المدرسة: تعتبر فترة انتقال الطفل من المجتمع الصغير الذي يعيش فيه (أسرته) إلى مجتمع أكبر وهو (المدرسة) انتقال وتحول كبير في حياته النفسية والاجتماعية، ومع ذلك تعد الأسرة هي مكان التدريب الوحيد للطفل ومع ذلك كان الوالدان المصدر الوحيد تقريبًا للطفل لتعلم استخدام اللغة بشكل جيد.
العلم والتغير الاجتماعي:
يعتقد العديد من الآباء أن الأطفال الصغار سيستفيدون بشكل كبير من المدرسة والتي يمكن أن تلعب دورًا إيجابيًا في شخصية الطفل، والمدرسة تلعب دورًا أكبر في عملية التنشئة الاجتماعية من خلال أداء عدد من الوظائف الاجتماعية والتربوية والتعليمية المختلفة.
ويواجه انخفاض معدل الأمية في عدد من الدول صعوبات عديدة منها مواقف الوالدين تجاه تعليم الأطفال وبشكل خاص الفتيات وتوقع نجاح المدرسة في جذب عدد أكبر من الأطفال لا يزال يعتمد على تغير آراء أولياء الأمور وتغير العادات والقيم الاجتماعية التي تنتشر في المجتمعات.
بسبب مساهمة المدرسة الفعالة في عملية التنشئة الاجتماعية لا تزال العديد من العائلات مترددة في إرسال أطفالهم إلى المدرسة بسبب المهنة والعمل والوضع الاجتماعي والاقتصادي للوالدين والعادات التي تنتشر في بعض المجتمعات مثل العادات في المجتمعات في الدول النامية.
تقوم المدرسة في وضع العادات والقيم الاجتماعية التي تنتشر في المجتمعات في المقدمة في عمليات البحث والتخطيط لتطوير دور المدرسة في عمليات التنشئة الاجتماعية في غير المجتمع وفي عمليات تطوير النظام الاجتماعي والثقافي الفعال، يمكن اعتبار وضع عائلات معينة في مجتمع معين مقابل المدرسة نقطة دخول في تحليل تأثير ثقافة المجتمع المحلي وعمقها وتأثيرها.
النهج الذي تتبعه الأسر في المجتمع تجاه المدرسة له أهمية خاصة في سياق إظهار كيفية تشكل ثقافة المجتمع في الواقع لما يميز المجتمع يكون مستقلاً عن ثقافته، يتم إعداده في شكل أفراد المجتمع ويتخيلهم وفقًا لإدراكهم ووعيهم الثقافي والاجتماعي.
ما يحفز الوالدين على الامتناع عن إرسال أطفالهم إلى المدرسة بعيدًا عن البعد الاقتصادي وسياسة الدولة التعليمية، حتى لو كان تعليم الأطفال يجلب الفوائد لالآباء كثيرًا، مثل الآباء يتأثرون بشكل كبير بمستوى تعليم أطفالهم في سن مبكرة يتأثرون بشهادة أصدقائهم حول فوائد أطفالهم في المدرسة.
تأثير تعليم الأطفال على المجتمع:
يمثل الطفل مستقبل الأسرة قبل أن يمثل مستقبل المجتمع ويجب أن يؤدي تعليم الطفل إلى دور مهم في تحديد المستقبل وهذا عنصر مهم في تحديد سلوك الوالدين تجاه المدرسة.
كتب الكاتب الدكتور مصطفى حدية في كتابه أن التربية الأسرية والمدرسة تختلف باختلاف المجال الذي يمارس فيه وأن الطفل الذي يدرّس في القرى يطور له التعليم المدرسي بسبب إجباره نوعًا من المسؤولية الشديدة، بينما نجد تربية هذا الطفل الأسري في المناطق النائية بسبب ثقلها وهيمنتها على التعليم المدرسي، فإنها تخلق تناقضًا عاطفيًا بين الوفاء أو الخضوع للالتزامات والمهام المدرسية والمشاركة في الأنشطة العائلية اليومية مثل العمل الميداني والرعوي للطفل.
وبالتالي فإن الثقافة والمناخ الاجتماعي للأسرة حاضرة بقوة في حقيقة عملية التنشئة الاجتماعية والالتحاق بالمدارس، مما سيساهم بشكل كبير في عملية التغيرات الاجتماعية في مكان الأسرة وأماكن تلقي الأعضاء التعليم بشكل خاص منذ:
1- يمكن للمدرسة أن تعمل وتنجح في محو تأثير بعض العادات والقيم التي اكتسبها الطفل من عائلته أو أنه يدعم الكثير منها خاصة وأن الطفل لا يزال في مرحلة المرونة العقلية والطبيعية والنفسية.
2- يمكن للمدرسة تعليم الطفل طرق التفاعل الإيجابي مع الآخرين وتكوين روابط اجتماعية مع الآخرين.
3- يمكن للمدرسة من خلال أنشطة تربوية هادفة أن تقضي على بعض الصراع في ذهن الطفل بسبب ما يحدث في المنزل خاصة عندما تحدث مشاكل بين الوالدين أمام الأبناء.
4- يمكن للمدرسة تدريب الطفل على إدارة العلاقات الإنسانية بطريقة منظمة ومخططة.
يمكن القول أن مقدار الوقت الذي يقضيه الطفل في المدرسة خلال اليوم والأسبوع والشهر والسنة حتى مغادرته يمثل مرحلة مميزة تترك آثارها عليه يظهر نفسه، حيث أن الطفل يمتلك العديد من القدرات والاحتياجات الملحة مثل العلاقة مع الأصدقاء، على عكس المناخ الاجتماعي المحدود في داخل الأسرة.
عادة تقدم المدرسة مجموعة من الشروط التي تساعد الطفل على الابتعاد عن كل ما يعيق نموه جسديًا وعقليًا واجتماعيًا وتزويد الطفل بالتجارب اللفظية والحركية والعقلية والاجتماعية ومحو أثر القيم السيئة والعادات التي قد يكون الطفل قد تعلمها في عائلته قبل الذهاب إلى المدرسة.