العمل التطوعي في اﻹسلام

اقرأ في هذا المقال


التطوّع هو ظاهرة اجتماعية قائمة على مَرّ العصور منذ بداية البشرية، وهو يتمثّل بقدرات اﻷفراد التي تُبذَل لخدمة الآخرين، وتكون بشكل فردي أو جماعي، ويقوم العمل التطوعي في الإسلام على ترغيب وحثّ اﻷفراد على مساعدة الآخرين، ويكون عنده دوافع شعورية ولا شعورية.

كيف اعتنى علماء اﻹسلام بالعمل التطوعي؟

لقد اعتنى الدين اﻹسلامي الحنيف بالعمل الخيري التطوعي، وجعله من واجبات الكفاية، التي لا بد من إنجازها في المجتمعات على يدّ فئة من المسلمين، ويرتبط التطوع بالواجب، كما ترتبط السّنة بالفرض ارتباطاً وثيقاً، يصل غالباً إلى حدّ تغير المُهمة الواحدة من مكان التطوع إلى مكان الواجب المُلزَم. وذلك في حالة فروض الكفاية؛ التي يتحدد القيام بها لصالح المجتمعات، ويكلّف بذلك شخص أو مجموعة أشخاص، أو جهة محددة تكون مُجهّزة لهذه المهام على سبيل التطوع.
فواجب الكفاية هو واجب تكافلي تنموي، يصل بالأمة إلى مراحل الإشباع الذاتي، أو التنمية الشخصية، وحسن التوظيف لطاقاتها، والقيام بواجب الكفاية من قِبَل أشخاص يسدّ المصلحة العامة، والكل مكلَّفون بسدّها، فالقادرون يُمكنهم أداء عمل التطوّع، وغير القادرين يقدّمون الدعم لهم.

إنَّ العمل التطوعي متنوّع بحجمه واتجاهاته وعوامله، من مجتمع إلى آخر، ومن وقت إلى آخر، فمن ناحية حجم التطوع في حالات الأمن والاستقرار في المجتمع ينقص التطوع بشكل كبير، أمّا في أوقات الحروب والمصاعب الاجتماعية فإنَّه يتزايد، ومن حيت الاتجاهات، فقد يكون تلقائي أو موجَّهاً من قِبَل الدول أو المؤسسات التطوعية في أعمال اجتماعية أو تنموية، ومن حيث عوامله، فقد يكون عامل نفسي، كمحبة اﻵخرين والحثّ على تقديم المساعدة لهم، أو عامل اجتماعي في اكتساب وظيفة أو مهنة ما.


شارك المقالة: