أمرًا مهمًا للغاية للتواصل الفعال مع الزملاء والشركاء والعملاء.

ويجب أن يكون الشخص قادرًا على التعرف على بعض العلامات والإشارات والسلوكيات غير اللسانية في مكان العمل من أجل التواصل الفعال، فيما يلي سبعة أشكال من التواصل غير اللفظي من خلال العلامات غير اللسانية في مكان العمل وكيف يمكن استخدامها لتحسين مهارات الاتصال لدى المرء:

1- النغمة الصوتية

أسلوب التحدث وطبقة الصوت ومعدل الصوت ومستوى الصوت كلها عوامل تساهم في فهم المتحدث، والتغييرات في النبرة الصوتية أثناء المحادثة هي أيضًا علامة وإشارة غير لسانية وغير لفظية ملحوظة تساهم في فهم المرء للشخص المتحدث.

على سبيل المثال أثناء محادثة ودية مع الرئيس في العمل أذا تم سأله عما إذا كان يمكن أخذ إجازة الأسبوع المقبل يقول بالتأكيد خذ كل الوقت الذي تحتاجه لكن نبرة صوته تحولت من دافئة ولطيفة قبل سؤال إلى باردة وحادة عندما أجاب، وعلى الرغم من أن كلماته تبدو إيجابية، إلا أن نبرة صوته تشير إلى إنه غير راضي عن طلبك.

2- التململ

عند هز المرء الركبة أو قضم الأظافر أو اللعب بالقلم بشكل ملحوظ جدًا بينما يتحدث شخص آخر قد تعبر هذه العلامات غير اللسانية للمتحدث عن شعور هذا الشخص بالملل أو التوتر أو عدم المبالاة، ووفقًا لجيم بليث فإن التململ هو سلوك إزاحة وإصدار خارجي لما يتم الشعور به في الداخل.

3- تعابير الوجه

نظرًا لأن تعبيرات الوجه مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالمشاعر فإنها تكشف عما يتم التفكير فيه وربما تكون أكبر وسائل التواصل غير اللفظية في الحياة اليومية، فعند عرض منتج جديد على العميل بنظرة خائفة وقلقة على الوجه أو مع قلة الاتصال بالعين، فهذا من شأنه أن ينقل للعميل أن لديه إيمان ضئيل بالمنتج.

بدلاً من ذلك إذا كان يريد حقًا بيع منتجه عليه أن يظهر طاقة إيجابية وحماسًا لتعبيرات وجهه من خلال السماح لوجهه بالحيوية والابتسام وهو يتحدث، وستساعد الإثارة التي تظهر على وجهه في إثارة اهتمام العميل بمنتجه الجديد.

4- حركات الرأس

حركات الرأس هي ناقلات غنية بشكل خاص للتواصل وواحدة من أسهل الإشارات غير اللفظية التي يمكن فهمها، حيث تميل بعض حركات الرأس إلى أن تكون خاصة بالثقافة، مثل الإيماء بالاتفاق مع الثقافات، على سبيل المثال عند التقديم في اجتماع يمكن قياس فهم المشاركين واهتمامهم بالعرض من خلال مراقبة حركات رؤوسهم، وإذا كانوا يهزون رؤوسهم بطريقة لا.

فقد يحتاج الشخص إلى التوقف مؤقتًا والسؤال عما إذا كان لدى أي شخص أي أسئلة لمحاولة فهم ما إذا كان مرتبكًا أو في خلاف معه، وبالمقابل إذا كان المشاركون في الاجتماع يهزون رؤوسهم بطريقة نعم، فهذا مؤشر جيد على أنهم يشاركون ويفهمون ما يحاول إيصاله.

5- إيماءات اليد

تعمل إيماءات اليد على ترقيم الكلمة المنطوقة ويمكن أن تقدم سياقًا مفيدًا حول كل من المتحدث وما يقوله، وتعطي إيماءات اليد أحيانًا أدلة على حالة المتحدث العاطفية، وقد تعني الأيدي المرتجفة أن الشخص قلق أو كاذب، ويمكن أن تشير إيماءات اليد الكبيرة والمتحركة إلى أن الشخص متحمس أو متحمس لما يتم مناقشته.

وفي أوقات أخرى تعطي إيماءات اليد معنى حرفيًا للكلمات المنطوقة، فقد يعطي الرئيس في العمل تعليمات شفهية مفصلة للغاية حول مهمة مع إيماءات يد إضافية لتعزيز كلماته المنطوقة، على سبيل المثال يقول أريد وضع ثلاثة أجسام دائرية هناك، وأثناء نطقه لهذه الكلمات يشير بيده برفع ثلاثة أصابع، متبوعًا برسم دائرة في الهواء، ثم يشير أخيرًا إلى المكان الذي يريده.


شارك المقالة: