العوامل المرتبطة بالمحيط الاجتماعي للمسن

اقرأ في هذا المقال


تؤثر العوامل التي ترتبط بالمحيط الاجتماعي على المسنين ومن أبرزها المجتمع المحلي والجيرة أو الحي والأسرة.

العوامل المرتبطة بالمحيط الاجتماعي للمسن

1- المجتمع المحلي

يؤثر المجتمع المحلي إلى حد كبير في حياة المسنين وما يلقونه من رعاية واهتمام وبالتالي في مدى تكيفهم لمرحلة الشيخوخة، كما يؤثر المجتمع المحلي بقيمه وعاداته وتقاليده في طبيعة التدخل الاجتماعي ونوع الخدمات التي تقدم للمسنين، فدرجة الوعي بمشكلات المسنين من قبل المجتمع المحلي مهمة جداً في مدى مساهمته بتقديم المساعدات ودعم الأعمال التطوعية الموجهة للمسنين.

كما أن المجتمعات التي تسود فيها الأعمال التطوعية والمبادرات الخيرية يمكن أن تتعدد فيها البرامج والخدمات الموجة للمسنين بحيث تشمل أنوعاً مختلفة من الخدمات دون أن تستحوذ الخدمات الملحة كافة الجهود؛ ﻷنه في هذه الحالة ستلعب اهتمامات المتطوعين والمتبرعين في اختيار الجوانب التي يساهمون بها.

فبينما البعض ستنصب اهتماماته على الجوانب الثقافية وآخر على الجوانب الترفيهية، وآخرون على الجوانب التأهيلية أو المالية وغيرها، ويبقى دور الجهات الرسمية محصوراً في الحاجات الملحة للمسنين، وفي الخدمات التي لا تستطيع المؤسسات غير الحكومية القيام بها.

في هذه البيئة التعاونية التكافلية يمكن للأخصائي الاجتماعي في مجال المسنين أن يلعب دوراً كبيراً في تحديد الاحتياجات وترتيب الأوليات والتخطيط وتنظيم الجهود لتحقيق الأهداف، أما في حالة المجتمعات التي ينخفض فيها مستوى الوعي الاجتماعي وروح العمل التطوعي والمبادرات الخيرية فإن ذلك يؤثر في العمل الاجتماعي الموجه للمسنين وعادة ما تترك مهام رعاية المسنين وتقديم الخدمات الضرورية مناطة بالمؤسسات الرسمية والتي عادة ما تركز على الحاجات الملحة وعدم أخذ مفهوم الرفاه الاجتماعي بمعناه الشامل.

2- الجيرة أو الحي

الحي مجموعة من الأسر التي غالباً ما تتشابه في خصائصها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وتختلف الأحياء بعضها عن بعض في الكثير من الخصائص، ولعل ما يهمنا هنا هو ما يسود الحي من علاقات اجتماعي وما يسود في من تعامل وتعاضد، إن وعي أفراد الحي بمشكلات بعض المسنين الذين يقطنون الحي نفسه، واستعدادهم لمساعدتهم يمكن أن يقدم خدمات كبيرة للمسنين، فعلى سبيل المثال يمكن لسكان الحي أن يساهموا في إنشاء نادي خاص بالمسنين يتيح لهم قضاء بعض الوقت، ويمارسون فيه بعض الهويات التي يميلون إليها.

كما يمكن لسكان الحي تقديم أنواع من الخدمات التي يمكن أن تساعد كثيراً من المسنين المحتاجين لهذه الخدمات، فعلى سبيل المثال يمكن أن تتولى مجموعة من الأسر أو الأفراد مساعدة بعض المسنين الذين لا يوجد من أفرد أسرهم من يرعاهم بعد دراسة لحاجاتهم.

ويمكن أن تشمل هذه الخدمات إعداد وجبات الطعام وإيصالها لمنزل المسن أو مساعدته في شراء احتياجاته من السوق، أو ترتيب مواعيد المستشفى وإيصاله وغير ذلك من الخدمات ويمكن أن تلعب جماعات الجيرة أو الحي دوراً كبيراً في مساعدة بعض المسنين في منازلهم ممن لا تتطلب حالاتهم الصحية أو النفسية خدمات تخصصية.

وقد لعبت الجيرة أو الحي أدواراً كبيرة في تحقيق التضامن والتعاضد الاجتماعي في المجتمع العربي، وقبل التغيرات والتحولات الاجتماعية والاقتصادية التي طرأت على بعض المجتمعات، حيث كان الجيران على علاقة وثيقة بعضهم ببعض، وكانوا يقفون مع جيرانهم في ما يصيبهم من أزمات وكان المسنون المحتاجون يلقون دائماً من يعنى بحاجاتهم ومتطلباتهم من جيرانهم.

3- الأسرة

اﻷسرة من أهم المؤسسات التي تؤثر إلى حد كبير في حياة المسنين وما يلقونة من رعاية، فخصائص اﻷسرة الديموغرافية والاقتصادية والثقافية تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر في حياة المسن ورفاهيته، ومدى تكيفه مع مرحلة الشيخوخة هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تؤثر هذه الخصائص في طبيعة التدخل الاجتماعي الموجه للمسنين لمساعدتهم وتلبية احتياجاتهم.

ففي اﻷسر التي تتمتع بنوع من الاستقرار وتسود فيها روح التعاون والتعاضد والمحبة  واﻹثار يلقى المسنون عادة رعاية ملائمة، ويعيشون حياة مستقرة، أما في اﻷسر التي تغلب فيها الترعة الترعة الفردية أو تسود فيها المشاحنات والمشكلات التي تعاني من خلل في وظائفها نتيجة لعدم تحمل أعضائها مهام أدوارهم الاجتماعية واﻷسرية فإن المسنين في هذه اﻷنماط من اﻷسر يعانون أنواعاً من الحرمان والقلق، ويجابهون الكثير من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية وعادة ما ينتهي بالكثير منهم المطاف إلى دور رعاية المسنين أو المصحات.

من ذلك نلاحظ أن طبيعة اﻷسرة تؤثر في نوع التدخل الاجتماعي الموجه لمساعدة المسن، فاﻷسر الفقيرة التي ترعى مسناً أو أكثر ولا ترغب في التخلي عنه رغم ظروفها الاقتصادية المتدنية، يمكن أن يكون التدخل الملائم موجهاً إلى مساعدة المسن من خلال مساعدة اﻷسرة اقتصادياً، واﻷسرة التي تسود بين أفرادها اﻷمية يمكن أن يوجه التدخل الاجتماعي لمساعدة المسن من خلال رفع المستوى الثقافي ﻷفراد اﻷسرة ورفع مستوى وعيهم بطبيعة الشيخوخة وسبل رعاية المسنين.


شارك المقالة: