العمليات التي تساعد على امتثال الأفراد لقيم المجتمع في علم الاجتماع:
توصل المهتمون بهذا الموضوع إلى وجود عمليتين تساعدان على امتثال الأفراد لقيم المجتمع ومعاييره وهي:
- هي عملية التنشئة الاجتماعية وتساعد على إكساب الفرد قيم المجتمع وقوالب السلوك المقبول فيه.
- تشمل على ميكانيزمات الحياة الاجتماعية بشكل يحول دون وقوع الانحراف أو إثارة عوامله.
ولقد انطوى البحث في موضوع النظام الاجتماعي بمعنى أنه ﻻ مزيد من الفحص والتعمق لمفهوم الضبط الاجتماعي، فقد تساءل علماء الاجتماع الأوائل عن العوامل التي تساعد على تحقيق النظام والاستقرار في المجتمع.
وتحدثوا عن السمات الغريزية لدى الإنسان، وأسلوب تهذيبها والسيطرة عليها، وكذلك عن الرأي العام والتوافق الثقافي لدى أعضاء الجماعة ثم أثاروا مسألة الروابط العاطفية بين أعضاء المجتمع ودورها في تحقيق تضامن فعال وقوي، وبحثوا أيضاً في مسألة الاعتماد الوظيفي المتبادل سواء على مستوى الفرد أو المجتمع، وأخيراً تناولوا الضبط الاجتماعي الرسمي الذي يعمل على دعم القوى الإيجابية في المجتمع، وقمع عوامل الهدم فيه.
وفي مجال دراستهم لهذا الموضوع ذهب علماء الاجتماع إلى أن هناك عمليات يتركز هدفها حول المحافظة على النسق وقمع العوامل التي تحول دون ذلك، وهذه أطلقوا عليها الضبط الاجتماعي، كما أن هناك عمليات تهدف إلى التنسيق بين الأفعال الاجتماعية المختلفة، وتلك أطلقوا عليها، التنظيم الاجتماعي، ورأوا أن العمليتين السابقتين وهما الضبط والتنظيم، هما وظيفتين من وظائف النسق السياسي أو من وظائف الدولة.
وقد أسهم كثير من العلماء في دراسة مفهوم الضبط الاجتماعي والاجتماع والقانون، ومن أبرز هؤلاء مونتسيكو في كتابة روح القوانين، حيث يشير إلى أن لكل مجتمع ضوابطه القانونية وهذه تتغير وفقاً لظروف هذا المجتمع واحتياجاته، وكذلك فإن لكل مجتمع قانونه الذي يتلائم مع بيئته الطبيعية والاجتماعية، أي أنه يؤكد على العلاقة بين القانون والضبط والظواهر الاجتماعية والنظم وهذه العلاقة تتألف منها روح عامة تؤثر على السلوك الاجتماعي وتضبط التصرفات وتؤثر على المؤسسات والتنظيمات الاجتماعية والقانونية.
ويثير الحديث عن الضبط الاجتماعي، التعرض لمفاهيم أخرى مثل بناء القوة في المجتمع والسلطة والسيطرة الاجتماعية وغير ذلك من المفايم، ولكن يهمنا هنا أن نشير إلى أهم وسائل الضبط الاجتماعي هي خمس عشرة وسيلة مرتبة من حيث أهميتها وهي: الرأي العام، القانون، العقيدة، الإيحاء الاجتماعي، والتربية، العادة الجمعية، الدين والمثل العليا الشخصية، الشعائر والطقوس، الفن والشخصية والتوعية والتنوير والأساطير والأوهام والقيم الاجتماعية، وأخيراً القيم الخُلقية التي تدافع عنها الطليعة الواعية.